الأحد، 11 أغسطس 2013

صحف إسرائيلية: سيناء أصبحت عشاً للدبابير كقطاع غزة.. وعلى تل أبيب الاستعداد لأسوا السيناريوهات.. الجيش الصهيونى ينشر مجسات ووسائل تعقب على طول الجدار الفاصل لنقل المعلومات والتقليل من المفاجأت

تصدرت المزاعم حول الغارة الإسرائيلية المزعومة على شبه جزيرة سيناء لاستهداف مجموعة إرهابية بمدينة رفح يوم الجمعة الماضى منشتات وعناوين الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الأحد، بالإضافة لتعليقات وتحليلات كبار المحليين والكتاب المتخصصين فى الأمن القومى الإسرائيلى.
وزعم المحللون الإسرائيليون أنه إن كانت إسرائيل مسئولة فعلًا عن الغارة، فستكون "سابقة دراماتيكية"، موضحين أنها ستكون المرة الأولى التى ينفذ فيها سلاح الجو الإسرائيلى غارة وقائية دقيقة ضد إرهابيين على الأراضى المصرية منذ توقيع اتفاقية السلام مع القاهرة عام 1979.
وكشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتواجد فى مأزق كبير اليوم، لأن سيناء أصبحت مركزا للعمليات الإرهابية، فبخلاف قطاع غزة، فسيناء هى تحت السيادة المصرية، وعلى إسرائيل احترام السيادة المصرية على سيناء للمحافظة على معاهدة السلام الضرورية إستراتيجيا مع القاهرة، مضيفة أنه قد تكون الغارة يوم الجمعة الماضى منسقة مع السلطات المصرية، ومن جهة أخرى فإنّ حكومة بنيامين نتانياهو ملتزمة بحماية جنوب إسرائيل من التهديد الإرهابى.
فيما قال المحلل العسكرى لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عاموس هارئيل: "إن عددًا من الغارات الجوية نسبت مؤخرا إلى إسرائيل، بينها فى السودان وسوريا، وهذه المرة فى سيناء أيضًا.. ويجرى هذا بينما تحيط المنظومة الأمنية والسياسية فى إسرائيل الأمور بضبابية". 
وأوضح المحلل الإسرائيلى المتخصص فى الأمن القومى قائلا: "يبدو أن الفوضى السائدة حاليًّا فى العالم العربى تتيح المزيد من هذه الإجراءات دون إثارة الكثير من الضجيج أى دون تحمل المسئولية بشكل علنى وغالبًا بتغطية إعلامية محدودة". 
وأضاف هارئيل: "إذا كانت إسرائيل مَن قام بذلك، تكون هذه أول عملية من هذا النوع منذ توقيع معاهدة السلام عام 1979، وإذا تطرقنا لما نُشر، فإما أن العملية جرت بالتنسيق مع النظام الجديد فى القاهرة – وهذا ما سينكره الطرفان - وإما أن تهديد إطلاق صواريخ كان خطيرًا إلى درجة المخاطرة بالعلاقات الحساسة مع مصر".
وفى السياق نفسه قالت عدد من التقارير الصحفية الإسرائيلية إن القوى الأمنية الإسرائيلية تتواجد فى الفترة الأخيرة باستعداد تام فى الجنوب، مشيرة إلى أن أحد تنظيمات الجهاد العالمى زعمت اليوم الأحد، أن مقاتليه كانوا هدف الغارة الإسرائيلية التى حدثت كما يبدو ظهر يوم الجمعة على الأراضى المصرية، حيث أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس" أن 4 من رجال الجماعة قُتلوا فى الهجوم، فيما كانوا يستعدون لإطلاق صاروخ على إسرائيل.
وقالت الصحف العبرية، إنه فى المقابل تشدد الأجهزة الأمنية المصرية على محو الفوضى التى تسود سيناء، وفى ظل الحرب القاسية التى يخوضها الجيش المصرى على أوكار الإرهاب التى تنسب غالبًا إلى تنظيم "القاعدة"، فإن استعدادات الجيش الإسرائيلى تمحورت بشكل خاص حول تعزيز قدرته على تحديد الأخطار، وتوجيه قوة نارية دقيقة ومدمّرة باتجاه أهداف يمكن أن تظهر وتختفى بسرعة بين رمال الصحراء.
وفى هذا التوقيت، تقوم المنظومة الأمنية الإسرائيلية على استكمال الجدار الحدودى فى الجنوب، من منطقة "كرم أبو سالم" بجانب قطاع غزة وحتى إيلات، وهذا الجدار مزوّد بمجسات إلكترونية متطورة تنقل المعلومات إلى مراكز القيادة والمراقبة.
وتمّ أيضًا تطوير وسائل التعقب قرب الحدود، حيث يسعى الجيش الإسرائيلى ليفهم بشكل أوضح ما يجرى جنوب الحدود للتقليل من إمكانيات مفاجأته، كذلك، فإن منظومة "القبة الحديدية" الموضوعة بجوار إيلات محمية من الهجوم.
وتقدر قيادة الجنوب فى الجيش الإسرائيلى أن الحدث القادم فى المنطقة مسألة وقت فقط، وأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ستضطر إلى الاستمرار فى السير على الحبال فى المستقبل القريب فى كل ما يتعلق بالنشاط وراء الحدود.
وفى السياق نفسه، قال الكاتب الصحفى بصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أليكس فيشمان، فى مقال له تحت عنوان "الكرامة المصرية": "إن ما تبقى للمجتمع المصرى هو الكرامة والذى أفاد أن إسرائيل شنت الغارة فى سيناء إنما أراد إشعال النار بين الدولتين"، مضيفا أن خلايا إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة تتهيأ للانتشار على طول الحدود الإسرائيلية.
بينما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن الأوضاع الأمنية المتردية فى سيناء والنشاط المتزايد للجماعات المسلحة بداخلها تعتبر الأكبر تهديداً للأمن القومى الإسرائيلى، فى ظل التكتم الإسرائيلى وعدم قدرتها على الاعلان رسمياً عن تحمل قيامها بتنفيذ غارات على الأراضى المصرية.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن التقارير الإعلامية تشير إلى أن طائرة إسرائيلية بدون طيار أغارت وبشكل مباشر على جماعة جهادية أطلقت على نفسها "أنصار بيت المقدس" كانت تحاول إطلاق صواريخ على مدينة إيلات، فى حين أن الجيش المصرى وعلى لسان المتحدث باسمه المقدم أحمد على قد نفى تلك الأنباء.
وأضافت "جيروزاليم بوست" أن سيناء أصبحت كقطاع غزة "عشاً للدبابير" للأنشطة الإرهابية على حد وصفها، إلا أن سيناء تختلف بعض الشىء عن القطاع وذلك كونها محافظة صحراوية شاسعة وأراضى ذات سيادة مصرية، الأمر الذى يصعب على إسرائيل التعامل معها، كما أن تل أبيب تتعامل بحذر شديد مع الجانب المصرى بسبب اتفاقية "كامب ديفيد" السلام الموقعة بين الجانبين.
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلى على استعداد كامل للتعامل مع أى تهديد مفاجئ وتحديده بسرعة، وأن التعامل معه سيكون بكل دقة وقوة، وتشمل تلك الاستعدادات المنطقة الواقعة بين معبر كرم أبو سالم وحتى مدينة إيلات على طول الحدود مع مصر.
كما أن الجيش قام بتجهيز السياج الحدودى بأجهزة استشعار الكترونى متطورة مرتبطة بغرف التحكم، كما عمل على تحسين قدرات الاستخبارات الميدانية فى المنطقة وكذلك نصب القبة الحديدية بالقرب من مدينة إيلات.
وفى محاولة لتهدئة الأجواء بين الجانبين المصرى والإسرائيلى خاصة فى أعقاب تضارب الأنباء حول تنفيذ الغارة الإسرائيلية نفى وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون، الهجوم مؤكداً أن إسرائيل تحترم السيادة المصرية الكاملة على مصر.
وأوضح يعالون أن إسرائيل تعلم بما يقوم به الجيش المصرى من عمليات عسكرية ضد الجماعات المسلحة فى سيناء خاصة فى الفترة الأخيرة وبالتحديد الأسبوع الماضى، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيلى على تواصل دائم مع قيادة الجيش المصرى. مقدراً العمل الذى يقوم به النظام المصرى الجديد.
ولفت يعالون إلى أن إسرائيل لن تسمح أن تؤثر تضارب الأنباء حول الغارة الجوية على عملية السلام القائمة بين الجانبين,
وأشارت يديعوت إلى أن الجيش الإسرائيلى وقوات الأمن كانوا قد التزموا الصمت والتعتيم حيال العملية، مما دل على أنها تعاملت مع تلك الغارة كما تتعامل مع غارات تقوم بتنفيذها فى سوريا ولبنان خلال العام الأخير، وذلك قبل خروج يعالون اليوم والإدلاء بتلك التصريحات.
وأضاف يعالون: "إسرائيل على دراية بالنشاط المتزايد للجيش المصرى فى الفترة الأخيرة، بما فيها نهاية الأسبوع الأخيرة، ضدّ البنية التحتية للإرهاب فى شبه جزيرة سيناء، ونثمن هذا النشاط الذى يجرى بادئ ذى بدء للدفاع عن مواطنى مصر والسيادة المصرية".
ورفض يعالون نسب الهجوم إلى إسرائيل، قائلا: "لن نتيح للشائعات والتخمينات، التى انتشرت مؤخرا أن تمس بمعاهدة السلام بين البلدَين".



المصدر اليوم السابع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق