لم يتبق سوي أسبوع واحد فقط ليسدل الستار علي الموسم السينمائي الصيفي، والذي شهد العديد من الأحداث والمفاجآت.. ما بين تراجع إيرادات أفلام بعض النجوم إذا ما قورنت بالقيمة الإنتاجية لها مثلما حدث مع أفلام "بوبوس" و"إبراهيم الأبيض" و"دكان شحاتة"، خاصة في ظل ظروف سرقة تلك الأفلام وعرضها علي المواقع الإلكترونية.. وكانت أولي مفاجآت هذا الصيف هو فيلم "عمر وسلمي" والإيرادات التي حققها مع بداية الموسم وقبل انتهاء الدراسة والذي حقق - كما أكد منتجه - حوالي 22 مليون جنيه..
لتأتي بعد ذلك سلسلة من الأفلام التي تحمل لون الدم والقتل لتعكس صورة سيئة عن المجتمع المصري، الذي يتم تشويهه دائماً، كما حدث في العامين الماضيين بأفلام العشوائيات. قلة الأفلام الكوميدية منذ عشر سنوات تقريباً كانت الأفلام الكوميدية هي المسيطرة علي الموسم الصيفي، وذلك بعد تواجد محمد هنيدي وعلاء ولي الدين ومحمد سعد وأحمد حلمي وكريم عبدالعزيز.. وكانت تلك الأعمال هي صاحبة الكلمة العليا في إيرادات السينما، إلا أن المسألة تراجعت بعد ذلك وبالتحديد في هذا الموسم بعد أن فضل كل من "هنيدي" و"سعد" عدم دخول المنافسة الصيفية والاستعداد بأعمال جديدة للعيد الكبير. أما أحمد حلمي الذي يعتبر صاحب أكبر إيرادات خلال الأعوام الثلاثة الماضية فقد قرر وبذكاء أن يغير جلده، ويعتمد علي سيناريوهات بعيدة تماماً عن اللون الكوميدي الخفيف ويقدم أعمالاً تستحق احترام وتقدير النقاد والجمهور بدأها العام الماضي بفيلم "أسف علي الازعاج" وفي هذا العام قدم "1000 مبروك" الذي حقق أعلي الإيرادات اليومية خلال هذا الموسم، رغم تأخر نزوله للأسواق، ويأتي النجم الجديد "أحمد مكي" لينضم إلي قائمة نجوم الكوميديا بفيلم "طير انت" ويحقق أيضاً إيرادات كبيرة، ومن الأفلام الكوميدية التي تم طرحها أيضاً خلال هذا الموسم "بوبوس" بطولة عادل إمام ويسرا وأشرف عبدالباقي، ورغم جودة الفكرة إلا أنها ضاعت بسبب إقحام بعض المشاهد علي السيناريو منها مشاهد الضرب بين البطل والبطلة والتي كررها "عادل إمام" في مجموعة من أفلام أشهرها "بخيت وعديلة".
سرقة الأفلام ومن أخطر الظواهر أيضاً في هذا الموسم هو سرقة الأفلام قبل عرضها، فلم يعد يتم من خلال سرقتها وتصويرها عن طريق الموبايلات من دور العرض، كما كان يحدث من قبل في المواسم السابقة، وإنما شهد هذا الموسم واقعة غريبة وهي تسريب أفلام الصيف مثل "دكان شحاتة" و"السفاح" و"الفرح"، وأغلب الأفلام الموجودة في دور السينما، مما أدي إلي ضعف الإيرادات، بل وصل الأمر إلي أن هذه الأفلام أصبحت موجودة علي مواقع الإنترنت وبصورة واضحة، وكذلك عرضها علي شاشات الشواطئ. بروموهات الأفلام أما البروموهات وهي المادة الفيلمية التي يتم عرضها علي القنوات للدعاية للأفلام قبل بدء عرضها فكان لها تأثير إيجابي جداً فقد كانت أهم أسباب نجاح أفلام وفشل أخري، فمثلاً فيلم "احكي يا شهرزاد" انجذب له الجمهور، ولكن حدثت ضجة بسبب المشاهد التي بها جرأة، والغريب أن الضجة حدثت قبل نزول الفيلم لدور العرض لدرجة أن جروباً علي الفيس بوك نادي بمقاطعة الفيلم وكل أفلام "مني زكي" بسبب أن لها مشاهد مثيرة في الفيلم، وبالطبع عندما دخلوه وجدوا أن "مني زكي" مشاهدها عادية رغم أنها أكثر جرأة من أفلامها الماضية، لكن داخل أحداث الفيلم الجرأة في الأبطال الآخرين، أما التيلر الخاص بفيلم "عمر وسلمي" فكان أحد أهم أسباب نجاح الفيلم، وكذلك التيلر الخاص بفيلمي "الفرح" و"دكان شحاتة". أحمد مكي وضربة حظ أما أحمد مكي الذي دائماً ما يحالفه الحظ وهو أن فيلمه نزل في دور العرض بعد هوجة الأفلام الدموية والذي كان بمثابة ملجأ للجمهور حتي إذا كانت القصة درامياً ليست جيدة، ولكن الأحداث وأداء الممثلين والكوميديا كانت جيدة وحصد إيرادات عالية حتي الآن. الاقتباس وكان هناك نوعان من الاقتباس في هذا الموسم أحدهما من الواقع وأثار أزمات سواء في فيلم "السفاح" المأخوذ عن قصة حقيقية لسفاح المهندسين الذي ارتكب جرائم في أواخر الثمانينيات وحكم عليه بالإعدام، ووصلت الأزمة إلي أن أقاربه وصلوا من الخارج لمنع عرض الفيلم ولكن الأمر انتهي إلي لا شيء لأن الفيلم لا يقدم سيرته الذاتية فقط، وإنما يستوحي فكرته من الجرائم التي ارتكبها ودوافعه لارتكابها وكان به بعد نفسي وإنساني أكثر منه إجرامي، والفيلم الثاني هو "إبراهيم الأبيض"، وقيل إنه مقتبس من شخصية حقيقية وهو "إبراهيم الأبيض" الذي كان يقطن في منطقة الجيزة وتوفي منذ حوالي ثلاث سنوات، وكان مسجل خطر، وقد أثارت أسرته أزمة للفيلم، لأنه يتناول - كما يقولون - قصة حياة شقيقه، وقد قاموا برفع قضية علي الشركة المنتجة للفيلم، ودعوي للنائب العام، وانتهي الأمر إلي لا شيء أيضاً، ومازالت القضية ينظر فيها، وقد نفي مؤلف الفيلم "عباس أبوالحسن" أي علاقة بين فيلمه وهذا المسجل الخطر "إبراهيم الأبيض".
أما الاقتباس الآخر فكان من السينما الأمريكية، حيث ظهر فيلمان في آخر الموسم هما "ألف مبروك" لأحمد حلمي وهو مقتبس من الفيلم الأمريكي "يوم فأر الأرض"، والثاني لأحمد مكي وهو "طير انت"، وهو مأخوذ عن فيلم أمريكي مقتبس من فيلم إنجليزي أيضاً. الخلافات بين أبطال العمل كما شهد الموسم بعض الخلافات بين أبطال العمل وصناع الفيلم أهمها خلاف "عمرو واكد" مع "بشري" بطلة فيلم "المشتبه" ومع مخرج الفيلم محمد حمدي، وذلك بسبب تبرؤ "عمرو" من الفيلم لسوء مستواه - كما قال - وبسبب حذف المخرج مشاهد مهمة أثرت علي الفيلم ورفضه إضافة مشاهد كان يراها "عمرو" مهمة لمنطقية بعض الأحداث في العمل، ثم بسبب وضع صورة لبشري أكبر من صورة عمرو علي الأفيش، وقيامها بذلك دون تدخل من أحد لأنها المنتجة المنفذة للفيلم وتصاعد الخلاف أكثر عندما انتقدت بشري عمرو واكد لإعلانه التبرؤ من الفيلم، كما شهد فيلم "إبراهيم الأبيض" خلافاً بين باسم السمرة ومخرجه مروان حامد بسبب حذف مروان مشاهد باسم من الفيلم والإبقاء علي مشهد واحد له في الفيلم فقط.
الأفيشات الغريبة والجديدة كما شهد هذا الموسم ظهور الأفيشات والتي بها أسلحة وخمور وسجائر كما حدث في فيلم "العالمي"، فصلاح عبدالله علي الأفيش يشرب السيجارة، وباسم السمرة في "الفرح" بالبيرة ودنيا سمير غانم في نفس الفيلم بالسنجة، كما كان هناك وضع لفنانات بالحجاب كما في فيلم "احكي يا شهرزاد" ظهرت الثلاث فنانات الجدد في الفيلم يرتدين الحجاب، بينما في فيلم "العالمي" ظهرت دلال عبدالعزيز وهي ترتدي الحجاب أيضاً، كما ظهر السقا بالمطواة في فيلم "إبراهيم الأبيض". تقليعة العروض الخاصة ومن أهم التقليعات التي ظهرت في هذا الموسم هو القيام بعمل عروض خاصة مميزة كما في فيلم "إبراهيم الأبيض" والتي كانت الدعوات فيه عبارة عن مطواة، بينما في فيلم الفرح" كانت الدعوات من خلال رسائل sms والرسالة مكتوبة علي أنها عزومة مثل "المعلم السبكي وأولاده والمعلم زينهم وباقي الحضور في الفرح"، يدعونكم لحضور حفل العروسين. كما قام منتج العمل بإحضار فرقة تشبه فرقة "حسب الله" في العرض الخاص.
ظهور الفنانات في أدوار جريئة والغريب في هذا الموسم هو ظهور الفنانات في أدوار مميزة وجريئة مثل هندي صبري في "إبراهيم الأبيض" التي تقيم علاقة مع من تحب وتفقد شرفها، وكذلك منة شلبي المدمنة والتي تقيم علاقة مع حبيبها في "بدل فاقد"، كما ظهرت "نيكول سابا" زوجة خائنة في "السفاح" وظهرت بشري متزوجة عرفياً في "المشتبه"، وجومانا مراد تفقد شرفها في "الفرح" والثلاث فتيات في "احكي يا شهراز" يقمن علاقة محرمة مع العامل الذي يعمل عندهن في المحل، كما ظهرت هيفاء وهبي وهي تقيم علاقة غير شرعية مع من تحب.
الرقابة
قامت الرقابة بحذف مشاهد في أفلام "الفرح" و"دكان شحاتة" و"طير انت" مما أثار استياء الأبطال خاصة "مكي" الذي تعجب من حذف مشهد من آية كريمة ووضع مشاهد خليعة في أفلام أخري. تكرار نجوم الصف الثاني أما ظاهرة تكرار النجوم خاصة الصف الثاني فكان ملحوظاً، فصلاح عبدالله في عدة أفلام "الفرح" و"العالمي"، وسوسن بدر في "المشتبه" و"الفرح" و"احكي يا شهرزاد" بينما كانت دنيا سمير غانم في فيلمين هما "طير انت" و"الفرح"، وباسم السمرة في "المشتبه" و"احكي يا شهرزاد" و"إبراهيم الأبيض"، وخالد الصاوي في "السفاح" و"الفرح" وغيرهم من الفنانين والفنانات.
الأداء التمثيلي الجيد للبعض وعلي الرغم من أن هذا الموسم فشل فيه نجوم كبار وسيناريوهات كانت أغلبها ضعيفة، إلا أن هناك ممثلين كان أداؤهم التمثيلي جيداً بشهادة الجمهور والنقاد، فمحمود عبدالعزيز في فيلم "إبراهيم الأبيض"، ومني زكي في "احكي يا شهرزاد" و دنيا سمير غانم في "الفرح" و"طير انت" لأنها قامت بعدة شخصيات متنوعة في "طير انت" وفي "الفرح"، قامت بدور بنت البلد وفاجأت الجمهور والنقاد بهذا التفوق، والفتيات الثلاث في فيلم "احكي يا شهرزاد" خاصة رحاب الجمل التي ظهرت الشقيقة الكبري لهما في الفيلم، ومنة شلبي في "بدل فاقد" ومحمد لطفي في نفس الفيلم وسوسن بدر في عدة أعمال خاصة دور الراقصة في فيلم "الفرح"، وعلي المستوي الرجالي استطاع أشرف عبدالباقي أن يثبت مكانته وموهبته في فيلم "بوبوس". التوأم في السينما بالإضافة أيضاً إلي وجود فيلمين يحملان تيمة التوأم وهما "بدل فاقد" لأحمد عز وعمرو واكد في "المشتبه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق