الخميس، 22 سبتمبر 2011

مكرم محمد احمد : الأخوان و السلفيون .. فصيلة واحدة !



رغم انه مازال النقيب الفعلي للصحفيين بحكم القانون .. إلا أنه قرر الإنسحاب من ممارسة جميع مهام هذا الدور بسبب حالة الفوضي التي سيطرت علي النقابة و علي مصر كلها – حسب رأيه - و فضل ان يجلس علي مقعد المتفرج ليرى ما سوف تصل إليه الأمور . عن واقع ما يجرى من احداث علي صعيد مصر يتحدث الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد .
كيف تقرأ الواقع السياسى لمصر الأن ؟الحقيقة انا لست متفائلا بالمرة ، فالوضع العام لا يبشر إلا بالقلق علي مستقبل هذا الوطن ، خاصة في ظل انشغال القوى السياسية الموجودة على الساحة بمعاركها الداخلية وصراعاتها على الوصول للحكم .
أي قوى سياسية بالضبط ؟تحديدا أقصد الإخوان المسلمين و السلفيين و الجماعات الإسلامية بشكل عام ، فضلا عن الأحزاب القديمة التي للأسف لم تستطيع ان تصل الي الحد الأدني من التوافق الوطنى او الإتفاق حول طبيعة المرحلة الإنتقالية و كيف سيتم التعامل مع القضايا المطروحة علي الساحة و تأتي انتخابات مجلسي الشعب و الشورى و الرئاسة علي رأس هذه القضايا ، فنحن مازلنا حتي الأن كيف سيتم التعامل مع كل هذه القضايا التي تحتاج الي مجموعة من المباديء و الأحكام الدستورية الجديدة حتي نطمئن الى كون الأمور تتحرك في الإتجاه لبناء دولة مدنية ، و نعرف ان كان هناك دور للدين في السياسات القادمة ام لا ، خاصة بعد ان ظهرت أحزاب قفزت بمطالبها الي درجة تطبيق الحدود في الحكم .
و لكن هذه الأحزاب رفضت بالفعل !و لكن ما قفزت اليه في طلباتها دليل علي انها اصبحت ذات وجود قوى علي الساحة السياسية ، بل و فى الشارع ايضا ، و دليل على ان الساحة اصبحت مشغولة بالضوضاء والقلق ، كل هذا في ظل انفلات امني واضح حيث ان الأمن حتى الأن لم يستطيع ان يسيطر على الأمور بسبب عدم استعادة قواه بالكامل .
افهم من ذلك انك تتوقع ان يصل الأخوان المسلمون الي الحكم ؟و لما لا و هذا الأمر ليس جديدا ، ففي انتخابات مجلس الشعب عام 2005 استطاع الإخوان ان يحصلوا فيها على 88 مقعدا بالمجلس و بإعتراف رئيس الوزراء احمد نظيف وقتها فإنه لولا تدخل الدولة في المرحلة الثالثة من الإنتخابات لوصل الأمر لـ 125 مقعداً ، كل هذا في ظل كونهم كانوا جماعات محظورة فما بالك بالأمر الأن ، و بالرغم من انهم قالوا انهم يريدوا ان يحصلوا علي 30% من المجلس إلا أنني أرى انهم سيحققون أكثر من هذا بكثير اذا أصفنا اليهم السلفيين و الجماعات الإسلامية الأخرى لأنهم حتي و ان اختلفوا مع بعض فأنهم في النهاية فصيلة واحدة و يشكلون أكبر قوى سياسية على الساحة ، و الأهم من ذلك انهم اكثر قوى و تنظيما فضلا عن انهم استطاعوا ان يجدوا لغة مشتركة مع المجلس العسكرى كل هذا يؤهلهم لأن يكونوا الأقرب للحكم .
و ماذا عن شباب الثورة انفسهم ؟هؤلاء مصيبتهم كبيرة ، فالمجموعة الليبرالية منهم انشغلت بالخلافات و الميدان و تكوين احزاب و ائتلافات وصلت الي 138 حزب لكل واحد فيهم متحدث و مسئول اعلامى حتي ضاعت الثورة منهم و هذا بإعترافهم هم انفسهم ، انهم قاموا يالثورة و جاء الإخوان ليسرقوها منهم و بالتالي كان الإخوان اول من حصد ثمار هذه الثورة و ليس الشباب الذين قاموا بها .
و كيف تتوقع رد فعلهم ؟اظن انهم سيشكلون خطرا كبيرا على مستقبل مصر في المرحلة القريبة القادمة لأنهم شعروا انهم " خرجوا من المولد بلا حمص " و بالتالى لن يجدوا امامهم سوى اتباع سياسة التعطيل في الوقت نفسه يقابل الأمر عجلة شديدة من الإخوان مما ينذر بإنطواء الأمر على احتمالات خطيرة قد تصل الي حد العنف .
و ما رأيك فيما يقال ان المجلس العسكرى لن يترك الإخوان يصلوا الى الحكم ؟عندما يصل الأمر الى صندوق الإنتخابات لن يملك احدا ان يغير من الواقع شيئا و اذا حدث ما تقولين فسيقول الأخوان ان الجيش سلب منهم شرعية الحكم و يتطور الموقف ليصل لما وصل الحال له في حماس و الجزائر ، و لكننا لابد ان نتتظر و لا نقلق من حكم الإخوان لأن الديقراطية التي ينادون بها ستكشفهم فهم لن يستطيعوا ان يحققوا لمصر ما حققه حزب العدالة لتركيا فضلا عن انهم ليس لديهم برنامج قوي للحكم و بالتالي نترك الأمر للتجربة .
بما انك مازلت النقيب الفعلى للصحفيين .. كيف ترى انتخابات النقابة القادمة ؟اولا اود ان اؤكد على انه لم يتم إقصائى من العمل كنقيب و لكنى انا الذى قررت الإنسحاب احتجاجا على الممارسات السيئة داخل النقابة من بعض اعضاء المجلس ، اما بالنسبة للإنتخابات القادمة فأظن ان الصحفيين سيجدوا فيها مشكلة كبيرة خاصة في ظل ظروف الإختيار المحدودة فضلا عن ان معظم المتقدمين حتي الأن لا يمارسون المهنة بالرغم من ان المفروض ان نقيب الصحفيين هذا يكون رجل مهنى محترف لذلك اندهش من كون رجل مثل سليمان جودة او صلاح عيسى لم يرشحوا انفسهم رغم انهم من افضل الناس الذين يصلحوا لهذا المنصب .
بعيداً عن الإنتخابات و السياسة .. هل صحيح أن السيارة المرسيدس التي خصصتها مؤسسة الأهرام لانتقالاتك كانت فى الأصل مهداة من صدام حسين لإبراهيم نافع ؟حسب ما يقال ان هذه السيارة كانت ملكا للرئيس صدام حسين و انه منحها لإبراهيم نافع كرمز لمؤسسة الأهرام وقتها على سبيل الهدية ، و لكنى متشكك فى هذا الأمر ، وان كنت في النهاية اشكر الأهرام فالناس " كتر خيرهم " اعطونى سيارة لأتنقل بها خاصة اننى مازلت أمارس المهنة بشكل محترف .




المصدر : بوابة الشباب




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق