الثلاثاء، 13 يوليو 2010

"هآرتس": أشرف مروان سرب للموساد موعد حرب أكتوبر


زعمت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن رجل الأعمال المصرى أشرف مروان، الذى لقى مصرعه فى لندن 2007، زار السفارة الإسرائيلية فى العاصمة البريطانية عام 1969، لتقديم خدماته للموساد، لكن عرضه رُفض".
وذكرت أن "مروان عاد فى وقت لاحق إلى السفارة، وبعد إجراء تحريات عنه، قرر الموساد استخدامه، إذ تبين أن لديه رصيدا هائلا من المعلومات، فضلا عن قدرته على الوصول إلى الكثير من الأسرار عقب وفاة والده الروحى جمال عبدالناصر".
وعلقت الصحيفة على الاتهام الذى وجهته منى جمال عبد الناصر إلى الموساد باغتيال زوجها أشرف مروان، بقولها: "ما زعمته بشأن أن زوجها له الكثير من الأعداء يوضح أنه ربما قتل على يد جهات أخرى".
ونقلت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة عن "هآرتس" فى تقرير نشرته أمس على موقعها الإلكترونى، أن أهم معلومة سربها مروان للموساد كانت متعلقة بموعد حرب أكتوبر، وأن مروان حصل على حوالى مليون دولار من جهاز المخابرات مقابل خدماته، وبقى على اتصال بالموساد بعد الحرب لسنوات.
من جانبه، قال عادل سليمان، المدير التنفيذى لمركز الدراسات المستقبلية والاستراتيجية، إن كل الأدلة تؤكد أن مروان كان يعمل مع الرئيس المصري الراحل أنور السادات بشكل مباشر وبصفة شخصية، ولم تكن له علاقة بالمخابرات المصرية.
وأضاف أن كل ما تم من اتصالات مع الإسرائيليين ونجاحه فى كسب ثقة الموساد، تم بدفع من الرئيس السادات، رافضا أن يكون مروان عميلا مزدوجا.
وفي تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عام 2007، بعد وفاة مروان، قيل إنه كان يأتي إلى أحد المنازل التي استأجرها الموساد في أحد الأحياء اللندنية الغنية، ويسلّم المعلومات هناك. وكان أهمها عشية حرب اكتوبر "الغفران".
وأشار التقرير إلى أن مروان كان "إخفاقاً للموساد"، مستنداً إلى شهادات مسؤولين سابقين في الموساد، استعادوا الليلة التي جمعت مروان بمسؤولي جهاز الاستخبارات. قال أحدهم: "وصل مروان بسيارة محصنة تحمل رقماً دبلوماسياً تابعاً للسفارة المصرية. لم يحاول حتى إيقاف سيارته بعيداً. توقف مروان بجانب البيت، خرج من السيارة. رتّب سترته، ودخل من دون أن يلقي نظرة خاطفة من حوله. لماذا لم يخف من أن تُسرب الاستخبارات البريطانية خبر لقائه إلى المصريين؟ إلا إذا علم المصريون باللقاء". كانت تلك التساؤلات تلميحاً إلى أنه "عميل مزدوج".
وذكر محلّل الشؤون الاستخبارية في صحيفة "هآرتس" العبرية، يوسي ملمان، أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إيلي زاعير سرَّب اسم مروان، وادعى أنّه "زود الإسرائيليين بمعلومات كاذبة".
اتهام الموساد
منى جمال عبد الناصر
كانت منى عبد الناصر أرملة أشرف مروان الذي سقط من شرفة شقته في لندن في يونيو/حزيران 2007، قالت في مقابلة حصرية مع صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية إن مروان كان يعتقد قبل وفاته أن حياته في خطر، مضيفة أن الأسرة اكتشفت بعد رحيله أن مشروع مذكراته الشخصية اختفى من رف كتبه علما بأن المذكرات في حال نشرها كانت ستفضح أسرار أجهزة الاستخبارات في منطقة الشرق الأوسط.
واضافت إن زوجها الراحل أسر إليها قبل تسعة أيام من موته أن فرق اغتيال تتعقب حركته. ومضت قائلة إن الموساد الإسرائيلي اغتاله، علما بأن من المتوقع أن يدلي جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بشهادته في قضية موته.
وانتقدت عبد الناصر إجراءات التحقيق البريطانية، قائلة إنها تتسم بالإهمال، مضيفة أن ضباط التحقيق البريطانيين فقدوا زوج الأحذية التي كان يرتديها مروان عند سقوطه من الشقة علما بأن حذائيه كان يمكن أن يقدما معلومات مهمة بشأن حمضه النووي وبالتالي معرفة إن كان قد قتل فعلا أم أنه سقط من الشرفة.
ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة: إن مروان الذي اتهم بأنه عميل مزدوج عمل لصالح أجهزة الاستخبارات المصرية والإسرائيلية في الوقت ذاته يظل لغزا محيرا بعد مرور ثلاث سنوات على وفاته.
وتضيف منذ موته، راجت تكهنات بشأن دوره في حرب أكتوبر 1973، مضيفة أن عملاء الموساد يقولون إن مروان اضطلع بأدوار تجسسية بطولية داخل أروقة الحكومة المصرية.
لكن الرئيس المصري، حسني مبارك، والرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أشارا إلى أن مروان كان عميلا مزدوجا قدم معلومات خاطئة للإسرائيليين.
وتتابع "الأوبزرفر" أن مروان كان يبلغ من العمر 63 عاما عند موته، مضيفة أن شاهدا قال إنه رأى رجلين لهما ملامح شرق أوسطية في شرفة شقته بعد دقائق من سقوطه منها.
مروان .. المثير للجدل
ولد أشرف مروان في عام 1945 لأب كان ضابطا بالجيش، وبعد حصوله على بكالوريوس العلوم في عام 1965 عمل بالمعامل المركزية للقوات المسلحة ثم عمل مساعدا لعبد الناصر.
وبعد وفاة عبد الناصر عام 1970 أصبح المستشار السياسي والأمني للرئيس الراحل أنور السادات. ورأس الهيئة العربية للتصنيع بين عامي 1974 و1979، ثم تقاعد وتوجه إلى بريطانيا حيث عاش فيها كرجل أعمال حتى وفاته.
وكان عضوا في لجنة الإشراف على التطور وصناعة الأسلحة في مصر وليبيا وعضو بالمجلس الأعلى للمشروعات الطبية في مجال الطاقة النووية عام 1973 وكان سكرتيرا للرئيس السادات للاتصالات الخارجية في عام 1974.
كان أشرف مروان مثيرا للجدل، حيث تباينت آراء المعلقين الاسرائيليين من مؤرخين وضباط سابقين بشأنه.
ففي كتاب صدر في لندن تحت عنوان "تاريخ إسرائيل" للمؤرخ والضابط السابق بالجيش الإسرائيلي أهارون بريجمان قال إن إسرائيل سقطت في يوم السادس من أكتوبر من عام 1973 في فخ نصبه لها بإحكام عميل مزدوج مصري في إشارة إلى أشرف مروان.
وقال بريجمان "نجح هذا الجاسوس في تضليل وخداع جهاز المخابرات الإسرائيلي -الموساد- في مرحلة ما قبل حرب أكتوبر، وكان أهم أسباب فشل الجيش الإسرائيلي الذريع في الاستعداد لمواجهة هجوم القوات العربية على الجبهتين المصرية والسورية".

محيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق