قال الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، إن حكومته جاءت لتدير أزمة طبيعية تلازم الثورات، حيث يتم الانتقال فيها من نظام قديم يحمل فى طياته مؤشرات الانهيار السياسى والاقتصادى والاجتماعى إلى نظام جديد "نريد أن نقدم له عوامل النجاح"، مؤكداً أنه نظام مبنى على نداءات الشعب التى تعالت فى ميدان التحرير ونادت بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.وأضاف "شرف" فى كلمته الدورية إلى الشعب المصرى، والتى تزامنت مع مرور 100 يوم على توليه رئاسة الحكومة، أن حكومته استطاعت وقف النزيف الاقتصادى وأدخلت مصر فى مرحلة البناء على أسس سليمة قائمة على الشفافية ومعايير العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد، ضارباً مثلاً بالنموذج البولندى، قائلاً: "بولندا أفلست بعد الثورة وأخذوا أعوامًا حتى يصلوا إلى مثل ما نحن عليه الآن".وأوضح "شرف" أنه على الرغم من الانتقادات التى وجهت للجنتى "الحوار الوطنى" و"الوفاق القومى" إلا أنهما تفيدان فى فهم مساحات الاتفاق والاختلاف بين القوى السياسية والشخصيات العامة، وأيضًا مشكلة إعادة هيكلة وزارة الداخلية التى ستأخذ بعض الوقت والإصلاح الداخلى ينعكس تباعًا على التواجد الأمنى والكفاءة الشرطية والإحساس بالأمن. وضرب رئيس الوزراء أمثلة على هذه المشاكل، منها طرح مشروع القانون الموحد لدور العبادة الذى يعالج مشكلة عمرها أكثر من 150 سنة وتسببت فى احتقان ومشاكل كبيرة على مر التاريخ مما استلزم وضعها على مائدة النقاش المجتمعى لضمان العدالة للجميع ويعمل وزير العدل على الوصول إلى إطار سليم لحلها، وأيضًا معالجة المشكلات العاجلة لقطاعات من المجتمع عانوا من مظالم خلال الفترة الماضية مثل العمال والفلاحين والمتفوقين من الخريجين ويجرى التفاعل معه بصورة عاجلة للاستجابة لمطالبهم.وقال "شرف" إن الحكومة تعتمد على محاور عديدة لتحقيق سياستها، تتمثل فى توجهات جديدة للسياسة الخارجية، وتطوير البيئة التشريعية والمؤسسية لبناء دولة ديمقراطية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لاستعادة الأموال المنهوبة، وتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين فى ظل تحديات نقص الموارد واضطراب الأمن فى ظروف صعبة، والتفاعل الإيجابى مع التوترات الطائفية والمطالب المشروعة لتحقيق التلاحم الوطنى وهى قضية تعمل الحكومة على حلها من جذورها، ومساندة مصابى الثورة وأهالى الشهداء. وتابع:" هناك عدد من النتائج التى تحققت نتيجة جهوده ووزراء الحكومة تمثلت فى ارتفاع عدد السياح إلى نحو 800 ألف سائح مقارنة بـ500 ألف فى شهر مارس و200 ألف فى شهر فبراير، وزيادة عمليات البناء والتى انعكست على زيادة مبيعات الأسمنت والحديد، وزيادة الصادرات غير البترولية، واستقرار حصيلة الإيرادات بالعملة الصعبة من قناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج".ولفت "شرف" إلى أن الحكومة بدأت عملها فى مناخ صعب يتمثل فى تراجع المؤشرات الاقتصادية، والانفلات الأمنى، والمطالب الإنسانية لبعض فئات المجتمع، والتوترات الطائفية، والحاجة إلى تعديل موقف مصر فى القضايا الأساسية ومنها قضية فلسطين، وأفريقيا ودول حوض النيل، والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان، إضافة إلى انكماش الاقتصاد بنسة 4.2% خلال الفترة من يناير إلى مارس، وخسائر قطاعات الصناعة والبناء والتشييد وتراجع السياحة بنسبة وصلت إلى 50 % وخسائر لمؤشرات البورصة وصلت إلى 81 مليار جنيه وارتفاع البطالة.وختم "شرف" كلمته بتوجيه رسالتين، إحداهما لشباب الثورة، أشار خلالها إلى أن الحكومة تلتزم بتطلعاتهم وتحرص على تحقيق مطالب الثورة السياسية والاقتصادية المتعلقة بتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والشفافية، مشيراً إلى أنه يستمع دائمًا لمطالب الشباب ويستلهم من حماسهم الكثير لأنهم رأس حربة ثورة 25 يناير، والثانية للشعب المصرى، طالبه فيها بالتماسك والتوافق حول المستقبل، وأن اختلاف الرؤى وارد ومفيد ما دامت المصلحة العامة هى الغاية، مستطرداً:" ولكن تحول الاختلاف إلى معارك تفتت قوى الثورة ويعود بعقارب الزمن إلى الوراء". وقال إن حكومته تتطلع إلى تسليم مصر وهى على أعتاب النهضة لمن يكمل مسيرة العمل والبناء ولو بقى يوم واحد فى عمر هذه الحكومة فستعمل جاهدة من أجل بناء هذه المرحلة.ودعا "شرف" المصريين إلى المزيد من العمل والإنتاج الذى يسمح للاقتصاد المصرى بالمزيد من النمو، وبالتالى المحافظة على الثورة وتعود على مصر كما يجب، كما طالبهم بالمزيد من الأمل لصناعة المستقبل والدعم والمساندة للحكومة.
اليؤم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق