السبت، 12 فبراير 2011

جاءت ثورة الشباب خارج السياق من جيل

فاروق جويدة
كنا ننظر له نحن الكبار باستخفاف كبير وبانه جيل تافه ضحل في ثقافته غريب في انتماءة كسول في أحلامه وكنا دائما نسخر منه ومن أذواقه وملابسه وأفكاره‏..
‏ واكتشفنا فجأة وبلا مقدمات أن هذا الجيل أعطانا درسا في الوطنية والوعي والانتماء والشجاعة والإصرار‏..‏ هذا الجيل الذي جمع كل متناقضات عصره ووطنه ما بين الفقر الشديد والثراء الفاحش وما بين ثقافة ضحلة قدمناها له طوال سنوات عمره وانفتاح رهيب علي العالم من خلال تكنولوجيا العصر التي سعي إليها باقتدار‏..‏ واكتشفنا أيضا أنه كبر خارج هذا المناخ الثقافي الضحل الذي قدمته مواكب الأدعياء والمهرجين والنخب الكاذبة‏..‏ لابد أن نعترف بأن هذا الجيل كان أكبر المفاجآت لنا يوم‏25‏ يناير ويبدو أن الحدث أصابتا بحالة ارتباك شديدة ترتبت عليها نتائج كثيرة‏..‏‏<‏ حاول البعض أن يسرق ثورة الشباب وسرعان ما اعتلي المشهد وقدم نفسه ليتحدث بأسمائهم أو بالنيابة عنهم أمام أجهزة الدولة والرأي العام والدليل علي ذلك أننا لم نشاهد شابا واحدا منهم يتحدث في وسائل الإعلام إلا بعد عشرة أيام من قيام هذه الثورة‏,‏ وجوه كثيرة تسابقت علي الشاشات المحلية والعالمية تتحدث باسم هؤلاء الشباب في بجاحة غريبة‏..‏ هؤلاء الذين صمتوا عشرات السنين ورقصوا علي كل الحبال ونافقوا كل العصور وحملوا كل أنواع المباخر أصبحوا فجأة يتحدثون باسم الثوار الشباب ويعرضون أنفسهم وقد باعوها من قبل ملايين المرات‏..‏ كان المشهد غريبا ونحن نري هذه الوجوه التي اعتدنا علي نفاقها وبجاحتها وهي تتصدر المشهد وتحاول القفز عليه وسرقة ثورة هؤلاء الشباب الأبرياء الانقياء‏..‏‏<‏ سرعان ما التقت المصالح بين أجهزة الدولة التي وجدت نفسها في حالة ارتباك وفراغ غير مسبوقة مع أحلام القيادات الحزبية المترهلة وكلاهما يحاول انقاذ الآخر من ثورة شباب مصر‏..‏ كان الهدف من الجبهتين أن تحافظ السلطة علي مواقعها وأن تحافظ الأحزاب علي مكاسبها وكانت الصفقات بين السلطة والأحزاب علي حساب هؤلاء الشباب‏..‏ سرعان ما اندفعت فلول الأحزاب لأن السلطة أبدت لهم شيئا من القبول والرضا‏..‏ وسارعت السلطة لاحتواء الموقف واستعادة صفوفها لمواجهة الموقف وللأسف الشديد أن هذه الصورة لم تقتصر علي الاحزاب التقليدية ولكن جماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة التقطت الطعم وألقت بنفسها في هذا المشهد الغريب ونسيت كل ثوابتها القديمة وترك قادتها من شارك من شبابها في ميدان التحرير لتحاول تمرير صفقة للاعتراف بها من السلطة‏..‏ كان هذا المشهد تعرية كاملة للواقع السياسي القبيح في المجتمع المصري بكل رموزه‏..‏ أحزاب هرولت أمام أول إشارة للحوار‏..‏ وجماعة محظورة هرولت بحثا عن صك هزيل بالاعتراف أو الشرعية بينما وقف شباب الثورة في ميدان الحرية بكل شموخه يشاهد الكبار وهم يتسابقون نحو وليمة مسمومة‏..‏‏<‏ لم يتوقف المشهد عند هذا الحد من السقوط ولكن لجان الحكماء التي تسابقت إلي المشهد تقدم المقترحات والحلول أعطت لنفسها حقا أن تتحدث نيابة عن هؤلاء الشباب وهي لا تحمل تفويضا بذلك‏..‏ ودخلت الساحة مواكب الإعلاميين وأصبحنا جميعا فقهاء في الثورات والدساتير والقوانين واختفت خلف هذا كله ثورة الشباب‏..‏نحن أمام مسرحية هزلية غريبة ومريبة‏..‏نحن أمام جيل من الشباب الثائر ضد واقع يرفضه ونظام فشل في أن يوفر له حياة كريمة وأجيال بخلت عليه بكل شيء بل انها أعطت نفسها حق الوصاية ابتداء بالقرار وانتهاء بالحديث باسمه‏..‏ حدث هذا رغم أن هذا الجيل يملك شرعية المستقبل الذي هو حق له‏..‏ ويملك شرعية القدرات لأنه الأقدر في التعامل مع عصره‏..‏ ويملك شرعية الثورة التي حملها إلي الشوارع دون خوف أو حسابات أو صفقات أو مصالح ليقف أسبوعين كاملين ما بين الجوع والصقيع وقبل هذا رصاص الأمن وجمال وخيول وبلطجية الحزب الوطني‏..‏نحن أمام جيل كل ما كان حوله أصابته أمراض التلوث ابتداء بالفكر وانتهاء بالهواء والطعام والسلوك‏..‏ نحن أمام جيل العشوائيات والصفقات وأصحاب الملايين من اللصوص وأصحاب العشش من الغلابة‏..‏ ورغم هذا التناقض الشديد في الواقع الاجتماعي والإمكانيات المتعارضة توحد في حب شيء واحد هو الوطن وخرج من أجل شيء واحد هو الحرية‏..‏ ومات من أجل شيء واحد هو العدالة‏..‏ جمعت العدالة بين هؤلاء الشباب رغم أن بينهم الغني الأكثر ثراء والفقير الأكثر حاجة‏..‏إن أغرب ما في هذه القضية الآن أننا أمام أجيال في السلطة لا تريد أن تترك مواقعها‏..‏ وأمام أجيال في الأحزاب سواء كانت مشروعة أم محظورة لا تريد أن تترك الساحة لأجيال أحق منها وأمام أجيال تصورت أنها احتكرت الحكمة وصادرت المعرفة حتي ولو كان ذلك علي حساب المستقبل‏..‏إن محاولة سرقة هذه الثورة خيانة لمستقبل هذا البلد‏..‏ ومحاولة إجهاضها كارثة سوف ندفع ثمنها مهما طال بنا الزمن‏..‏ ومحاولة تشويهها خطيئة سوف نحاسب عليها أمام الله يوم لا ظل إلا ظله‏..‏وللأسف الشديد أننا ارتكبنا كل هذه الجرائم مرة واحدة‏..‏من البداية حاول البعض إلقاء التهم والعمالة والخيانة والتآمر علي ثورة هؤلاء الشباب البريء النقي‏..‏ وعلي طريقة المؤسسات الأمنية الراحلة في إلقاء التهم وترتيب الجرائم ابتداء بالسياسة وانتهاء بحيازة المخدرات تبرع الكثيرون لتشويه ثورة هؤلاء الشباب‏..‏ قدمت البرامج التليفزيونية سواء في القنوات الخاصة أو الإعلام الحكومي قصصا وحكايات عن شبكات للتجسس وأموال للعمالة ومؤسسات خارجية تدير المعركة في ميدان التحرير وقدم التليفزيون المصري بكل مظاهر الفشل والتجني والارتباك فيه برامج مشبوهة لتشويه صورة أجمل الأجيال التي أنجبتها مصر وكأننا نقتل أبناءنا بأيدينا‏..‏ حتي الأحزاب السياسية حاولت تقديم صور مشوهة عن هؤلاء الشباب‏..‏ ربما كانت هذه الأحزاب تخفي فشلها العتيق لأنها لم تكن يوما قادرة علي تحريك جزء ضئيل من هؤلاء الشباب أو لأن هؤلاء الشباب كبروا خارج أرحام موبوءة في هذا المناخ الفكري والثقافي والاجتماعي المريض‏..‏من البداية كانت نظرة المسئولين في الدولة لهؤلاء الشباب فيها الكثير من الغرور والتعالي والاستخفاف لأنهم مجموعة من الأولاد المارقين الخارجين علي المجتمع والشرعية ولهذا صدرت لهم الدولة من البداية قوات الأمن لتلحق بها أكبر هزيمة يشهدها الأمن المصري أمام هؤلاء الأولاد الذين استخف بهم المسئولون عندنا‏..‏ كنت أشاهد أحاديث المسئولين في الدولة والحزب الوطني ومجلس الشعب وقوات الأمن وأتعجب من هذا الأسلوب المريض في طريقة التعامل وهذا التعالي الذي يعكس فراغا نفسيا وفكريا وإنسانيا لا حدود له‏..‏ وأفاق المسئولون علي كارثة لأن فشل الأمن في المواجهة أصابه بحالة جنون غير مسبوقة فأطلق الرصاص علي شباب مصر المسالمين وأطلق عليهم مدافع المياه وهم يؤدون الصلاة ثم ترك عرباته المصفحة تهرس الأجساد وتحطم الجماجم وكانت هذه هي البداية الحقيقية لهذه الثورة‏..‏ الأغرب من ذلك أننا بخلنا علي هؤلاء الشباب بلقب الثوار وأن ما حدث يوم‏25‏ يناير ولمدة‏17‏ يوما لم يكن ثورة رغم أنه بالفعل ثورة حقيقية في كل قواميس الدنيا وأكبر شاهد علي ذلك أن أحداث ميدان الحرية التحرير سابقا كان الخبر الأول في كل فضائيات العالم ونشرات الأخبار ومانشيتات الصحف أسبوعين كاملين‏..‏عندي كلمة أخيرة أوجزها في ثلاث نقاط‏..‏‏<‏ نحن أمام جيل يحق لنا أن نفخر به وواجبنا أن نسلم له الراية لأنه صاحب المستقبل الحقيقي وان نأخذ مواقعنا خلف هذا الجيل سواء كنا في مواقع السلطة أو كنا أحزابا أو حكماء أو مدعي حكمة لان اغتيال هذا الجيل وإجهاض هذه الثورة جريمة سوف ندفع ثمنها أمام الله وأمام التاريخ‏..‏‏<‏ لا ينبغي أن نقف أمام ميدان التحرير ونتصور أننا نري الصورة كاملة حيث يتجمع حكماء القاهرة ورؤساء أحزابها النائمة وشيوخ الزفة الباحثون عن دور وسط هذا المشهد المهيب‏..‏ في كل محافظات مصر الآن شباب ثائر يبحث عن حقه في حياة كريمة وهو بالفعل صاحب الحق الأصيل‏..‏‏<‏ منذ سنوات بعيدة ونحن نبحث عن تمثال يتوسط ميدان التحرير سابقا الحرية الآن‏..‏ وعندي اقتراح بسيط أن نقيم في وسط الميدان نصبا تذكاريا لشهداء ثورة‏25‏ مايو نضع عليه أسماء هؤلاء الشهداء وأنا علي يقين أنهم أكثر عدد من‏350‏ شهيدا ذكرهم تقرير الأمم المتحدة ليت أحد رجال الأعمال يكفر عن سيئاتهم ويتولي هذه المسئولية‏..‏من الأفضل لنا كجيل يحب هذا الوطن ويؤمن بمستقبله أن نسلم الراية راضين بدلا من أن نسلمها رافضين ساخطين‏..‏ وجيل ثورة يناير هو الأحق الآن بأن يتصدر المشهد ونحن خلفه بالحب والعرفان والنصيحة‏..‏نحن أجيال شبعت من المناصب والكراسي والصفقات والأموال والهزائم والخسائر والمكاسب والأضواء والحكمة الزائفة وجاء الوقت لكي يتقدم الصفوف جيل أكثر علما بروح عصره‏..‏ وأكثر طهرا ونقاء بحكم عمره‏..‏ وأكثر استعدادا لبناء مصر المستقبل التي نحلم بها لا تجهضوا أحلام هذا الجيل كما أجهضهم أجيالا كثيرة قبله‏..‏ألا قد بلغت اللهم فاشهد‏..‏ ثمن الرصاصة يشتري خبزا لناإلي شهداء ثورة‏25‏ ينايروحدي أنام علي ترابككفني عينيبضوء من رحيق الفجرمن سعف النخيلفلكم ظمئت علي ضفافكرغم أن النيل يجريفي ربوعك ألف ميلولكم حملت النايفي حضن الغروب‏..‏ودندنت أوتار قلبـيرغم أن العمر منكسر ذليللا تعجبيإن صار وجه الشـمسخفاشـا بعرض الكونأو صارت دماء الصبحأنهارا تسيلفزماننا زمن بخيللا تسألي القنـاص عن عيني‏..‏ولا قلـبي‏..‏ ولا الوجه النحيلولتنظري في الأفقإن النهر يبكيوالخيول السمرعاندها الصهيللا تسألينيعن شباب ضاع منـيواسألي القنـاص‏..‏كيف شدوت أغنية الرحيل ؟إني تعلمت الحنان علي يديك‏..‏وعشت أحمل وردة بيضاءكالعمر الجميلالناي أصبح في الضلوع رصاصةوالوردة البيضاء‏..‏في عيني قتيلمدي يديـك إلي‏..‏ إنـي خائفولترحمي ضعفيجنوني‏..‏وارحمي الجسد الهزيل‏<<<‏وجهي ينام علي ترابك كفنيهلا تتركيه لنشوة القناص‏..‏حين يطارد العصفـور في سفه‏..‏ وتيهلا تتركي الابن القتيل‏..‏يموت موجوعا بنشوة قاتليهولترحمي وجهيفكم صلي علي أعتابكجناتـك الخضراء تلفظهوينكره ترابكلا تنـكريه فإن هذا الوجهيحمل لون طينك‏..‏حينما كانت خيول المجدتركض في رحابكلا تتركي عيني لشمس الصيف تأكلـهافكم حملت بشائر أمنياتكولتستري جسديفكم نبتت علي أعشابه الخضراءأحـلي أغنياتكلا تتركيني في العراءأصارع الغربان وحدي‏..‏بعدما أكلوا رفاتك‏<<<‏إني حلمت ككل أطفال المدينة‏..‏في ليالي العيدوحلمت باللعب الصغيرة‏..‏ والحذاء‏..‏وقطعة الحلويوبالثوب الجديدوحلمت يوما‏..‏أن أكون الفارس المغواريغرس في ربوعككل أحلام الوليدزمن سعيدوطن مجيدأمل عنيدلكنني أصبحت في عينيك‏..‏كالطـير الشـريديساقط الزغب الصغير علي الترابجناحي المكسورترصده البنادق من بعيدلم تسألي العصفوركيف يموت في فمه الغناء ؟لم تسأليني كيف أهجر ثدي أميثم تغرقني الدماء ؟لم تسألينيما الذي جعل العصافير الصغيرة‏..‏تكره الأشجار تأوي للعراء ؟الجوع‏..‏ والحرمان‏..‏ والأمل اللقيط‏..‏صقيع أيامي‏..‏ وأحزان الشتاءفأنا غريب فيك‏..‏لا أمل لديك‏..‏ ولا رجاءالآن صدرك في عيونيأضيق الأشياءالآن وجهك في عيونيأصغر الأشياءالآن قلبك عن عيونيأبعد الأشياءحتـي الدعاء نسيتهحتي الدعاء‏<<<‏يا أيـها القناصثمن الرصاصة يشتري خبزا لنـاوشبابنا قد سال نهرا من دماء بيننـالم لا يكون سياج أمن حولناهذا الوطن ؟لم لا تكون ثماره ملكـا لنا ؟لم لا يكون ترابه حقا لنـا ؟يا أيها القناص‏..‏ أنظر نحونـاستري بطونـا خاويهوتري قلوبا واهيهوتري جراحا داميهفالأرض ضاقت‏..‏ليس لي فيها سندوالناس حوليلا أري منهم أحدحتـي الجسدقد ضاق بي هذا الجسد‏<<<‏لم تسأليني قبل أن أمضيلماذا غاب ضوء الشمس عن عينيوأغرقني ظلامي ؟لم تسألي جسدا هزيلا مات جوعاكيف تأكلني عظامي ؟لم تسألينيما الذي جعل الفراشات الجميلةفي جبين الفجر تبدو كالجراد ؟لم تسألينيما الذي جعل الصباحالأبيض المفتــون يكسوه السواد ؟لم تسألينيكيف تنبت في بلاد الطـهرأزمنة الفساد ؟لم تسألينيكيف كان الماءيجري فوق عيني‏..‏ثم يقتلني العطش؟لم تسأليني أينا أقـسيوليد ضاق‏..‏أم أب بطش ؟لم تسألينيما الذي جعل اليمام يصير ثعبانـا‏..‏ويشرب من دمك ؟لم تسألينيما الذي جعل الشـعاعالأخضر المنسابيقتل أنجمك ؟لم تخبرينـيمن إلي سوق النخاسة أسـلمك ؟مازلت كالمجنـون في حزن أسائل‏:‏هذي الحقول الخضركيف تكسرت فيها السنابل ؟هذي العقول الخضر‏..‏كيف تفجرت فيها القنابل ؟‏<<<‏إنـي أحبـك‏..‏ صدقينيرغم أن الحزن في قلبيمليك ظالمفالسجن بيتي‏..‏والأسي سلطانيكم نمت واليأس العنيد يهزنيفإذا صحوت أراه في أجفانيكم همت في صمت الشـوارعأسأل القطط اللقيطة‏..‏عن بقايا الخـبز‏..‏ عن عنـوانيكم طفت فوق موائد الطرقاتتلفظني الشوارع مرة‏..‏ويعود يلقيني طريق ثانلم تسأليني مرة‏..‏من يا تري أبكاني ؟لم تسأليني كيف أصبححزن هذا الكون من أحزانيلم تسألي الوطن الجميل وقد نمتفي وجهه الأحقاد كيف رماني ؟حقـي عليه رغيف خبز آمنوكرامة الإنسان للإنسانعبثت بنا أيدي الزمان‏..‏ وأظلمتفينا القلوب‏..‏ وليلها أعمانيعمر لقيط‏..‏ وارتعاشة عاجزوأنين بطن‏..‏ وانكسار أمانيتلك الرؤوس تهيم في أوكارهاويصيدنا القناص كالفئرانفأنا شهيدك رغم أنـي عاشقودمي حرام‏..‏ واسألي سجانيقد جئت يا أميلأطلب ثوب عرسيمن يديك بفرحتـيأعطيتني‏..‏ أكـفـاني
الاهرام - فاروق جويدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق