كل عام.. ومع بداية شهر رمضان تعودت السينما أن تفسح الطريق للتليفزيون ليبدأ مشواره في المنافسة التي تفرضها الظروف والمواعيد بين السينما والتليفزيون بعروضه ومسلسلاته التي تعود الجمهور متابعتها طوال شهر رمضان..
ومنها مسلسلات كانت تفوز بنتيجة المنافسة بينها وبين السينما.. ومنها مسلسلات كانت لا تحاول مجرد محاولة للتنافس.. والعام الماضي مثلا كانت المنافسة علي أوجها.. فقد كان عدد المسلسلات المنافسة للسينما قد وصل إلي أكثر من60 مسلسلا, وتاه تحكيم المشاهد في ملاحقة كل هذه المسلسلات بأحداثها خلال الحلقات الثلاثين وكثرة نجومها, وتطابق بعض أحداثها, مما أدي إلي عدم وجود نتيجة محددة للتنافس كالمعتاد في الأعوام السابقة من المسابقة.وهذا العام له ظروف خاصة.. فبرغم أن موسم الصيف انتهي سينمائيا.. وذلك لقلة الإنتاج السينمائي.. والأحداث التي تمر بها مصر.. والاهتمام الكبير من الجماهير بأحداث ثورة25 يناير.. والمشاركة في أحداثها لتحقيق مبادئها.. والتغيير الحتمي الذي حدث في وجدان المشاهد جعل الموسم بأفلامه التي كانت تعرض.. وأفلامه التي كانت سوف تعرض.. ينتهي حتي قبل حلول شهر رمضان.. وأسرعت السينما بإعلان أنها تفسح الطريق للتليفزيون.. وانتهاء موسم أفلام الصيف.. وأفلام تؤجل عرضها لعيد الفطر.. وأخري تأجلت لعيد الأضحي.. وأخري تأجلت لأجل مجهول.. منها فيلم المسافر الذي كان سيعرض.. وغيره من المؤجلات التي تحيط بها الحيرة.. وتنتظر المصير والإفراج عنها.ومن اسباب إعلان انتهاء الصيف إن صيف هذا العام مدته قصيرة.. وعدد أفلامه التي كانت تعرض لا يزيد علي7 أفلام.. وتوقف شركات الإنتاج عن المجازفة بعرض أفلامها الجاهزة نتيجة عدم إقبال الجماهير علي دور العرض لمشاهدة نوعية الأفلام المعروضة.. وحبست شركات الإنتاج والإنتاج الفردي أفلامها الجاهزة في العلب مرة أخري.. وطبعا فإن المشاهد سيتحول إلي قنوات التليفزيون المصرية.. والفضائيات الأخري التي تتنافس هذا العام بضراوة بعدد من المسلسلات والبرامج الست كوم والمفاجآت.. وتعلن عن هذه الضراوة.. بضراوة إعلانية عن الأعمال التي ستعرضها كل قناة.. حصريا.. أو غير حصري.. علي اختلاف موضوعات أعمالها التاريخية.. الاجتماعية.. الجاسوسية.. الدينية. والأعمال الكوميدية بشكلها الجديد.. وموضوعاتها الجديدة.. وبأبطال جدد لم يرهم الجمهور من قبل.. وهي تجارب جديدة قد تحقق أهدافها بإظهار وجوه جديدة علي مستوي القدرة الفنية تمثيلا وإبداعا.. وإرضاء الجماهير.. وقد لا تحقق أي نتيجة فنية بسبب التسرع والاستسهال في تقديم الأعمال التي تعتمد علي وجوه جديدة لأول مرة.. بلا دراية كافية تحت بند الأجور القليلة.. والأعمال قليلة التكلفة الإنتاجية!ولم تفسح السينما الطريق للتليفزيون فقط.. لكنها أفسحت الطريق إلي الإذاعة أيضا.. وانطلق نجوم السينما في منافسة قوية تبنتها الإذاعة في محطاتها.. بمسلسلات إذاعية أبطالها نجوم السينما نفسها.. وقدمنا هذه المنافسة في العدد الماضي تحت عنوان الهروب الكبير.. وسوف يستمع المشاهد لأبطال المنافسة طوال شهر رمضان.. ويعرفهم من أصواتهم.وتقف السينما حائرة وهي تشاهد وتسمع وتعيش مع كل هذا التنافس الذي فرض عليها من كل الظروف.. الصيف بمدته القصيرة.. الاهتمام الكبير بالأحداث التي تعيشها ثورة25 يناير.. وتغير ذوق الجماهير.. وحلول شهر رمضان بكرمه وطبيعته التي تعيش فيها الجاهير بأسلوب تعودت عليه عبر التاريخ.. وتوقف الإنتاج السينمائي كالمعتاد طوال شهر رمضان!!لكن هذه الحيرة يأتيها ضوء من الأمل في أن تأتي هذه المنافسات علي الرغم مما يعانيه التليفزيون هذا العام.. بالنسبة لعدد المسلسلات التي ستقدم للمشاهد المصري والعربي والتي يصل عددها إلي5 مسلسلات.. أسهم فيها كل نجومها بتخفيض أجورهم إلي ما يزيد علي05% من الأجور العالية.. وغير العالية.. وعلي الرغم من أن بعض النجوم لم يتوافر لديهم حب التعاون بتخفيض أجورهم أو أجورهن.. وإن كان موقفهم أو موقفهن لن يؤثر.. فكلهم لا يشتركون في المسلسلات التي ستعرض هذا العام.. ولا ينتظرهم الجمهور أساسا!!علي الرغم من هذه الحيرة.. وهذه المواقف.. فهناك ظهور لضوء ناصع الوجود يؤكد بداية تصوير عدد كبير من الأفلام السينمائية.. في المنافسة.. فيها ما يصور في شهر رمضان ليلحق العرض في عيد الفطر.. ومنها ما يصور أيضا في رمضان ويمتد بعده ليعرض في عيد الأضحي.. وهناك أفلام سوف تخرج من علبها لتتنافس مع الأفلام الجديدة في مسابقة الإيرادات.. وهناك أفلام سيعاد عرضها مرة أخري لتعوض الوقت القصير الذي تم عرضها فيه.. وتعوض تكاليف إنتاجها.. والخسارة التي لحقت بالإنتاج والتي وصلت في أحد الأفلام إلي01 ملايين جنيه.والكاميرات السينمائية تنتظر لحظة انطلاق دورانها.. لتقابل نجوما ونجومات وممثلين.. وممثلات.. ومخرجين.. ومخرجات.. وفنيين.. وفنيات.. جميع أفرع السينما.. لتبدأ السينما رحلة مباركة مع شهر رمضان المبارك.. الذي نرجو أن يشمل كرمه أفلام سينما هذه الأيام!!
المصدر : الاهرام المسائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق