الاثنين، 12 يوليو 2010

المهرجانات الغنائية تتخلى عن "مطربى الإثارة"


انطلاق مهرجان «الأردن» بليلة «كلثومية» وإعلان مهرجان «قرطاج» تخليه عن «مطربى الإثارة» فى دورته المقامة حاليا.. حدثان بارزان شكلا ملامح المهرجانات الغنائية العربية فى صيف 2010 بدرجة جعلت البعض يصفها بتوجه عام للمهرجانات نحو عزف لحن «الأصالة» بعد أن وقعت خلال الأعوام الماضية فى فخ المنافسة مع الحفلات التجارية بالاستعانة بعدد من المطربين والمطربات الذين اشتهروا بالصورة أكثر من الصوت.الدورة الـ46 لمهرجان «قرطاج»، التى انطلقت الخميس الماضى، لم تكن الخطوة الأولى نحو مساعى المهرجان العريق لاستعادة بريقه المفقود، حيث بدأت وزارة الثقافة التونسية فى السنوات الأخيرة حملة تهدف إلى انتشاله من مستنقع التجارية، التى وقع فيها بعد أن اعتلى خشبة مسرحه فنانون وصفوا بأنهم «فنانو إثارة» فى وقت غاب فيه العديد من النجوم عنه. وبالفعل استعاد المهرجان خلال العام الماضى جانبا من هيبته عندما قدم عروضا بارزة انتظرها الجمهور طويلا مثل وردة الجزائرية وشارل ازنافور.وقال بوبكر بن فرج مدير مهرجان قرطاج إن المهرجان سيواصل هذه السنة تقديم عروض قوية لجمهوره حتى يبقى واقفا شامخا، مضيفا أنه من بين هذه العروض حفلة للمغنية اللبنانية ماجدة الرومى والسورى صباح فخرى وايدير من الجزائر وإسماعيل لو من السنغال وايروس رامازوتى من إيطاليا وايلان سيجارا من فرنسا ولطفى بوشناق وصابر الرباعى ونجاة عطية من تونس إضافة إلى اللبنانى راغب علامة والمغربية سميرة سعيد. كما يستضيف مهرجان «قرطاج» عروضا فنية مميزة مثل مجموعة الرقص الأرجنتينية خوليو بوكا وعرض باليه روفانسيك من روسيا.وأشار مدير المهرجان إلى أن المزج بين البعد الثقافى والترفيهى فى قرطاج رسالة مزدوجة لا يمكن أن يتجاهلها المهرجان لذلك جاءت العروض متنوعة وشاملة.وتطرق بن فرج إلى توقف الشراكة القائمة بين المهرجان وقناة «روتانا»، التى أثارت انتقادات واسعة خلال السنوات الماضية بسبب ما وصف بأنه محاولة لفرض نجوم الإثارة على قرطاج من «روتانا». وأوضح أن إدارة «روتانا» فضلت عدم تجديد عقد الشراكة لأسباب خاصة بها لكنه أضاف «مهرجان قرطاج لم يبدأ بروتانا وسيتواصل كبيرا بدونها»، مؤكدًا أن المهرجان كان حريصا على التوفيق بين «التثقيف والترفيه» عند إعداد برنامج الدورة الجديدة.المبدأ نفسه تبناه مهرجان «الأردن»، الذى أقيم على أنقاض مهرجان «جرش»، حيث انطلق الأربعاء الماضى بليلة «كلثومية» أحيتها المطربة آمال ماهر بمشاركة المايسترو سليم سحّاب، وقدمت آمال مجموعة من أغانى كوكب الشرق «أم كلثوم»، وقد استمرت وصلتها ما يقارب الثلاث ساعات شدت خلالها بأجمل ما غنت المطربة الراحلة.ومن أبرز ضيوف مهرجان الأردن فى دورته الثالثة المطرب العراقى كاظم الساهر، الذى سيحيى حفلا غنائيا فى الثامن من الشهر الحالى على المدرج الرومانى فى جبل القلعة.كما يشارك فى المهرجان سيدة المقام العراقيّ فريدة حفلة يوم 26 أغسطس، وستقدّم فريدة مع فرقه «المقام» بقيادة رفيق دربها محمد حسين كمر، أغانى الفنانات العراقيات اللواتى ازدهرن فى أربعينيات القرن الماضى وخمسينياته مثل (صديقة الملاية وسليمة مراد وزهور حسين ووحيدة خليل ولميعة)، وهناك أيضا حفلات. لناظم الغزالى والتراث الموسيقى العراقى.أما المفاجأة فتكمن فى حفلة الختام التى يقدّمها التركى ميرسان ديدى عازف الناى والبندير والـ«دى دجاى»، يقدم عرضا موسيقيّا بصريا بصحبة 28 درويشا، يمزج فيه بين الموسيقى الصوفيّة والموسيقى الإلكترونيّة.ولم يختلف الحال كثيرا بالنسبة لمهرجان «بيت الدن» اللبنانى، الذى انطلق قبل بضعة أيام، حيث اختار توجيه التحية إلى أسماء لمعت ــ ولا تزال ــ فى فضاء الموسيقى الشرقية.. وبعد تحية «أم كلثوم» العام الماضى يستعد المطرب المغربى عبده شريف توجيه التحية للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ فى 10 يوليو يرافقه المايسترو إحسان المنذر وفرقة من خمسين عازفا.واستمرارا فى عزف نغمة الطرب الأصيل، يعيد المهرجان فى دورته الحالية، أيضا الفنان اللبنانى زياد رحبانى إلى جمهوره يوم 17 يوليو فى أمسية فنية وكذلك سيقوم بإحياء حفلين بالمهرجان، وكذلك يستضيف الموسيقى الإيرانى محمد رضا شجيران.ولا تغيب عن مهرجانات «بيت الدين» أيضا الاحتفالات بالمئوية الثانية لولادة المؤلف الموسيقى شوبان مع عازف البيانو المنفرد بارتولومى كومينيك ترافقه فرقة كراكوفيا البولندية فى 31 يوليو.ويستمر مهرجان بيت الدين هذا العام حتى السادس من أغسطس، حيث سيستقبل حتى ذلك الوقت فرقة سيرك بقيادة فيكتوريا شابلن ابنة شارلى شابلن.
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق