الأحد، 29 يناير 2012

أحمد‏ ‏حلمي‏ : إللي‏ ‏هيقف‏ ‏في‏ ‏طريقي‏ ‏فضيحتـــه‏ ‏هتبقي‏ ‏بجلاجل‏ !




كيف تري اختيار الناس لك كأفضل ممثل في 2011 ؟ !
هذا هو المقياس الأساسي ودائما الصعوبة في أن يكون اختيار الناس مرة واحدة , عندما يتكرر هذا الاختيار تري أنك علي الطريق المضبوط , وإنه ليس اختيارا بالصدفة , وعندما يحدث في سنة ألا يختارك الناس يجب أن تقف وقفة مع نفسك وتسأل : هناك شيء خطأ , لماذا لم يخترني الناس كأفضل ممثل أو لم يختاروا فيلمي أفضل فيلم؟ أو لماذا تراجع ترتيبي , لماذا اختاروني الثاني ولم يختاروني الأول؟ وهناك من لا يصبح في قائمة الاختيار نهائيا , وهذه كارثة كبري , وأعتقد أن هذه الاستفتاءات لها الأهمية رقم 1 عند الفنان لأن هذا الجمهور هو من ينجح الفنان أو يجلسه في بيته .
الناس الذين اختاروك قالوا إنك تقدم في كل فيلم فكرة غير متوقعة , كيف تختار موضوعات أفلامك؟
دائما عيني علي الناس لأني أقدم شيئا لهم , لا أقدم عملا لنفسي سأشاهده في المنزل , ثم إن هناك قواعد عامة , فكرة الإحساس , الذي يلمس أي شخص سواء كان مثقفا أو أميا , أي شخص تعرض لحكاية حب , تعرض لمشكلة في حياته , يعرف كيف يحزن ويفشل , هذه أحاسيس عامة , عندما تسير وراء هذه الأحاسيس العامة في اختيار موضوع يشعر به كل الناس تعلم أنك وصلت للهدف الصحيح , حكايتي غير حكاية غيري ولكني مشترك معه في الإحباط أو في النجاح , عندما يري الإنسان شخصا غيره نجح نجاحا رهيبا , حصل علي جائزة نوبل , والثاني أمي لن يحصل عليها أبدا , ولكن الطقوس المحيطة تجعله يشعر بمعني النجاح , ويقيسه أنه يستطيع تصليح سيارة في الورشة الخاصة به , هذا هو معني النجاح عنده , مادامت الأحاسيس العامة ليست مغربة فسيشعر بها كل الناس .
ولكن في فيلم إكس لارج قدمت شخصية معاكسة لك تماما , بالتأكيد أنت لم تشعر من قبل بمشاعر الرجل البدين؟ !
في البداية الواحد يبحث عن الجديد , ما الجديد الذي لم أقدمه من قبل شكلا وموضوعا , فعندما جاءت فكرة تقدم شخصا بدينا ذهبت إلي فكرة أن هذا البدين بالتأكيد عنده جانب كبير من حياته يعاني منه , وهو الجانب النفسي , ليست فقط الجوانب المتعلقة بعدم قدرته علي ارتداء البنطلون أو الجلوس جيدا أو النوم , ولكن هناك جزء نفسي في تعاملاته مع البشر , وهذا الجزء غالبا لا يظهره , فطبعا هو مادة ثرية أن يشعر به الناس والأهم من ذلك ألا تظهر شخصيته بالسلب , وإنما بالإيجاب .
لكن البدين دائما كان يظهر في السينما بشخصية تثير السخرية ؟ !
نعم , ولكن أين الجانب الإنساني؟ , أين أمنياته في الحب؟ أين مشاعره وأفكاره إنه من الصعب أن يجد فتاة جميلة تعجب به , هو عنده جانب كبير في حياته كان يجب أن نتعرض له كبني آدام , مش تخين والسلام , بالمناسبة إنه ' تخين والسلام ' هو الطريق الأسهل , سكة التريقة علي الأشخاص أو العاهات هي الطريق الأسهل , ولكن هذا لم يكن هدفي , لأنه في النهاية بني آدم , بعدين من الأشياء التي أسعدتني أني رأيت أناسا قرروا يخسوا بعد الفيلم , هذه الأشياء تشعرني أن الفن رسالة تساعد علي التغيير وهذا يجعلني في قمة السعادة , أني غيرت شخصا للأحسن .
2011 التي فزت فيها بأحسن ممثل وفاز فيلمك بأحسن فيلم , وفازت بطلة فيلمك أيضا بأحسن ممثلة , كيف تري هذا العام فنيا؟
في البداية أنا سعيد جدا بفوز دنيا سمير غانم بأحسن ممثلة , وفي العام الماضي فازت إيمي بأحسن ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم ' عسل أسود ', فأنا سعدت جدا أن وشي حلو عليهما , أما بالنسبة للفن , فهو هيمشي زي ما هو , الناس مخدوعة ومتخيلة أن الفن سيتغير بين يوم وليلة , وهذا غير حقيقي , لا يصح أن تقلب الهرم , اليوم من عليه المسئولية الأولي هم الصناع , فكيف سيكون العلاج؟ هل بمعالجة الصناع أم بمعالجة الجمهور؟ الأفضل والأقل عددا هم الصناع , والموضوع ليس حربا لأن كل واحد حر , ولكن بنوع من انواع التوعية , أنا فنان أستطيع تقديم الهابط والجيد , لا تلم الناس أو تقف لهم إذا دخلوا الفيلم الهابط , لا , اذهب لمن قدم الفيلم الهابط وقل له ' إحنا عاوزين نبقي أحسن ونقدم حاجات حلوة ', ولازم يكون عندك نوع من الإدراك إنه ممكن يكون مش فاهم إن ما يقدمه ' هابط ' , لأنه متخيله عادي وحلو بدليل إن الناس بتدخله .
ولكن ألا تري أن 2012 الخوف علي مستقبل السينما كصناعة في ظل وضع سياسي جديد ممكن أن يكون معاكسا لها؟
أنا لست خائفا علي مستقبل السينما , نحن الآن في مجتمع مفتوح وعندما يكون هناك أي تصرف غير حضاري أو غير مواكب للعصر الذي نعيش فيه ستجد فضيحة بجلاجل , أنا متخيل لو جاء شخص ومنعني من تقديم فني , في ثانية ممكن أخلي فضيحته في العالم العربي والشرق الأوسط بلا حدود , هو يكبت حريتي , ونفس الشيء عنده وعندي , هذا الكلام كان ممكن يحدث زمان , الآن الأمر مختلف , تستطيع أن تصرخ وتقول ان هذا ضد الحريات فستجد الدنيا كلها قامت , وأعتقد أنه مهما حصل فالسينمائيون والملحنون والكتاب والموسيقيون لن يسمحوا بأن نعود للوراء خطوة , لأنه لايصح أن يكون الشباك بعد 30 سنة يفتح ويدخل النور وتأتي أنت لتمنع هذا النور عني كفنان , إحنا ما صدقنا , ولا أقصد إننا ' ما صدقنا ننحرف ', نحن أخذنا حريتنا في الكلام بحرية وديمقراطية , وأي حد هيمشي بالعكس لن أتواني أن أصنع له عملا فنيا كاملا أكرس فيه جهدي في إظهار هذا الكبت الذي من الممكن أن يحدث .
أنت كفنان يحرص علي أن يكون له دور في مجتمعه , حتي أن هناك كثيرين ذهبوا لميدان التحرير وقت الثورة بعدما شاهدوك هناك , ما الذي تنوي فعله في المرحلة القادمة التي يمكن أن يتشكل فيها المجتمع بشكل جديد؟
أنا مؤمن جدا بأن يقوم كل واحد بدوره ووظيفته , أنا مثل المدرس أو الطبيب , المدرس لو درس بجدية وضمير واهتم بتعليم الطالب ليصبح أفضل لنفسه وبلده , مش فكرة إنه بيدلق الحصة , وهكذا الطبيب , أنا مؤمن بأن الفن هو مرآة المجتمع وهو القادر علي تغيير مجتمع بأكمله وليس بتقديم مانشيت صحفي داخل فيلم , لكن بشكل غير مباشر ومؤثر , هنا دوري , دور المطرب أن إزاي أغنيته تشحن الناس , النهاردة لما محمد منير يقدم أغنية يسمعها 50 مليون واحد في مصر , ما الفرق بين أن يشحن بها 50 مليون واحد في مصر أو أن محمد منير ينزل التحرير لأن فيه 400 ألف واحد؟ أيهما أكثر تأثيرا؟ الأغنية طبعا , هذا هو الفارق , الميدان يحتاج لثائر , شخص يستطيع لم الناس حوله ومتحدث لديه حجة سياسية جيدة , أنا كنت أري دوري في هذه المنطقة , أنا فعليا نزلت بعد أن كلمني أكثر من صديق في توقيت حرج قبل التنحي , كلموني وقالوا لي :' لو جيت ناس كثيرة ستتشجع وتنزل ', , فلما طلب مني هذا الطلب قلت له : يعني وجودي سيجعل هناك ناس أكثر؟ فقالوا لي :' نعم ', فقلت حاضر ونزلت , في توقيت نحتاج لزيادة الأعداد والضغط من أجل الرحيل , فمن هنا نزلت , إنما لو هناك أيام أخري فأري أن تاثيري في مناطق أخري أكثر .
* أفهم من كلامك أن فيلمك القادم قد يحتوي علي رسالة سياسية؟
والله علي حسب , لكني أحب الشغل علي الرسائل الإنسانية أكثر , لأن المجتمع لو تغير السياسة ستتغير ।




المصدر : بوابة الشباب




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق