إذا كان الشارع المصري قد اكتسب معطيات جديدة بعد ثورة25 يناير الحالي, فإن هناك تكهنات بانتقال هذه المكتسبات إلي المدرجات الرياضية, وظهور روح جديدة بين المشجعين, مما يجعل الأندية واتحاد كرة القدم.
متفرغين فقط لتطوير اللعب فنيا॥ في التحقيق التالي نرصد ملامح التغيير والتحول المتوقعين।في البداية رأي علي أبوجريشة, المستشار الفني لنادي وادي دجلة, أن الشارع المصري الذي عرف اللجان الشعبية, والترابط والتلاحم للذود عن الممتلكات والأعراض, من الممكن أن يتخلي عن تعصبه, لأن هذه الثورة أسهمت في تغيير المصريين, فشاهدنا روحا جدية, وبدأ الناس يتعارفون لأول مرة, بعد أن كانت العزلة والفرقة تفت في أي محاولة للم الشمل بينهم.وقال أبوجريشة إن هذه الثورة وما تبعها من لجان شعبية جعلت مساحة التعارف واسعة بين الجميع, مما يجعل التفكير الأساسي خلال المرحلة المقبلة منصبا نحو تنمية المجتمع سياسيا وأخلاقيا, وبالتالي فإن الجميع سيحرص علي الظهور بشكل حضاري في مختلف المجالات.وأضاف حلمي طولان المدير الفني لبتروجت أنه لم يكن يتوقع أن تستيقظ هذه الروح في المصريين, وأن مجموعة الشباب الرائع استطاعوا أن يغيروا المجتمع المصري سياسيا واجتماعيا, وبالتالي فإنه من المفروض أن تشهد الرياضة المصرية تغيرا جذريا في الفهم والسياسة التي تدار بها, وبالتالي تتحول المعارك بين الجماهير إلي احترام متبادل, ونري التصفيق للخاسر والفائز في نهاية كل مباراة, وكذلك أي تنافس رياضي, بدلا من المعارك الطاحنة والتخريب والهدم التي كانت سائدة قبل هذا التاريخ.وأشار عدلي القيعي مدير التسويق والاستثمار بالنادي الأهلي إلي أن ما فعله الشباب لمختلف النواحي في المجتمع المصري, كان أفضل مما علمه جيل الآباء لهم, فقد استطاعوا أن يقدموا خدمات جليلة للشعب المصري سواء سياسيا أو اجتماعيا, وبالتالي ستنعكس آثاره علي كل نواحي المجتمع, لأن العقل الذي يقبل بفكرة العمل الأمني لحماية ممتلكاته وأغراض غيره, وكذلك الوقوف صفا واحدا ضد التخريب من المفروض أن يكون أكثر حرصا علي علاقته بغيره في التنافس الرياضي, وهو أمر ليس صعبا.أما محمد حسام الدين رئيس لجنة الحكام الرئيسية فأشار إلي أنه لم يكن يتوقع أن ينسي كل هموم التحكيم سريعا, وكذلك خلافاته في الوسط الرياضي ويتفرغ لحماية الوطن, مشيرا إلي أن الشعب الذي تناسي كل همومه ومشكلاته وتفرغ لحماية وطنه من الممكن أن يسمو بأخلاقه عند عودة النشاط الرياضي, بشرط أن يتعامل الجميع مع الرياضة علي أنها وسيلة للتقارب بين الجميع, وليس كأنها ساحة حرب بين كل عناصرها, فالحكم حكم, واللاعب لاعب, والمدرب مدرب والجمهور جمهور.ولم ينس حسام أن يذكر أنه اضطر إلي الاستغناء عن صافراته الست التي احتفظ بها خلال مشواره مع التحكيم, وتوزيعها علي اللجان الشعبية للقيام بأدوار الحماية وتنظيم المرور, وتمني أن تسهم هذه الصافرات في المستطيل الأخضر, كما كانت فاعلة خلاله.وقال محمد عامر المدير الفني للاتحاد السكندري إن الروح التي سادت الشعب المصري بعد انتشار أعمال السلب والنهب لا يمكن أن تنقلب إلي عنف في المدرجات, بشرط أن يتم نقل هذه الروح من الناحية الاجتماعية إلي الرياضية, مضيفا أنه لا يمكن أن ينسي أنه وقف مع جيرانه في التجمع الأول, ممسكا بسكين, ليدافع عن أهله, ويجد في الوقت نفسه الأهالي متجمعين, ويجعلون لكل منهم وردية مناوبة لحماية بعضهم البعض ضد الخارجين علي القانون, وهذا العمل غير المتوقع, من الممكن أن يتحول إلي سلوك رائع في المدرجات بشرط أن نحافظ علي هذه الروح.
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق