شيع الآلاف من أبناء مدينة المنصورة وجنود وضباط الأمن المركزى وضباط ومجندى القوات المسلحة، ظهر أمس، جنازة الشهيدين الرائد أحمد السيد المتولى والمجند أحمد فتحى صادق من القوات الخاصة بالأمن المركزى بالدقهلية اللذين استشهدا فجر أمس أثناء أدائهما واجبهما فى القبض على مجموعة من الخارجين على القانون بمركز ميت غمر.
وقف المئات من الأهالى يهتفون ضد البلطجية تضامنا مع الشرطة بعد القضاء على العصابة التى روعت المواطنين لشهور طويلة، على حد قولهم، وتم إنهاء إجراءات الغسل والتكفين ونقل جثتى الشهيدين إلى مسجد النصر بالمنصورة على مسافة ٥٠ كيلومتراً لتشييع الجثمانين فى جنازة عسكرية مهيبة.
ووقف الآلاف من المواطنين وجنود الأمن المركزى منذ العاشرة صباحا أمام مسجد النصر فى انتظار وصول الجثمانين، وانهمرت الدموع وصرخات الجميع من المواطنين المنتظرين، الذين أكدوا أنه لابد من قوانين رادعة للقضاء على البلطجية وتصفيتهم.
وانتظرت زوجة الشهيد الرائد أحمد السيد المتولى ووالدته فى إحدى السيارات فى انتظار وصول جثمانه وهما فى حالة ذهول وانهيار تام، كما وقف والد الشهيد المجند أحمد فتحى صادق وشقيقه وهما فى حالة انهيار وبكاء مستمر.
وعقب صلاة الظهر وصلت سيارة الإسعاف الأولى تحمل جثمان الشهيد المجند أحمد فتحى صادق، ووقف والده على باب سيارة الإسعاف مصرا على مشاهدة ابنه لتوديعه الوداع الأخير، وانهارت زوجته التى رافقته من المستشفى إلى المسجد داخل سيارة الإسعاف وهى تصرخ «منهم لله.. منهم لله الظلمة.
وانهار والده وهو يقول «ده ابنى يا ناس عايز أودعه وأبوسه، نار قلبى مش هاتبرد من الحزن عليه» وتعلق بالجثمان أثناء دخوله المسجد وتمكن أقاربه وجنود الأمن المركزى من إبعاده من أمامه بصعوبة، وتصارع زملاؤه من المجندين بالأمن المركزى على حمل الجثة التى خرجت ملفوفة فى علم مصر، ثم وصلت سيارة الإسعاف الثانية تحمل الشهيد الرائد أحمد السيد متولى يرافقها شقيقه الوحيد الرائد «محمد» من ضباط الأمن المركزى الذى انخرط فى البكاء وهو يصر على حمل جثة شقيقه الملفوفة فى علم مصر مع زملائه.
وشاركت زوجة الضابط ووالدته ووالدتها فى صلاة الجنازة فى مصلى السيدات، واختلطت الدموع بآيات القرآن على أرواح الشهيدين، وفقدت والدة الشهيد الضابط الوعى مرتين أثناء الجنازة وهى تردد «عايزة أحمد هو فين، ابنى مامتش، حرام عليكم ابنى لسة عايش أنا حاسه بيه» بعد إفاقتها قالت للمحيطين بها «أبوه مات وسابه هو مكانه ده كان كل حاجة فى دنيتى ومش ممكن يسيبنى لوحدى فى الدنيا خدونى معاه»، وضمها ابنها محمد وهو يبكى حزناً على فراق شقيقه الوحيد فيما انخرط جموع المواطنين وضباط المباحث وضباط وعساكر الأمن المركزى وضباط وعساكر القوات المسلحة فى البكاء أثناء أداء صلاة الجنازة وتحدث الخطيب عن فضل الشهيد خاصة شهيد الواجب.
وحضرت سيارة إطفاء كبيرة وتم وضع الجثمانين عليها للسير بهما وسط المواطنين تتقدمها الموسيقى العسكرية من مسجد النصر وحتى مبنى المحافظة ونصب الجندى المجهول، وشارك فى الجنازة مساعد وزير الداخلية ومدير الأمن والحاكم العسكرى وجميع قيادات الأمن بالمحافظة، فيما انهارت زوجتا الشهيدين وحاولتا اللحاق بالجثثين قبل رفعهما على سيارة المطافئ ومنعهما أقاربهما من الوصول إلى الجثتين فيما سقطتا مغشيا عليهما أمام المسجد، وتم نقل الجثتين إلى سيارتى إسعاف تمهيدا إلى نقلهما إلى قريتهما لإعادة تشييعهما وسط أقاربهما.
المصدر : المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق