ببطن منتفخ لا يتلاءم مع حجم جسمه الصغير، وقف "محمد" ذو الخمسة أعوام بصحبة جده الذى أيقظه فى الصباح ليستعد "للمشوار المهم" الذى انتظره "محمد" على حد قول جده "عم فرج"، ولكن هذا المشوار لم يكن هو الأول من نوعه، فحياة "محمد" القصيرة كانت منذ بدايتها عبارة عن مجموعة متصلة من "المشاوير المهمة" التى يقنعه جده أن بنهايتها "هنشق البطيخة" مشيراً إلى بطن الطفل التى انتفخت عام بعد آخر منذ لحظة ولادته نتيجة لمشكلة فى "كبد" الطفل الذى يحتاج إلى استبداله بآخر، ولكنها غالباً ما كانت تنتهى بلا شىء وتبقى البطيخة على حالها، حتى أيقظه جده هذا اليوم قائلاً "ده آخر مشوار يا محمد.. خلاص رئيس الجمهورية الجديد هيشقلنا البطيخة"، هكذا ردد "عم فرج" للطفل أثناء انتظارهم لخروج الرئيس أو سماح الحرس لهم بمقابلته.
"محمد يسرى محمد" هو الطفل الذى ولد بعيب خلقى فى "الكبد" الذى وصفه الأطباء بكبد رجل مسن وهى من الحالات النادرة التى لم يستطع والديه البسطاء معالجتها لقصر اليد و"قلة الحيلة"، فوالده موظف بسيط فى شركة الكهرباء، ووالدته لا حول لها ولا قوة، أما جده "عم فرج" الذى يعمل "أمين مخازن" بإحدى الجرائد القومية، ولا يعرف لليأس طعماً، فقرر أن يحمل على عاتقه مهمة علاج الطفل المسكين الذى انتفخت بطنه، فلم يترك باباً سوى وطرقه لنجدة الطفل دون جدوى، حتى ازداد الأمر سوءا عندما حاول إلحاقه بالمدرسة الأزهرية فلم تقبله نتيجة لمرضه ولا يملك سوى أن يواسى الطفل ببعض العبارات المداعبة، لينظر له الطفل ببراءة قائلاً "أمتى هنشق البطيخة دى يا جدو" فتدمع عيناه قائلاً "قريب يا حبيبى.. ربنا موجود"، ومن هنا قرر "عم فرج" أن يطرق باب رئيس الجمهورية الجديد بصحبة "محمد"، بعد أن أقسم أمام الله على رعايا الشعب وحفظ المصالح العليا للبلاد".
"محمد أصيب بالصفرا بعد ولادته بأربعين يوما، ومن يومها وأنا بلف معاه فى كل حتة، ومفيش فايدة" هكذا وصف "عم فرج" حالة حفيده أثناء انتظاره للرئيس بعد أن وعده الحرس بمقابلته مشيرين أن بابه مفتوح للجميع.
"زمان مكنش حد بيعبرنا خالص، وحاولنا نقابل "سوزان" عند القصر الجمهورى، والحرس ساعتها كان هيودينا فى داهية" يحكى "عم فرج" ذكريات الرحلة الشاقة لمحاولة علاج "محمد" الذى يحتاج إلى عملية زراعة "فص الكبد"، وهى العملية التى لن يستطيع أى من أهل الطفل تحمل تكاليفها "حتى لو بعد 100 سنة" على حد قول "عم فرج"، وكان اللجوء لقصر الرئاسة بعد زوال عهد مبارك هو الصرخة الأخيرة التى لجأ إليها "عم فرج".
"أنا جاى أقول لسيادة الريس.. أنت بتحلف اليمين عشان تراعى الشعب المصرى، وده طفل مصرى غلبان وعايز يعيش، واحنا عندنا أمل فى ربنا وفيك يا ريس" هكذا أنهى "عم فرج" حكايته، موجهاً رسالة إلى الرئيس "محمد مرسى" وكله أمل فى إنقاذ طفله.
اليوم السابع
"محمد يسرى محمد" هو الطفل الذى ولد بعيب خلقى فى "الكبد" الذى وصفه الأطباء بكبد رجل مسن وهى من الحالات النادرة التى لم يستطع والديه البسطاء معالجتها لقصر اليد و"قلة الحيلة"، فوالده موظف بسيط فى شركة الكهرباء، ووالدته لا حول لها ولا قوة، أما جده "عم فرج" الذى يعمل "أمين مخازن" بإحدى الجرائد القومية، ولا يعرف لليأس طعماً، فقرر أن يحمل على عاتقه مهمة علاج الطفل المسكين الذى انتفخت بطنه، فلم يترك باباً سوى وطرقه لنجدة الطفل دون جدوى، حتى ازداد الأمر سوءا عندما حاول إلحاقه بالمدرسة الأزهرية فلم تقبله نتيجة لمرضه ولا يملك سوى أن يواسى الطفل ببعض العبارات المداعبة، لينظر له الطفل ببراءة قائلاً "أمتى هنشق البطيخة دى يا جدو" فتدمع عيناه قائلاً "قريب يا حبيبى.. ربنا موجود"، ومن هنا قرر "عم فرج" أن يطرق باب رئيس الجمهورية الجديد بصحبة "محمد"، بعد أن أقسم أمام الله على رعايا الشعب وحفظ المصالح العليا للبلاد".
"محمد أصيب بالصفرا بعد ولادته بأربعين يوما، ومن يومها وأنا بلف معاه فى كل حتة، ومفيش فايدة" هكذا وصف "عم فرج" حالة حفيده أثناء انتظاره للرئيس بعد أن وعده الحرس بمقابلته مشيرين أن بابه مفتوح للجميع.
"زمان مكنش حد بيعبرنا خالص، وحاولنا نقابل "سوزان" عند القصر الجمهورى، والحرس ساعتها كان هيودينا فى داهية" يحكى "عم فرج" ذكريات الرحلة الشاقة لمحاولة علاج "محمد" الذى يحتاج إلى عملية زراعة "فص الكبد"، وهى العملية التى لن يستطيع أى من أهل الطفل تحمل تكاليفها "حتى لو بعد 100 سنة" على حد قول "عم فرج"، وكان اللجوء لقصر الرئاسة بعد زوال عهد مبارك هو الصرخة الأخيرة التى لجأ إليها "عم فرج".
"أنا جاى أقول لسيادة الريس.. أنت بتحلف اليمين عشان تراعى الشعب المصرى، وده طفل مصرى غلبان وعايز يعيش، واحنا عندنا أمل فى ربنا وفيك يا ريس" هكذا أنهى "عم فرج" حكايته، موجهاً رسالة إلى الرئيس "محمد مرسى" وكله أمل فى إنقاذ طفله.
اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق