عقدت اللجنة الوزارية لإدارة الأزمات اجتماعا برئاسة د. عصام شرف استغرق أكثر من3 ساعات, توجه بعدها إلي منطقة الأحداث بماسبيرو
ثم ألقي بيانا إلي الأمة فجر اليوم أكد فيه أننا لن نستسلم للمؤامرة الدنيئة التي تستهدف مصر وشعبها.ودعا شرف كل أبناء مصر للتماسك والتصدي للمؤامرة التي تستهدف الوطن وكل أبنائه, مشيرا إلي أن مصر مرت بساعات عصيبة وأحداث عنف غير مبررة ومؤلمة لكل مصري شريف ومخلص.وأضاف: لقد شهدنا أحداثا راح ضحيتها عدد من أبناء مصر الشرفاء عسكريين ومدنيين.وقال شرف: إن هذه الأحداث عادت بنا إلي الخلف بخطوات وألقت بظلال من الخوف والذعر علي مستقبل الوطن, وبدلا من أن نتقدم إلي الأمام في بناء دولة حديثة علي أسس ديمقراطية سليمة عدنا لنبحث عن الأمن والاستقرار والشك في وجود أصابع خفية خارجية وداخلية تريد أن تقف أمام إرادة الغالبية العظمي من شعب مصر ورغبتهم في إقرار نظام ديمقراطي سليم.وأوضح رئيس الوزراء ـ في كلمته ـ أن أخطر ما يهدد أمن الوطن هو العبث بملف الوحدة الوطنية, وإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبين الشعب والجيش, وهو مناخ يتيح الفرصة لأعداء الوطن كي يعبثوا بأمنه ويثيروا الفرقة والشتات, وهذا هو هدفهم, لكننا لن نستسلم لهذه المؤامرات الخبيثة ولن نقبل بالعودة الي الخلف, فلا أحد من شعب مصر يقبل بهذا الخراب الذي شاهدناه اليوم.وأضاف انه من الصعب ان نركن لفكرة أن ما حدث في مصر خلال الساعات الماضية هو فتنة طائفية, ولكن من المؤكد أنه مشهد من مشاهد هذه المؤامرة.ودعا شرف شعب مصر بجميع فئاته من مسلمين وأقباط وشيوخا وشبابا بالتمسك بالوحدة الوطنية وتحمل مسئولياتهم تجاه وطنهم لسد جميع الثغرات التي تستهدف نسيج الأمة.وقال المستشار محمد الجندي, وزير العدل, إن النيابة العسكرية هي التي ستتولي التحقيق في ملابسات الأحداث بحكم أن هذه الأحداث وقعت ضد القوات المسلحة.وكان شرف قد تفقد مسرح الأحداث أمام مبني الإذاعة والتليفزيون, واستمع إلي شرح من قائد الشرطة العسكرية حول ملابسات الحادث يرافقه وزراء الكهرباء, والتعاون الدولي,والعدل, والتنمية المحلية, والتضامن الاجتماعي, والسياحة, والطيران المدني.وكانت قد تحولت مسيرة نظمها الأقباط مساء أمس من حي شبرا الي ماسبيرو علي خلفية أزمة الماريناب الي نزيف دام بين المتظاهرين وعناصر الجيش والأمن, مما خلف23 قتيلا و200 مصاب وفقا لإحصاءات وزارة الصحة التي حصلت عليها الجريدة قبل مثولها للطبع.كما فجرت مسيرات واشتباكات غاضبة في القاهرة والمحافظات تهدد بحرق البلاد بنار الفتنة.وفيما تضاربت الروايات بشأن سبب اندلاع الاشتباكات أكد شهود عيان أن اطلاق الرصاص بدأ من جانب المتظاهرين وأسفر عن مقتل جنديين وحرق عربة مدرعة علي الأقل قبل أن تتفاقم الأحداث الدامية ويتم القبض علي العشرات من مثيري الشغب والفتنة, التي تهدد بنسف مكاسب ثورة25 يناير وإلحاق الأضرار الفادحة بالسياحة والاقتصاد المصري.ووسط مظاهر الغضب الرسمي والشعبي والمظاهرات التي جابت المحافظات, عقدت اللجنة الوزارية لادارة الأزمات اجتماعا طارئا برئاسة د. عصام شرف رئيس الوزراء مساء أمس لبحث تطويق الأزمة, حيث تقرر فتح باب التحقيقات في الأحداث لمعرفة المتورطين فيها والمحرضين عليها ومثولهم أمام العدالة حتي ترتاح أسر الضحايا ويرتدع كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن.كما قرر المجلس الأعلي للقوات المسلحة إعلان حظر التجول بمنطقتي ماسبيرو والتحرير من الثانية وحتي السابعة صباحا.وكان قد تم تشديد إجراءات الأمن حول المستشفيات التي استقبلت المصابين في الاشتباكات الدامية بغرض تأمينهم, وخرجت تعليمات مشددة بهذا الشأن حيث تم قصر الدخول علي الحالات الطارئة فقط.وأكد د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء, أن أحداث ماسبيرو هي محاولة لإحداث فوضي واشعال الفتنة في البلاد, وأن الحل الأمثل لمواجهتها هو اعمال القانون ضد المتورطين فيها والمحرضين عليها, وقال إن ما حدث لايمكن وصفه بالفتنة الطائفية, وانها خطة تتصاعد الي مؤامرة لاسقاط الدولة.ومن المقرر أن يعقد قداسة البابا شنودة بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية اجتماعا طارئا اليوم للمجمع المقدس, لبحث تداعيات الأزمة وسبل احتوائها, كما يلتقي د. أحمد الطيب الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر بقيادات الكنيسة للتأكيد علي الوحدة الوطنية والتلاحم بين عنصري الأمة, وادانة كل محاولات اثارة الفتنة والعمل علي استرجاع روح ثورة25 يناير التي عكست قوة التلاحم ومتانة العلاقات بين مسلمي مصر وأقباطها.علي صعيد متصل, أدان رجال السياسة والقانون والفكر بقوة أحداث ماسبيرو وأكدوا أن ما حدث مصيبة كبري ومسألة خطيرة وغير مقبولة وتسيء الي هيبة الدولة التي يتعين أن يتكاتف الجميع من أجل اعادتها بأسرع وقت ممكن.وحذروا من تكرار واقعة رفع السلاح في وجه الجيش الذي حدث أمس لأول مرة منذ25 يناير, خاصة ونحن نقترب من إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.وتحدثوا عن وجود مندسين وسط المتظاهرين قاموا بالهجوم علي عناصر الأمن والشرطة العسكرية, كما تحدثوا عن عملاء في الداخل وقفوا وراء المواجهات الدموية التي شهدتها ماسبيرو
المصدر : الاهرام المسائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق