أكد أحمد عيد أن فيلمه الجديد «حظ سعيد» الذى يجرى تصويره حاليا لا يتعرض لثورة ٢٥ يناير بشكل مباشر موضحا أن الأفلام التى قدمت عن الثورة فشلت لأنها أقحمت السياسة فى السياق الدرامى. وقال «عيد» لـ«المصرى اليوم» إن تعرضه للسياسة فى بعض أفلامه السابقة مثل «رامى الاعتصامى» و«ليلة سقوط بغداد» أمر طبيعى لأنه من الصعب فصل السياسة عن حركة المجتمع مؤكدا أنه لم ينضم لأى حزب سياسى، لأنه ليست لديه أطماع سياسية.. وإلى نص الحوار..
■ كيف اخترت فكرة فيلمك الجديد «حظ سعيد»؟
- أخبرنى الشاعر والمنتج سامح العجمى بفكرة الفيلم فأعجبتنى ووجدتها مناسبة للأحداث الحالية، ولا تقحم السياسة فى الدراما بشكل مباشر ومفتعل، والفيلم تأليف أشرف توفيق، وإخراج طارق عبدالمعطى، ويشارك فى بطولته مى كساب وأحمد صفوت وبدرية طلبة، ويدور فى إطار كوميدى حول سعيد البائع الجائل الذى يرتبك بعد وقوع الثورة ويصبح فريسة للحيرة وسط التيارات السياسية التى ظهرت بعد ٢٥ يناير.
■ ألا تعتبر تقديم فيلم عن الثورة مجازفة غير مضمونة بعد فشل أعمال مشابهة؟
- «حظ سعيد» فيلم كوميدى خفيف، ولا يتعرض للسياسة بشكل عميق، ولا يرصد أو يؤرخ للثورة بقدر ما يرصد لحكاية بسيطة بطلها بائع «سريح» يبحث عن شقة لكى يتزوج وتأتى الثورة وما يعقبها من حالة ارتباك، فتضيع الشقة ويرتبك الشاب لأنه لا يفهم ماذا يفعل فى حياته أمام كل هذه المعلومات السياسية الذى يجد نفسه أمامها، خاصة أن الثورة قسمت الناس إلى من هم معها ومن هم ضدها، والمواطن غير المثقف سياسيا تاه بسبب الانقسام، وأحداث الفيلم فيها جزء قبل الثورة وجزء بعدها لتوضح مدى التباين الذى حدث، وبالنسبة للأفلام التى تعرضت للثورة وفشلت فلا أعتقد أنها صنعت بشكل جيد، حيث أقحمت الثورة فى الأحداث دون أن تستوعب الحكاية كاملة، لذلك لم يتقبلها الناس، لكن حاليا الوضع مختلف، فنحن استوعبنا النتائج، ونستطيع أن نتكلم عن الثورة بشكل أفضل.
■ لكن عرض الفيلم قد يكون مغامرة أخرى فى ظل موجة الاعتصامات؟
- يهمنى فقط تقديم فيلم جيد، أما توقيت العرض واحتمالات المغامرة فلا أفكر فيها بشكل كبير، لأننا نمر بأحداث كثيرة ولا يمكن التحكم فيها أو توقعها، ولن تستقر الأمور إلا بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية والرئاسية.
■ لماذا تحرص على وجود جرعة من السياسة فى أفلامك؟
- لا يمكن فصل السياسة عن حركة المجتمع، فكل ما فى حياتنا يتأثر بقرارات سياسية، فالطعام والشراب وأنابيب البوتاجاز والزواج والتعليم تخضع للسياسة، ومعظم الأفلام التى قدمتها كانت بشكل ساخر وليست من أجل التوثيق لحدث أو لقرارات سياسية، وأحرص دائما على الابتعاد عن المباشرة فى طرح القضية، وحتى فى فيلم «حظ سعيد» لا أقدم حلولا ولا أطرح قضايا سياسية بل أعبر عن حالة إنسانية تلمس واقعا سياسيا واجتماعيا ساخنا.
■ بما أنك قدمت فى فيلم «أنا مش معاهم» دور شاب يتورط مع جماعات إسلامية، كيف ترى مستقبل الفن بعد تفوق الإخوان والسلفيين فى المرحلة الأولى للانتخابات؟
- عندما قدمت شخصية الشاب البسيط الذى يجد نفسه حائرا بين التيارات الدينية والحياة العادية كنت أقصد تقديم الوسطية التى تعنى الالتزام دينيا مع مسايرة العصر، ولا أجد خطرا على الفن من صعود الإخوان، ولا أعتقد أنهم سيجبرون الفنانات على ارتداء الحجاب أو سيمنعون الفن، فربما يقاومون الفن المبتذل أو المشاهد العارية، وأنا شخصيا ضد أى إسفاف أو ابتذال، خاصة أن هناك فناً مبتذلاً و«فنانين آخر مسخرة» وهؤلاء هم الذين سيعانون من الإخوان، فهناك مشاهد يرفضها الدين ولا أجدها مناسبة للعرض مثل مشاهد الفراش والقبلات، فكل هذا سيلغيه الإخوان، وأنا لا أعفى نفسى من أخطائى السابقة، فهناك أعمال قدمتها ولست راضيا عن بعض مشاهدها.
■ لماذا لم تنضم لأى حزب رغم أنك من أوائل الفنانين الذين شاركوا فى الثورة؟
- شاركت فى الثورة منذ يومها الأول كمواطن وليس كممثل أو شخص له أهداف أو أطماع سياسية، لذلك لم أجد رغبة فى الانضمام للأحزاب، لكننى أشجع الفنانين الذين انضموا للأحزاب، خاصة أن هناك نظرة غريبة للفنان وأنه لا يهتم بالسياسة، وبالنسبة للتجربة الإنسانية العظيمة التى عشتها فى ميدان التحرير فأعتقد أنها أثرت فىّ تأثيرا شاملا حتى فى الفن لأننى رأيت نماذج رائعة، وإذا قدمت أحدها فى فيلم فبالتأكيد سيختلف إحساسى عما لو كنت لم أشارك فى الثورة
المصدر: المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق