السبت، 12 فبراير 2011

اختفاء التعصب في المدرجات‏..‏ أحد مكاسب ثورة‏25يناير


إذا كان الشارع المصري قد اكتسب معطيات جديدة بعد ثورة‏25‏ يناير الحالي‏,‏ فإن هناك تكهنات بانتقال هذه المكتسبات إلي المدرجات الرياضية‏,‏ وظهور روح جديدة بين المشجعين‏,‏ مما يجعل الأندية واتحاد كرة القدم.
متفرغين فقط لتطوير اللعب فنيا‏॥‏ في التحقيق التالي نرصد ملامح التغيير والتحول المتوقعين‏।‏في البداية رأي علي أبوجريشة‏,‏ المستشار الفني لنادي وادي دجلة‏,‏ أن الشارع المصري الذي عرف اللجان الشعبية‏,‏ والترابط والتلاحم للذود عن الممتلكات والأعراض‏,‏ من الممكن أن يتخلي عن تعصبه‏,‏ لأن هذه الثورة أسهمت في تغيير المصريين‏,‏ فشاهدنا روحا جدية‏,‏ وبدأ الناس يتعارفون لأول مرة‏,‏ بعد أن كانت العزلة والفرقة تفت في أي محاولة للم الشمل بينهم‏.‏وقال أبوجريشة إن هذه الثورة وما تبعها من لجان شعبية جعلت مساحة التعارف واسعة بين الجميع‏,‏ مما يجعل التفكير الأساسي خلال المرحلة المقبلة منصبا نحو تنمية المجتمع سياسيا وأخلاقيا‏,‏ وبالتالي فإن الجميع سيحرص علي الظهور بشكل حضاري في مختلف المجالات‏.‏وأضاف حلمي طولان المدير الفني لبتروجت أنه لم يكن يتوقع أن تستيقظ هذه الروح في المصريين‏,‏ وأن مجموعة الشباب الرائع استطاعوا أن يغيروا المجتمع المصري سياسيا واجتماعيا‏,‏ وبالتالي فإنه من المفروض أن تشهد الرياضة المصرية تغيرا جذريا في الفهم والسياسة التي تدار بها‏,‏ وبالتالي تتحول المعارك بين الجماهير إلي احترام متبادل‏,‏ ونري التصفيق للخاسر والفائز في نهاية كل مباراة‏,‏ وكذلك أي تنافس رياضي‏,‏ بدلا من المعارك الطاحنة والتخريب والهدم التي كانت سائدة قبل هذا التاريخ‏.‏وأشار عدلي القيعي مدير التسويق والاستثمار بالنادي الأهلي إلي أن ما فعله الشباب لمختلف النواحي في المجتمع المصري‏,‏ كان أفضل مما علمه جيل الآباء لهم‏,‏ فقد استطاعوا أن يقدموا خدمات جليلة للشعب المصري سواء سياسيا أو اجتماعيا‏,‏ وبالتالي ستنعكس آثاره علي كل نواحي المجتمع‏,‏ لأن العقل الذي يقبل بفكرة العمل الأمني لحماية ممتلكاته وأغراض غيره‏,‏ وكذلك الوقوف صفا واحدا ضد التخريب من المفروض أن يكون أكثر حرصا علي علاقته بغيره في التنافس الرياضي‏,‏ وهو أمر ليس صعبا‏.‏أما محمد حسام الدين رئيس لجنة الحكام الرئيسية فأشار إلي أنه لم يكن يتوقع أن ينسي كل هموم التحكيم سريعا‏,‏ وكذلك خلافاته في الوسط الرياضي ويتفرغ لحماية الوطن‏,‏ مشيرا إلي أن الشعب الذي تناسي كل همومه ومشكلاته وتفرغ لحماية وطنه من الممكن أن يسمو بأخلاقه عند عودة النشاط الرياضي‏,‏ بشرط أن يتعامل الجميع مع الرياضة علي أنها وسيلة للتقارب بين الجميع‏,‏ وليس كأنها ساحة حرب بين كل عناصرها‏,‏ فالحكم حكم‏,‏ واللاعب لاعب‏,‏ والمدرب مدرب والجمهور جمهور‏.‏ولم ينس حسام أن يذكر أنه اضطر إلي الاستغناء عن صافراته الست التي احتفظ بها خلال مشواره مع التحكيم‏,‏ وتوزيعها علي اللجان الشعبية للقيام بأدوار الحماية وتنظيم المرور‏,‏ وتمني أن تسهم هذه الصافرات في المستطيل الأخضر‏,‏ كما كانت فاعلة خلاله‏.‏وقال محمد عامر المدير الفني للاتحاد السكندري إن الروح التي سادت الشعب المصري بعد انتشار أعمال السلب والنهب لا يمكن أن تنقلب إلي عنف في المدرجات‏,‏ بشرط أن يتم نقل هذه الروح من الناحية الاجتماعية إلي الرياضية‏,‏ مضيفا أنه لا يمكن أن ينسي أنه وقف مع جيرانه في التجمع الأول‏,‏ ممسكا بسكين‏,‏ ليدافع عن أهله‏,‏ ويجد في الوقت نفسه الأهالي متجمعين‏,‏ ويجعلون لكل منهم وردية مناوبة لحماية بعضهم البعض ضد الخارجين علي القانون‏,‏ وهذا العمل غير المتوقع‏,‏ من الممكن أن يتحول إلي سلوك رائع في المدرجات بشرط أن نحافظ علي هذه الروح‏.‏
الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق