الجمعة، 5 أغسطس 2011

يوميات ممثل .. الممثلون‏..‏ ورمضان كريم‏!!

هو شاب‏..‏ كان يجهز لي حجرة لمكتبي في المنزل في شهر رمضان الماضي‏..‏ وكان معه بعض العمال الذين حضروا معه لإتمام العمل‏..‏
وبعد انتهاء العمل ركبوا معي السيارة لأوصلهم في طريقي‏..‏ قال أحد العمال‏:‏ يا أستاذ فيه حاجة عايز أقولها لك‏..‏ قلت له‏:‏ اتفضل قول‏..‏ قال‏:‏ لما كنا عندك في رمضان اللي كنا بنجهز فيه حجرة مكتبك‏..‏ فاكر لما فطرنا عندك هذه الأيام في رمضان؟‏..‏ قلت له‏:‏ طبعا فاكر‏..‏ ولم يكن يوم إفطار واحدا‏..‏ لكن كنا نفطر جميعا بعد أذان المغرب أنا وأنتم كلكم‏..‏ قال‏:‏ طبعا‏..‏ لكن عندما رجعت بيتي لقيت مراتي وحماتي وأولادي في انتظاري بلا إفطار‏..‏ وعندما أخبرتهم بأني أفطرت عندك كانت دهشتهم كبيرة‏..‏ سألوني بنفس الدهشة‏:‏ هم دول بيصوموا‏..‏ يقصدوا الممثلين‏.‏ لاحظ ابتسامة باهتة علي شفتي ولكنه أكمل حديثه‏.‏قال العامل الطيب‏:‏ أنا قلت لهم طبعا‏..‏ ده الأستاذ ـ اللي هو حضرتك ـ أنا قعدت معاه طوال شهر مضان الذي كنا نقوم فيه بتجهيز مكتبه‏..‏ كان كل يوم يبدأ صباحه بسماع القرآن ويصوم رمضان‏..‏ وأولاده يؤدون الصلاة في مواعيدها معه‏..‏ أو في غير وجوده‏..‏ وعندما كان في طريقه إلي عمله أسمعه يتمتم بآيات الله مستعينا بها علي دنياه‏..‏ لم يكن تمثيلا‏,‏ بل حقيقة رأيتها بعيني أنا وزملائي العمال‏.‏نظر العامل الطيب إلي ولاحظ نظرة أسي في عيني‏..‏ وقال‏:‏ معلهش يا أستاذ أنت نجم كبير والناس بتحبك‏..‏ لكن هم معذورين‏.‏قلت له‏..‏ عندك حق‏..‏ فهم يرون الممثل في السينما أو علي شاشات التليفزيون يشرب الخمر‏..‏ وقد يقوم بقتل إنسان‏..‏ ويدخن الحشيش‏..‏ ويظهر الشر بقسوة‏..‏ ولا يعلمون أن هذه الخمر التي يشربها الممثل عبارة عن مياه مضافا إليها شاي أو مشروب غازي له لون الخمر‏..‏ وأن كثيرا من الممثلين ينتابهم ألم كبير في المعدة لتضررهم من شرب هذه الألوان التي توضع علي الماء حتي تصبح بلون الخمر والتي يشربونها عدة مرات كما يتطلب المشهد‏..‏ وكلها أشياء مزيفة وليست حقيقية‏..‏ لهذا معهم عذرهم‏..‏ إنهم لا يعلمون أن هناك كثيرا من الممثلين والنجوم والنجمات يعيشون حياة بسيطة مليئة بالإيمان‏..‏ والأسرية‏..‏ ويراعون التقاليد‏..‏ ويسهمون بأموالهم ومجهودهم في فعل الخير‏..‏ ورعاية المرضي‏..‏ ويدفعون الزكاة للمستشفيات‏..‏ ويسهمون في إنشائها بكل الرضا والإيمان‏.‏ونظر إلي مؤيدا‏..‏ لأنه شاهد حقيقة لنوع من الممثلين‏..‏ وعاش معه طول شهر رمضان‏..‏ وأنا واحد منهم‏..‏ وصمت صديقي النجم‏..‏ وهو يحكي لي حكايته‏..‏ فقلت له‏:‏ لا تحزن فأنا نفسي في بدء حياتي الصحفية لم أكن أصدق ما أري في كواليس المسارح‏..‏ وخلف ديكورات أي مشهد سينمائي‏..‏ فقد كان مثلا النجم المسرحي الكبير عباس فارس يجلس في حجرته بمسرح الريحاني يقرأ القرآن من المصحف بصوت مسموع في كل أوقات فراغه‏..‏ وكل ممثل قبل دخوله إلي خشبة المسرح أو أمام الكاميرا تسمع منه كلمات الله يتمتم بها قبل بدء عمله‏..‏ يا صديقي لا تحزن‏..‏ فأنتم نجوم يراها الناس علي الشاشات‏..‏ ويصدقون ما يرونه ولا يرون الوجه الحقيقي لكم‏..‏ يرونكم تحت الأضواء‏..‏ وبعض الصور والأخبار‏..‏ والأوضاع المبالغ فيها‏..‏ وأنتم نجوم كبار‏..‏ والغلطة الصغيرة تكبر بحجم النجم‏..‏ وتؤثر في الآخرين‏..‏ وأنتم قدوة‏..‏ وعليكم مسئولية القدوة الحسنة‏..‏ حتي يراكم الجمهور علي حقيقتكم‏..‏ وكما تريدون‏!!‏



المصدر : الاهرام المسائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق