الهجوم الحاد الذى شنته جماهير الأهلى على لاعبيها أثناء المباراة الودية الأخيرة مع حرس الحدود والتى انتهت بفوز "الشياطين الحمر" بهدف دون رد للنجم محمد أبو تريكة جعلنى أتوقف كثيراً أمام الجانب السلوكى الواعى للجماهير لأن الكثيرين سيتفقون معى بأن الناحية الفنية ليست مهمة لأنها فى النهاية مباراة ودية تجريبية.الذى شد انتباهى وأسعدنى فى هذه المباراة هو اللافتات التى رفعتها الجماهير(الحمراء) إذ كتبت على واحدة (تطالبون بالملايين ولا تشعرون بفقر المصريين) والأخرى (فين ما رحتوا كنا معاكم ووقت الثورة مش لقناكم) ومدلول هاتين اللافتتين يحمل فى طياته الكثير ويعكس مدى وعى الجماهير بعد ثورة 25 يناير.فإذا نظرنا لما تحتويه اللافتة الأولى والثانية من معنى لوجدناه ينسجم مع نهج ومبادئ الثورة التى تشدد على المساواة فى الأجور, إذ تطالب الجماهير فى الأولى بوقف"السفه" فى الإنفاق على كرة القدم واللاعبين.. فهل يعقل أن دولة يتقاضى بها الموظف الحاصل على مؤهل عال راتبا شهريا يبلغ 300 جنيه فى المقابل يتقاضى لاعب كرة قدم 6 أو 7 ملايين فى السنة بواقع خمسمائة ألف جنيه فى الشهر.. هل هذا معقول أو مقبول؟ فيما تجسد اللافتة الثانية الموقف السلبى لأغلب لاعبى الكرة تجاه الثورة فقد غاب أغلب مشاهير "الساحرة المستديرة" من لاعبين ومدربين عن التفاعل فى الأحداث الأخيرة أثناء ثورة 25 يناير، إذ اختفوا تماماً بل أظهر بعضهم موقفا مخزيا تجاه المتظاهرين، وطالب إدارى مشهور فى ناد قاهرى بمنع الأكل والشرب عن شباب التحرير, و لم يبرز إلا قلة من الرياضيين عبروا عن موقفهم ورأيهم منذ البداية وتضامنوا مع الثورة مثل الحارس الدولى السابق نادر السيد.ولذلك أقول إن جماهير وشباب مصر الذين قاموا بالثورة لن ينسوا ما حدث من هؤلاء النجوم، ورغم أن الموقف الحالى لا يفرض مجالاً لتصفية الحسابات، ولكن برأيى الموقف المناهض للثورة من بعض الرياضيين كان متوقعا لأن أغلبهم كان من أكثر الناس استفادة من النظام السابق، لأنهم حصلوا فى عهده على أكثر من حقهم، وأخذوا الأوسمة من الطبقات المختلفة، وتم تفضيلهم على علماء وأدباء ومفكرين مشهورين مع تقديرنا الكامل لإنجاز المنتخب الوطنى بالحصول على كأس أمم إفريقيا 3 مرات على التوالى.ولذلك أرى أن عودة الدورى ستفرز العديد من السلبيات التى سكتت عليها الجماهير كثيراً ولكن بعد الثورة سيكون المشجع أكثر وعياً وإدراكاً وستكون المدرجات مكاناً مناسباً للمحاسبة لأن جمهور ما بعد الثورة مختلف كلياً والدليل ما حدث فى مباراة الأهلى والحرس, أما بالنسبة لمباراة المنتخب القادمة مع جنوب أفريقيا فأقول أن هذه المباراة ستكون نهاية لعدد كبير من اللاعبين فقد انتهى زمن التعتيم ومن الصعب خداع الجماهير مرة أخرى وفى حالة الخسارة سيدخل اللاعبون والجهاز الفنى واتحاد الكرة تحت مقصلة العدالة التى ستكشف الكثير من الأمور التى غاب معرفتنا به لسنوات.. وبخصوص إعلان اتحاد الكرة عن تخفيض الرواتب بحد أقصى 15 ألف جنيه فرأيى أنه شىء يدعو إلى السخرية.. وفى النهاية كله كلام والسلام.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق