الأحد، 9 أكتوبر 2011

طارق الزمر : اغتيال السادات كان عملا عشوائيا هدفه إشعال ثورة شعبية



قال د‮.طارق الزمر عضو مجلس شوري الجماعة الاسلامية‮ ان هناك حقيقة‮ ‬غائبة عن كثير من المتابعين لما حدث في اكتوبر‮ 1891 ‬وهو ان هدف الجماعة لم يكن ابدا اغتيال الرئيس السادات،‮ ‬وان القارئ للمخططات التي ضبطت آنذاك،‮ ‬وللاعترافات التي ادلي بها عناصر التنظيم امام النيابة يدرك ذلك،‮ ‬وانما كان المقصود احداث ثورة شعبية في عام‮ ‬3891.‮ ‬
وأضاف الزمر ان ما حدث في‮ ‬1981‮ ‬كان تحركا عشوائيا بعدما تم اكتشاف التنظيم من خلال الملاحقات الامنية للقوي السياسية في ذلك الوقت،‮ ‬والخطة الاساسية لم تكن تتضمن أي عملية اغتيال،‮ ‬وكان الشيخ عبود الزمر يقول اننا لو كنا نريد اغتيال السادات لأغتلناه عشرات المرات،‮ ‬لأنه كانت هناك فرص كثيرة سانحة لذلك،‮ ‬لكن التنظيم لم يكن يستهدف اغتيال الرئيس،‮ ‬وانما اسقاط النظام،‮ ‬واحلال نظام جديد بالكامل مكانه‮.. ‬وهذا ما تحقق بالفعل في ثورة يناير‮ ‬2011 ‬.
واوضح الزمر - خلال حواره مع صحيفة الاخبار الاحد- "‬نحن كنا نستهدف تحقيق تغيير شامل في نظام الحكم،‮ ‬والخطأ الذي وقعنا فيه هو استخدام نهج العنف المسلح كوسيلة لتحقيق هذا التغيير،‮ ‬بينما كان لابد من اللجوء الي العمل الشعبي والسلمي لأنه الابقي والانجح،‮ ‬وهو ما تأكد بالفعل خلال ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير التي ارست قواعد جديدة للتعامل مع التغيير‮ ‬ليس في مصر وحسب،‮ ‬وانما في المنطقة العربية كلها‮
وأشار الى اننا قد اصبحنا بالفعل بعد كل تلك السنوات أكثر اقتناعا بقدرة الوسائل السلمية علي احداث التغيير المنشود،‮ ‬واصبحنا ندعو جميع القوي السياسية الي اعتماد هذا المنهج القويم،‮ ‬واستلهام الدروس والعبر من ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير التي فجرت طاقات الشعب المصري كله،‮ ‬ووضعت مصر علي محور جديد للحركة يتمناه كل داع الي الخير،‮ ‬وكل متطلع الي الاصلاح في وطنه‮.‬"
‮وعن ‬قرار لجنة شئون الاحزاب برفض تأسيس حزب الجماعة الاسلامية "‬البناء والتنمية‮"‬، قال د‮.طارق الزمر "في تقديري ان تبرير رفض لجنة شئون الاحزاب تأسيس الحزب هو تبرير مرتبك ومضطرب،‮ ‬ويؤكد ان هناك قرارا مسبقا جري البحث عن تبرير له من خلال اجتزاء فقرة من برنامج الحزب،‮ ‬وتم الاستناد اليها في التأكيد علي ان الحزب يسعي الي تطبيق الحدود الشرعية،‮ ‬في حين ان لجنة شئون الحزب صاغت الفقرة بطريقة يفهم منها ان برنامج الحزب يخالف مبادئ الدستور،‮ ‬وهذا‮ ‬غير صحيح علي الاطلاق،‮ ‬فالفقرة الواردة بالبرنامج تدعو الي تهيئة المجتمع المصري لتطبيق الشريعة الاسلامية،‮ ‬والشريعة اشمل بكثير من الحدود،‮ ‬والجزئية الثانية التي‮ ‬استندت اليها لجنة‮ ‬شئون الاحزاب لرفض تأسيس الحزب هي صدور أحكام جنائية بحق عدد من الوكلاء المؤسسين للحزب،‮ ‬وقد طلبوا منا استبعاد هؤلاء الاعضاء المؤسسين قبل صدور القرار بأيام علي اعتبار ان هذا هو المانع الوحيد من تأسيس الحزب،‮ ‬وبالفعل تم استبعادهم،‮ ‬الا اننا فوجئنا بصدور قرار اللجنة برفض الحزب‮.‬"
واضاف "ان هدف الجماعات الاسلامية جميعا هو ان تنخرط في العمل السياسي والعام،‮ ‬لكن علي مدي‮ ‬50‮ ‬عاما تم تهميش تلك التيارات قسرا،‮ ‬واجبارها علي الدخول في النفق المظلم عمدا،‮ ‬واعتقد أن الجماعات الاسلامية مؤهلة لخوض العملية السياسية،‮ ‬لكنها تحتاج الي بعض الوقت من اجل ان تتكيف مع القواعد الجديدة للعمل السياسي،‮ ‬وان تتفاعل مع مجريات الامور،‮ ‬والنظام الذكي والناضج هو الذي يتفاعل مع تلك الجماعات،‮ ‬ويجتذبها الي الحركة السياسية ولا يطردها منها،‮ ‬لأن اقصاءها من الساحة السياسية يعود بنا‮ ‬50‮ ‬عاما الي الوراء،ويجب ان نكون علي يقين تام بان أحد اسباب الثورات العربية في هذه المرحلة هو استبعاد التيارات الاسلامية لسنوات طويلة من المشاركة في النظم او العمل العام‮.‬"
وفي سؤال عن الانحياز الكامل من جانب القوي الإسلامية لجميع قرارات المجلس العسكري‮.. ‬ألا توجد بين الطرفين اي مساحة خلاف؟ رد قائلا "‬بالفعل كانت هناك مساحة تأييد من الاسلاميين لخطوات المجلس العسكري،‮ ‬لكن في الفترة الاخيرة بدأت المواقف تتغير،‮ ‬خاصة بعد اعادة تفعيل قانون الطوارئ،‮ ‬وبعدما استشعر الاسلاميون بأن هناك توجها لفرض قواعد فوق دستورية،‮ ‬وهم رافضون لها،‮ ‬والشعور بأن هناك اتجاها ربما لبقاء المجلس العسكري في الحكم‮.‬"



المصدر : اخبار مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق