المصري اليوم
الخميس، 7 أبريل 2011
ياسر أيوب يكتب : انتصار خارج ملاعب الكرة
أسفر اجتماع الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، والمهندس حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، أمس الأول، عن قرار بعودة الدورى الممتاز للكرة يوم الأربعاء المقبل بلقاء الأهلى والشرطة فى مباراة ممكن أن يحضرها الجمهور وممكن أن تنجح الشرطة فى تأمينها.. وبهذه المناسبة أتوقف أمام منهج صحفى مصرى شائع تختلط فيه الأوراق وتضيع الفواصل والحدود بين الصحفى وصاحب القرار، بحيث يصبح الصحفى معارضا بقسوة وطول الوقت لكل وأى قرار يخالف ما كان ينادى به هذا الصحفى أو لمجرد أن المسؤول لم يستشر الصحفى ويناقشه ويطلب موافقته ورضاه قبل القرار.. كأن الصحفى ينبغى أن يكون هو صاحب القرار أو شريكا فيه على الأقل.. وأنا أرفض ذلك تماما، مقتنعا بأنه ليس مطلوبا منى كصحفى إلا رؤية أطرحها واجتهاداً أقدمه للناس دون إلزام لهم بأن ما أقوله هو اليقين أو الصواب دائما.. وأنا لاأزال مقتنعا بصعوبة ومخاطر استئناف دورى الكرة فى ظل الظروف التى نعيشها كلنا الآن فى مصر وفى ظل الأزمة التى يواجهها كل ضابط شرطة وغياب كثير من ضوابط الأمن وزيادة سطوة البلطجية والمجرمين فى كل وأى مكان.. ولكننى أحترم القرار الذى صدر.. بل وأتمنى أن ينجح الدورى الذى سيعود ويصبح بمثابة شهادة ميلاد جديدة للأمن وبداية حقيقية للصخب الكروى وللهدوء الاجتماعى والاستقرار الأمنى.. وأتمنى لو يدرك الجميع أن نجاح هذا الدورى قد يعنى ويؤكد ويجر وراءه نجاحات أخرى أهم وأجدى من كرة القدم.. وهكذا يجب أن ندرك أن الضباط أمام الملاعب لن يستقبلوا الجماهير بالورود والأحضان ولا أتمنى رؤية مشهد ضابط يمسك بمتفرج يحمل ممنوعات أو يقبض بصرامة على مشاغب أو بلطجى فأجد من يصرخ قائلا إن رجال حبيب العادلى ظهروا من جديد ويعلن فشل ثورة يناير.. أتمنى إعلاما رياضيا محترما لا يثير الفتن الكروية فى مجتمع مسكون مقدما بالمخاوف والظنون والشكوك والشائعات.. ولا أحب أن أسمع أو أقرأ أن الثورة المضادة هى التى تريد فوز الأهلى أو الزمالك بالدورى.. أو الخلط بين أى قضية فساد سياسى واقتصادى وبين نتيجة مباراة كرة.. أو ينسى الناس أنهم يشاهدون مباراة بين فريقين وليست بين الناس والجيش أو الشرطة أو البترول أو رجال أعمال أو سياسة.. ومع كل ذلك شائعات كاذبة يمكن أن تطال أى أحد وسيصدقها كل أحد.. أتمنى أن نتعلم كلنا احترام عقول الناس فيتوقف الكثيرون منا عن ترويج مغالطات وأوهام وأكاذيب.. ويكفى مشهد الأندية الكبرى وهى تقاتل من أجل عودة الدورى وإلا تعرضت للخراب والانهيار، إن لم تلعب، رغم أن مسؤولى هذه الأندية قبل يناير كانوا يحبون طول الوقت تهديدنا بالانسحاب من الدورى، وحين كنت أقول لهم إنهم كاذبون ولا يستطيعون لم يكن يصدقنى أحد.. وأظن أنه لن يعود لائقا بعد الآن تهديد أى ناد بالانسحاب من الدورى بعدما باتت كل الحقائق والأرقام ظاهرة وواضحة.. كما أرجو ألا تتغير رؤية هذه الأندية ومواقفها بشأن استكمال الدورى بعد بضعة أسابيع وحسب سير النتائج فيخسر الزمالك مثلا سباق المقدمة فيفاجئنا مسؤولوه بأنهم لم يكونوا يريدون اللعب فى تلك الظروف أو يكتشف مسؤولو الأهلى أن الزمالك هو الذى سيفوز فيقررون التوقف عن اللعب لأن الأجواء غير آمنة وهم لا يريدون تعريض حياة الناس للخطر.. أو الإسماعيلى والمصرى والاتحاد وأى ناد آخر.. أو يصبح الحكم الذى سيحتسب ضربة جزاء ضد فريق بمثابة خائن وعميل ومن فلول الحزب الوطنى فى رأى جمهور هذا الفريق.. ولابد أن يحدد الجميع الآن مواقفهم وأحكامهم على مسؤولى الاتحاد ولجان الحكام والمسابقات واللاعبين وهل هم أنصار للثورة أم خصوم لها حتى لا نفتح ألف باب للجدل بشأن ذلك مستقبلا حسب الأهواء والنتائج.. باختصار.. سواء من أراد أو لم يكن يريد عودة الدورى.. أصبحنا كلنا مطالبين بالتعاون لينجح الدورى.. وتنجح معه بلد كنا نتخيله لا ينتصر إلا فى ملاعب الكرة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق