الأحد، 11 يوليو 2010

"القومي" .. للمسرح المصري وتصفية المهرجانات


أعرف أننا لسنا في زمن الحلم أعرف أيضاً ويقيناً ان الحلم من الممكن ان يكون حقيقة .. وما بين الحلم والحقيقة جهد لابد ان يبذل ولكي يكون هناك ملامح للجهد لابد أن يكون هناك رجال لبذل هذا الجهد والرجل الذي يبذل هذا الجهد من الحتمي أن يكون علي خلفية ومرجعية تاريخية وعلمية في التخصص وإذا كان الكلام عن المسرح فالتخصص هنا يتمحور حول التخصص في كل فروع وعناصر العملية المسرحية وثمة أهم العناصر بعد هذا التخصص اليقظة والضمير والأخلاقيات والطهارة وتحديد الأهداف وبنظرة من عينين ثاقبتين وقلب ينبض بالخير إذ أن الهدف هو عودة الوعي والروح للمسرح المصري والعودة إلي ريادته التي غابت عنه سنوات طويلة بحكم الظرف التاريخي وبحكم التراكم الزمني وبحكم طبيعة التطور عين التجديد في الفكر وتكنولوجيا العصر. وفي زخم الحراك التاريخي والعراك الثقافي والمعرفي وحرص الآخر علي الدخول في المنافسة وفي المقابل حدثت عندنا أو لدينا حالة من التوقف الزمني "والملاهاة المعرفية" ومحاكاة كل ما هو تافه وعار ومتلاحم مع الغريزة بكل ألوان العبث والفوضي "عاشت الرأس المفكرة" و"عاش العقل المغيب والمهمش" و"عاش القلب" في لهو وتهريج وفوضي والاهتمام بالذات وفقدان الوعي بأهمية أن تبني الوطن والآخر يسابق الزمن وما بين التوقف الزمني والحراك الزمني نحن نتوقف عند نقطة ثابتة والآخر يتحرك مسرعاً متخطياً الكثير من النقاط والحدود!! النتيجة "سحب البساط السحري" من تحت أقدامنا تماماً. نعيش فترة التراجع والإحباط والترقب والآخر يتمحور حول التمايز والتقدم والتواجد الحقيقي علي خريطة العالم مسرحياً أصبحوا يفوزون بالجوائز ويحققون المراكز ونحن نتحالف مع الفشل. هم ملتزمون بالخطة والاستراتيجية والمنهج ونحن ملتزمون بالفوضي والعشوائية.. هناك أدلة كثيرة علي فقدان الوعي المسرحي وفقدان الوعي بأهمية المسرح كصاحب رسالة تنويرية وبنظرة لفرق مسرح الدولة نجد أنها الكل يعمل بمنطق ومفهوم واحد لا يتغير ولا علاقة له بالتباين والاختلاف كل الفرق تعمل وكأنها فرقة واحدة قومي أو حديث أو طليعة أو غد أو خلافه كل الفرق تعمل من منظور واحد والأدهي والمدهش قضية الضحك وكأنها زصبحت رسالة كل الفرق الدليل الآخر تحويل كل الفرق إلي فرقة للشباب بعد اقتحام هؤلاء الفرق الكبري وهنا اختلفت المنابر المسرحية لتصبح منبراً واحداً وسط هذا الزخم اختلط الحابل بالنابل وأصبحت فرق الدولة لا تحاكي القطاع الخاص فقط كما كان يحدث في الماضي مع الكوميديا بل امتدت عمليات المحاكاة والتقليد لفرق الهواة والفرق الحرة وغيرها المستقلة وامتد العبث لمحاكاة الورش المسرحية وأصبح المسرح المصري كله "مسرح هواة" وهناك عيب في الهواة لأنهم يحملون علي عاتقهم الآن عبء المسرح المصري وتواجده علي الساحة العربية والمراكز الثقافية العربية والأجنبية داخل وخارج مصر القضية في الاتجاهات والمنابر وأهمية "التفريق" بين ما هو هاو وما هو محترف.. مسرح الدولة معني في الأساس بتقديم المسرح المحترف الذي يقدم عروضه المسرحية للجمهور في مقابل مالي هو قيمة التذكرة علي عكس المسرح الآخر الذي يقدم مسرحه بالمجان وهنا كان السؤال؟ هل وظيفة مسرح الدولة إقامة ملتقي أو مهرجان لمسرح الشباب؟ وما الفرق بين مهرجانات الهواة ومثل هذا المهرجان وما الهدف منه؟ أسئلة حائزة بلا إجابة وبلا وعي من السيد المسئول!! مسرح الدولة مسرح احترافي وقضيته تختلف عن قضية مسرح الهواة خاصة والدولة ممثلة في وزارة الثقافة وصندوق التنمية الثقافية تقدم كل الدعم للهواة ومهرجاناتهم ثم ما الفرق بين مسرح الدولة ومركز الإبداع فيما يقدمه من ورش مسرحية ناجحة والسؤال: لماذا كل هذا "التداخل" في غياب سيمفونية التناغم والتكامل بين جميع الفرق؟ ومن الطبيعي الفصل في منهج كل بيت مسرحي وكل جهة انتاجية وكل منتجع مسرحي؟ هذا بالإضافة إلي العروض النوعية بين القطاع أو الجهة الإنتاجية الواحدة فما الفرق مثلا بين مسرح الثقافة الجماهيرية كهواة والمسرح المستقل والفرق الحرة كهواة أيضاً وبين ما يقدمه مسرح الهواة وما يقدمه مسرح الدولة وبين هذا كله ومسرح القطاع الخاص!! نجحوا أو من نجح في "تهديف" المسرح المصري ليكون علي هذه الصورة المشوشة هذه الصورة المبعثرة هذه "الصورة الغائمة" هناك محاولات أخري تجري في الكواليس وبعضها معلن لاتخاذ قرارات سريعة وغير مدروسة سنفصح عنها في مقال مستقل هذه التحركات من شأنها إغراق المسرح في مزيد من الفشل والأمراض!!. نأتي إلي قضية أري فيها من الغرابة الكثير وبنظرة فاحصة نجد ان مصر الدولة الوحيدة التي بها زخم وزحام من المهرجانات سواء الرسمية أو الأهلية مثلاً المهرجانات الرسمية المهرجان التجريبي ثم المهرجان القومي للمسرح المصري ثم ملتقي مسرح الشباب ثم مهرجان الضحك والسؤال: هل هذه المهرجانات انقذت المسرح المصري؟ .. هناك مهرجان الثقافة الجماهيرية ومهرجان الجمعية المصرية لهواة المسرح وهناك مهرجانات المراكز الثقافية الأجنبية في مصر وهناك مهرجانات الفرق المستقلة وهناك مهرجانات المسرح الجامعي وهناك مهرجانات مسرح الشركات.. كل هذا الزخم من المهرجانات تسبح في فلك واحد في منهج واحد بلا خطة بلا استراتيجية والنتيجة غياب الوعي والسباحة ضد الهدف وضد الغاية السؤال؟ لماذا لا يكون لكل جهة انتاجية منهج ورسالة والمينوفيستو الخاص بها بحيث يكون هناك تنوع ولا توجد مماثلة وازدواجية وهنا أحذر لما سوف يحدث من قرارات متوترة وغير مدروسة تجاه "تبويظ" المسرح المصري؟ نأتي إلي القضية الكبري وتنحصر في "ماهية التحديد" تنحصر في ماهية السعي وراء التجول داخل المنهج ومنح كل جهة أسلوبها ومنبرها دون الغرق في التداخل والازدواجية والثلاثية والرباعية والأداء الواحد المتزاحم الذي ينتج عنها "التجول نحو الاتجاه الصفر". وهنا ادعو الوزير ورجاله من المسرحيين وعفواً في دعوة الوزير لانه صاحب القرار أولاً وأخيراً والدعوة لاقتراح "تصفية المهرجانات" وهذه التصفية حتمية لان المهرجان القومي للمسرح المصري جمع كل أهداف هذه المهرجانات وحصرها في مهرجان واحد لاننا لا نستطيع الملاءمة مع كل هذه المهرجانات وتحويل السنة بالكامل إلي مهرجانات لان هذا يحطم ما يسمي بالمواسم المسرحية ولا أتصور أن يكون الموعد الجديد للمهرجان القومي في "عز الموسم الصيفي" وهذا العام يبدو الموسم قصيراً جداً خاصة ان شهر رمضان المبارك يبدأ في الحادي عشر من أغسطس وهنا يكون الموسم أقل من شهر في البيت الفني للمسرح والجهات المشاركة في الدورة الجديدة للقومي للمسرح المهرجان القومي يشارك فيه الفرق المحترفة "مسرح الدولة" مع الغياب الدائم للمسرح الخاص والفرق الحرة والمستقلة والجامعات والشركات والهواة بمختلف أطيافهم. هذا التواجد لم يخلق التنوع إذ أن كل المشاركات الرسمية وغير الرسمية من الشباب والهواة والسؤال اين كبار أهل المسرح؟ .. هل يوجد مخرج كبير يمثله عرض بالمهرجان؟ لا يوجد فقد أصبح الكبار أشبه بخيول الحكومة!! ما بين الأجيال المختلفة هناك "هوة شاسعة" هناك فوضي هناك غياب دائم للكبار. لا يوجد توازن بين الأجيال المختلفة فيما يقدم من عروض مسرحية .. الكبار يمثلون قلة عددية في زخم أعداد الشباب والموازنة فيما يقدم يجب ان يراعي الكبار والشباب مع مراعاة منهجية كل فرقة وما تقدمه من عروض مسرحية متنوعة تحقق هدف تواجد المسرح المصري والحفاظ علي الهوية والشخصية المصرية. "تصفية المهرجانات" تحقق الكثير من الأهداف أهمها الحفاظ علي المواسم المسرحية وتحديد مسار الفرق والجهات الإنتاجية وأهمية إعادة النظر في لائحة المهرجان بعد ان تمحور بالكامل نحو عروض الشباب والهواة فقط علي اعتبار ان الجميع يعملون بمنطق الهواية. زوايا المنظور ** الوزير وضع الكرة في ملعب المسرحيين وعليهم أن يثبتوا حسن النوايا!! ** يجب ان نستغل حب الوزير للمسرح ونساعده للنهوض به!! ** يجب ان يتعلم الجميع ان ما جاء به المستشار لن يحل ألغاز الأزمات المتلاحقة للمسرح!!! ** المسرح يحتاج لرأي كل المسرحيين وليس لرأي واحد أو اثنين!! ** احذروا .. الشيطان في مهمة رسمية!! ** من يعرف هذه المهمة له جائزة!! ** السؤال: من يمنح الشيطان كل هذه الأنياب؟!!

الجمهورية - حسن سعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق