كشفت النجمة التونسية لطيفة عن سبب امتناعها عن الحديث فى السياسة فى عهد الرئيس التونسى السابق زين العابدين بن على فى حوارها لـ "اليوم السابع" وتحدثت بصراحة عن رأيها فى الثورتين المصرية والتونسية وسبب ابتعادها عن السينما وتأجيلها لمسلسلها التليفزيونى "غرام وانتقام"، وسر رفضها تسمية الثورة التونسية بـ "ثورة الياسمين".
- تردد فى الفترة الأخيرة أخبار عن خوضك لتجربة الدراما التليفزيونية بمسلسل "غرام وانتقام" ولم يظهر حتى الآن أى شىء بخصوص هذا العمل؟
تحدث معى الكاتب مصطفى محرم عن سيناريو هذا المسلسل وتحمست له بشدة وتم ترشيح المخرج مجدى الهوارى لإخراجه، ثم تم تغييره، وبعدها فوجئت أن من الصعب جدا أن يلحق بالعرض فى شهر رمضان المقبل، كما اكتشفت أن مثل هذه التجربة تحتاج لتفرغ كامل فقررت تأجيلها.
لماذا لم تكررى تجربتك فى السينما بعد فيلم "سكوت هنصور" مع المخرج الراحل يوسف شاهين؟
أصبحت أكثر شجاعة بعد الثورة لتقديم عمل سينمائى، لكننى بصفة عامة لم أبتعد عن التمثيل إطلاقا حيث قدمت عام 2004 مع عملاق المسرح الغنائى منصور الرحبانى المسرحية الغنائية "حكم الرعيان"، وحققت نجاحا كبيرا وقتها، وأتمنى تقديم عمل يكون مرآة حقيقية للواقع العربى ويتطرق إلى الثورات العربية، ويتم عرضه فى العديد من المهرجانات السينمائية العالمية.
- بعد مرور عام على الثورتين المصرية والتونسية، ما أوجه الاختلاف بينهما وإلى أى مدى حققا أهدافهما؟
ما يوحد الثورتان المصرية والتونسية هو الرفض للظلم والفساد والمطالبة بالحق والكرامة، لكن بلا شك أن الثورة التونسية حققت أهدافا أكثر مما وصلت إليه الثورة المصرية، ولكننى واثقة أنه قريبا سيتم اختيار رئيس لمصر وستستقر الأوضاع أكثر ويتم تشكيل حكومة جديدة منتخبة وخارجة من إرادة الشعب، لأن الذين بنوا الأهرامات والسد العالى، وابنها حاليا "د.أحمد زويل" يبنى مدينة للعلوم لا بد أن يتخطوا هذه الأزمات.
لكن هناك أمر يحزننى لأننا مازلنا كعالم عربى مشتتين منذ عام 1948 ولم نتحد حتى الآن وأعتقد أن الثورات التى حدثت فى البلدان العربية خرجت ليس فقط من أجل القضاء على أنظمتها الفاسدة، ولكن من أجل تحقيق الوحدة العربية، وأتمنى أن تهدأ الأوضاع أيضا فى سوريا واليمن وليبيا لأن قلبى يتألم على ضحاياهم يوميا، ونحقق وحدة عربية قادرة على مواجهة الغرب فى تقدمهم والديمقراطية التى يمارسوها.
ما تعليقك على تسمية الثورة التونسية بثورة الياسمين؟
ما حدث فى تونس أكبر بكثير من أن نقوم بتسميتها ثورة ياسمين إنها ثورة تشكيل وجدان وحرية وكرامة، فهى ثورة تغيير حياة وثورة القضاء على الاستعباد.
ما التغيير الذى طرأ على لطيفة بعد الثورات العربية خاصة التونسية؟
قبل الثورة التونسية كنت أخاف أن أحكى عن السياسة مع أقرب الناس لى فى التليفون، وكنت أشعر دائما بأن كل شخص يعيش فى تونس مراقب طول الوقت، فكان دائما الخوف يمنعنى من التعبير عن رأيى السياسي، حيث كان من الصعب أن نتحدث فى أى شىء يخص السياسة أو يخص زين العابدين بن على، وأحيانا كنت أقوم بالغناء فى إحدى الحفلات وأفاجئ بورقة تأتى لى من جهات سيادية عليا وأشخاص مسئولين فى الدولة مدون بها تعليمات معينة وتجبرنى على أن أنفذ الموجود فيها بالحرف الواحد، أما الآن فأشعر بالحرية وأتحدث عن رأيى بكل صراحة وفى كل ما أريده دون تخوف من أحد.
وكيف ترين الشعب التونسى بعد الثورة؟
أصبح أكثر حرية وديمقراطية، فالخوف اختفى من الصغار والكبار، وأصبح الجميع يتحدث عن رأيه السياسى فى الشارع وفى وسائل الإعلام المختلفة.
- بعض الفنانين يخشون من وصول التيارات الإسلامية إلى الحكم.. ما تعليقك؟
نحن مسلمون دينا وعقيدة، وأنا شخصيا لا يسبب هذا لى أى قلق على الإطلاق بل يطمئننى أكثر، وأعتقد أنه عند دخول الإخوان عالم الفن سيلتزموا بالوسطية والاعتدال وليس التطرف، وأقرب مثال على ذلك الشيخ والمفكر الإسلامى راشد الغنوشى الذى تدرس كتبه حاليا فى الجامعات التركية، وأعتقد أن كل فنان يحترم رسالته ويقبل على تقديمها بشكل جيد وغير مبتذل لن يخاف.
ما رأيك فى تصنيف الفنانين وعمل قائمة سوداء لبعضا منهم؟
أنا ضد ذلك طبعا، فكيف يتم وضع فنان بحجم عادل إمام فى قائمة سوداء، ومصر والوطن العربى بهما كم فنان مثل عادل إمام؟ وإذا كان الزعيم على رأس القائمة السوداء فأنا فخورة بكونى اسما تم إدراجه فى تلك القائمة، لكن الثورة المصرية وباقى الثورات العربية قامت من أجل تحقيق الديمقراطية الكاملة، وأن يعبر كل واحد عن رأيه بكل حرية دون أن يوضع فى قائمة أو نحجر على آرائه، ولا بد أن يدرك كل إنسان سواء يعمل فى الفن أو يعمل فى أى مهنة أخرى، أن الحرية مسئولية يجب أن نقدرها، فلا يصح أن نقول على كل فنان لم يخرج لميادين الثورة أنه عديم الانتماء لبلده، فلا بد أن يكون هناك حرية تعبير عن الرأى.
- ما الجديد الذى تحضرين له خلال الفترة المقبلة؟
أحضر لألبوم جديد سيتم طرحه بالأسواق أوائل فصل الربيع، وأنا أواصل حاليا اختيار وتسجيل أغانيه، ولن أفصح عن تفاصيله فى الوقت الحالى حتى يخرج للنور.
المصدر : اليوم السابع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق