الجمعة، 1 أكتوبر 2010

غادة عبد الرازق تعيد تقديم سمارة و تعتزل التمثيل عند‮ ‬50‮ ‬عاماً


كش ملك‮«..
إنزلاق هند رستم إلي المنطقة الملغومة
استضافت المذيعة هبة الأباصيري في أولي حلقات برنامجها الجديد‮ "‬كش ملك‮" ‬الذي تقدمه علي قناة الحياة،‮ ‬الفنانة‮ ‬غادة عبدالرازق،‮ ‬صاحبة أكبر عاصفة من الجدل حققتها ممثلة هذا العام،‮ ‬خاصة بعد عرض مسلسلها‮ »‬الحاجة زهرة‮«‬،‮ ‬ورغم أني لست من هواة متابعة هذه البرامج التي لا تقدم ولا تؤخر،‮ ‬خاصة أنها تتعامل مع نفس النجوم الذين نتابعهم علي كل القنوات ولا نخرج منهم إلا بنفس الاحاديث الفارغة،‮ ‬إلا أن هناك بعض النقاط التي استوقفتني في الحوار،‮ ‬وأهمها‮: ‬حالة العقل التي بدت عليها‮ ‬غادة عبدالرازق فلم تتطاول أن تهاجم من كان له رأي سلبي في مسلسلها ومنهم‮: ‬الفنانة هند رستم التي قالت في حوار نشرته إحدي الجرائد،‮ ‬ما معناه أن‮ ‬غاده فرحانة بنفسها ومغرورة بجمالها،‮ ‬وكلمات أخري لا أذكرها ولكنها كانت كافية لإثارة‮ ‬غيظ أي واحدة مكان‮ ‬غادة،‮ ‬ولكنها قالت في هدوء وثقة‮: ‬إذا كانت الفنانة هند رستم قالت هذا الكلام فمعها حق،‮ ‬وأنا احترمها وأقدرها وسعيدة برأيها،‮ ‬وحاولت هبة الأباصيري ان تسخن الحلقة وتجيب‮ ‬غادة كده أو كده،‮ ‬ولكنها لم تستجب للاستفزاز مطلقا،‮ ‬ولم تخرج عن حدود اللياقة في الحديث عن نجمة لها تاريخ مثل هند رستم،‮ ‬ولكن ما يحيرني هو‮: ‬لماذا يحرص بعض الصحفيين علي أخذ رأي هند رستم في مستوي أداء نجمات اليومين دول؟ واعتبار أن رأيها لا يقبل النقاش او أنها مرجعية،‮ ‬فإذا اشادت بأداء نادية الجندي في نازلي يبقي خلاص ناديه الجندي أحسن ممثلة،‮ ‬وإذا لم يعجبها أداء فلانة تبقي فلانة وحشة؟ وطبعا لسنا في مجال تقييم تاريخ هند رستم فهي قدمت أدواراً‮ ‬كثيرة جيدة،‮ ‬وقدمت أيضاً‮ ‬أدوارا شديدة السطحية،‮ ‬خاصة في آخر عهدها مع السينما،‮ ‬ومع أفلام‮ »‬ملكة الليل‮« ‬أمام يحيي شاهين،‮ ‬و»الرغبة والضياع‮« ‬مع رشدي أباظة ونور الشريف و»عجايب يا زمن‮«... ‬وأفلام أخري لا أذكر اسمائها،‮ ‬ولكننا اعتدنا احترام كل من له تاريخ،‮ ‬واعتدنا ايضا ان نسقط التجارب السيئة لنجومنا ولا نترك مساحة للتقييم الموضوعي لمشوارهم الفني من باب تقديس كل ما هو قديم،‮ ‬ومع ذلك فلا يمكن أن نلوم هند رستم علي إبداء رأيها فهي حرة،‮ ‬فيما تحبه أو تكرهه،‮ ‬ولكننا نلوم بعض الصحفيين الذين يورطونها في تصريحات يمكن ان تفتح عليها باباً‮ ‬للهجوم أو للعتاب والمحاسبة،‮ ‬وهنا تبدو قيمه ذكاء سيدة الشاشة فاتن حمامة التي لا تسمح باستدراجها لمناطق ملغومة،‮ ‬فهي تعرف أكثر من‮ ‬غيرها أن لكل عصر آذان‮! ‬وهذا لو كان عندها كلمة حلوة تقولها وإذا ماكنش تفضل الصمت والسكوت،‮ ‬لأنه من ذهب والذهب بقي سعره‮ ‬223‮ ‬جنيهاً‮ ‬لعيار‮ ‬24‮ ‬يعني بقي‮ ‬غالي‮ "‬غلو السنين‮"! ‬وهذا الكلام لا يعني أن مسلسل‮ ‬غادة عبدالرازق كان كويس،‮ ‬ولكن من يريد أن يحلل المسلسل لابد وأن يبدأ بالسيناريو الذي كتبه مصطفي محرم،‮ ‬ولكن مش وقته الكلام عن‮ »‬زهرة وأزواجها الخمسة‮«! ‬ونعود إلي حوار‮ ‬غادة في برنامج‮ »‬كش ملك‮«‬،‮ ‬وفي التصريح الذي أطلقته حول نيتها اعتزال الفن بعد أن تبلغ‮ ‬الخمسين؟ وهذا التصريح يلقي الضوء علي طبيعة فهمها للأمور ولمعني التمثيل الذي يرتبط في ذهنها وفي ذهن الكثيرين بسنوات الشباب والأنوثة،‮ ‬وهومفهوم ضيق جدا ومحدود للغاية،‮ ‬ويحول الفنانة إلي مجرد سلعة ثمنها يقل كلما تقدمت في العمر،‮ ‬وإذا طبقنا هذا المنطق علي كثير من النجمات في مصر يبقي نختصر من قائمة أعمال فاتن حمامه الأفلام التي قدمتها بعد الخمسين مثل‮: »‬اريد حلا،‮ ‬ويوم حلو ويوم مر،‮ ‬وأرض الاحلام،‮ ‬وأفواه وأرانب‮«‬،‮ ‬ومسلسلات‮: »‬ضمير أبلة حكمت،‮ ‬ووجه القمر‮«‬،‮ ‬ونختصر من قائمة أعمال سعاد حسني فيلم‮ »‬الجوع،‮ ‬غريب في بيتي‮ ‬والراعي والنساء‮« ‬ومسلسل‮ »‬هو وهي‮«! ‬ونختصر روائع أفلام النجمات العالميات‮: ‬ميريل ستريب وجين فوندا وصوفيا لورين وهيلين ميللن،‮ ‬كاترين دينيف‮.. ‬وغيرهن من نجمات السينما العالمية،‮ ‬وإذا كانت‮ ‬غادة عبدالرازق تنوي فعلا ان تعيد تقديم فيلم سمارة في مسلسل تليفزيوني،‮ ‬فلماذا لا تسترجع تاريخ تحية كاريوكا التي نحتفل هذه الأيام بذكري رحيلها،‮ ‬فقد كانت واحدة من أهم ربات الجمال والأنوثة في السينما المصرية،‮ ‬وفيلمها‮ »‬سمارة‮« ‬نموذج لسنوات تألقها في أدوار المرأة الفاتنة صاحبة الجمال المتوحش التي توقع بالرجال،‮ ‬من مجرد ابتسامة أو نظرة عين،‮ ‬ولا أعتقد أن‮ ‬غيرها من فاتنات السينما المصرية في عصرها الذهبي يمكن أن‮ ‬يتقن أدوار المرأة الشعبية بالطريقة الفريدة التي انفردت بها،‮ ‬فقد حاولت هند رستم أن تقدم أدوار المرأة الشعبية والمعلمة التي ترتدي الملاية اللف فتطيح بصواب الرجال،‮ ‬وتشعل‮ ‬غيرة النساء ولكنها فشلت في ذلك كما فشلت‮ ‬غيرها‮ "‬برلنتي عبد الحميد،‮ ‬هدي سلطان‮" ‬فلفة الملاية وطقطقة الخلخال في رجل تحيه كاريوكا كانا لهما خصوصية لم تدركها ولم تصل إليها ممثلة أخري في تاريخ السينما المصرية،‮ ‬ومع ذلك،‮ ‬فالأدوار التي قدمتها تحيه كاريوكا بعد ان تخطت الخمسين لا تقل روعة ولا جمالاً،‮ ‬فمن‮ ‬غيرها يمكن ان يقدم شخصية شجرة الدر مثلما قدمتها في فليم‮ "‬واإسلاماه‮"‬،‮ ‬ومن يمكنها أن تقدم شخصية الأم كثيرة العيال الدلوعة مثلما قدمتها في فيلم‮ »‬أم العروسة‮«‬،‮ ‬بلاش ده كله من من ممثلات السينما المصرية القدامي أو الجدد يمكن ان تلعب شخصية المعلمة العجوز نعيمة ألماظية في فيلم‮ »‬خللي بالك من زوزو‮«! ‬هذا‮ ‬غير أدوارها المميزة في المسرح السياسي الذي كان يحمل اسمها مثل البغل في الأبريق،‮ ‬حضرة صاحب العمارة،‮ ‬ويحيا الوفد إن تحية كاريوكا نموذج مثالي للمراة الفنانة التي تألقت في كل مراحل عمرها،‮ ‬وكانت لها مساهمات إيجابية في الحركة الفنية حتي وهي تقترب من الثمانين،‮ ‬ويكفي دورها في وقفة الفنانين واعتصامهم في نقابة السينمائيين اعتراضا علي المادة‮ ‬93‭ ‬التي تتيح للنقيب ترشيح نفسه أكثر من فترتين متتاليتين‮ ! ‬لا يكفي ان تعيد‮ ‬غادة عبد الرازق دورا ناجحا لفنانة عاشت كل مراحل عمرها في عطاء لاينقطع،ولكن عليها أن تدرس تاريخها الفني ربما تغير رأيها وتدرك ان كثيراً‮ ‬من الأدوار المهمة لا تأتي للفنانة إلا بعد الخمسين‮!‬

الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق