يبدو أن الدراما التليفزيونية أيضاً سيطبق عليها فكرة التوريث بكل عيوبه هذا ما حدث مؤخراً وجعلنا نبتلي بمسلسل »العار« الذي طبق فكرة التوريث الدرامي بعمل كتب له السيناريو »أحمد محمود أبوزيد«، وكأنه توارث فيلم والده »العار« وقرر الاستفادة من فيلم حظي بقدر من النجاح وقت عرضه من منطلق أن مفردات الإبداع والسوق السينمائي في ذلك الوقت كانت قادرة علي استيعاب تلك النوعية من الأعمال وعلي طريقة وارث محل البقالة الذي قرر توسيعه والاستفادة من المنتجات الاستهلاكية العديدة فعمل منه »سوبر ماركت« رغم أن مساحته لا تصلح سوي أن يظل محل بقالة. فأنت أمام قماشة درامية لا يمكن تحويلها إلي مسلسل من ثلاثين حلقة إلا إذا قمت بحشوه بسلسلة من المشهيات والمفردات الدرامية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، تلك المشهيات بدأت ببناء الشخصيات في المسلسل والذي اعتمد علي الأبطال الرئيسيين في الفيلم ثم خلق لكل واحد فيهم عالمه مع إضافة أشخاص جدد والتفرغ بالأحداث لتشمل اتجاهات تصب رغم تشعبها في رافد واحد وهو المال الحرام وأثره علي المجتمع بطريقة غاية في السطحية والمباشرة في طريقة علاج الأحداث الدرامية وتشابك الأحداث مع توليفة من المشاهد المعتمدة علي الأفراد والإفيهات والحكايات المفتعلة والآراء الخارجة من كتب المطالعة، ومن منطلق حدوتة قبل النوم التي تكون فيها الشخصيات بنظام الأبيض والأسود والطيب والشرير، كانت الحلقات في كل يوم سلسلة متواصلة من لقاء الطيبين والأشرار وأداء مفتعل من كلا الفريقين مع الالتزام بالجملة الشهيرة والكليشيه المعروف من عواقب أكل المال الحرام ولأن الحكاية معروفة من البداية ومعتمدة علي اختلاط المال الحلال بالحرام من خلال التجارة المعلنة والأخري الخفية، والشخصيات مرسوم حدودها مسبقاً، لذلك فالسيناريست أمام إعادة الشكل الظاهري للشخصيات وعمل نيولوك كفيل بتحويل عمل مدته ساعة ونصف الساعة إلي ثلاثين حلقة، وبدأ هذا النيولوك بشخصية الأب التي كانت تسير علي الصراط المستقيم ولا تعرف عالم النساء ولكن مع الوريث »أحمد محمود أبوزيد« أو السيناريست كما يكتب علي التتر فإن الأب يقع في غرام فتاة جاءت لتشتري شنطة من أحد محلات فأحبها وتزوجها لنعيش عدة حلقات ومواقف في غرام المتصابي مع كل ما يتبع هذا الغرام والانتقام من أداء وملابس مفتعلة ومثيرة لصاحبة الإبداع الخاص في أداءتلك الشخصيات والمتخصصة فيها »علا غانم«، ثم يحدث التحول باللقاء المفتعل في شهر العسل مع رجل أعمال زوج لصديقتها، لنبدأ مرحلة أخري في الإثارة والتشويق علي طريقة أبوزيد الأب المعتمدة مسبقاً علي ابتعاد المنطق عن الأحداث، وتستكمل من خلال شخصية الأبناء التي تشعبت حكايات كل واحد فيهم فالكبير ليس زوجاً فقط لابنة تاجر مخدرات طيبة وحنونة وتساعده في أعماله في الفيلم ولكنها في المسلسل تنضم إلي قائمة الطيبين الرافضين للمال الحرام هذا الابن مختار نعيش معه حكاياته الغرامية والنسائية المخلوطة بأداء غريب ومفتعل من »مصطفي شعبان« وكأنه في حالة توهان مستمرة كنموذج للرجل المتعاطي للمخدرات، وأعتقد أنه يمكن الاستعانة بمشاهده في المسلسل ضمن حملة الإدمان التي يذيعها التليفزيون مؤخراً كنموذج لشكل وحركة متعاطي المخدرات!! وأما الأخ الآخر »أحمد رزق« فقد شاهدناه أكثر من عشرين حلقة نموذجاً للرجل المهزوم أمام الفتاة التي يحبها ويتزوجها والتي تحركه كأحد عرائس الماريونت، ثم تحول إلي وحش كاسر وتحولت الزوجة إلي حمل وديع، ومن أجل إضافة شخصيات جديدة للمسلسل تساعد علي حشو الحلقات ابتلي المشاهد بشخصية الزوجة وأهلها بتفاصيلهم الغاية في السذاجة وأغرق السيناريست في رسمها وكأنها ينقل بالمسطرة المتعارف عليه من شخصيات أفلام الأبيض والأسود التي كانت تقدم زوجات وعائلتها تدرس في نماذج الشر، وحتي هذا مقبول بشكل أنك أمام حدوتة قبل النوم ولكن المستفز هي المفردات العائلية لشخصية الابن الثالث ضابط الشرطة وحكاية ابنه الذي أصبح مريضاً والزوجة التي تدخل المصحة ثم الصديقة التي تموت ابنتها فتتبرع بقلبها لابنه وما تابع ذلك من حلقات من الرغي والتفاصيل العجيبة والغريبة التي تفوقت علي الأفلام الهندية بحرارة ليموت الابن كوسيلة لعقاب الأب وتنتحر الزوجة، ونعاني نحن من حوار ممل وممطوط وأداءمفتعل لـ»شريف سلامة«.. ولا مانع يا جماعة فكل شيء في عالم الدراما مقبول لأننا نتعامل مع سيناريو يقدم من كل فيلم أغنية، وعلي المشاهد اختيار ما يريد، وبالطبع لم ينس دور الأم لتصبح هي وابنتها نموذج الصالح والورع، ولأننا أمام عمل هندي والافتعال هو ركيزته فحدث ولا حرج علي أداء عفاف شعيب، تفاصيله البعيدة عن المنطق، و»كله كوم وما حدث في الحلقة الأخيرة كوم«، فقد تحولت الحلقة إلي مأتم كبير، وسلسلة متواصلة من انتقام الأبطال من بعضهم، وانهيار اقتصادي عالمي، وصراخ وعويل، وأعتقد أن بعض المشاهدين هربوا من أمام التليفزيون خشية أن تنالهم يد الاغتيالات والكوارث التي امتلأت في الحلقة.. وإذا كنت من عاشقي الكوميديا فيمكنك أيضاً الضحك طوال الحلقة علي المبالغات التراجيدية التي امتلأت بها المشاهد.. وكل مشاهد حسب مزاجه فإذا كنت غاوي نكد »هتعيط« وإذا كنت عاشقاً للضحك فستضحك علي نفسك لأنك واصلت 30 حلقة مع هذا الهراء. في النهاية يبقي مسلسل العار نموذجاً يدرس علي الاستسهال والحشو والأفكار سابقة التجهيز الخارجة من الفريز لتستخدم في سباق الدراما المحموم. حنان أبوالضياء
الوفد
موضوعات ساخنة :
*تأييد بطلان عقد تخصيص أراضى "مدينتى" لـ طلعت مصطفى اضغط هنا
..
* الحزب الوطنى الديمقراطي ينفى ما نشرته "الوفد" عن مواقفه..اضغط هنا
* القس تيري جونز مجنون أم متسلط أم غاوي شهرة !... اضغط هنا
* مشروع قانون لـ الأحوال الشخصية ... تمتع الزوجة المتزوجة عرفياً بكافة الحقوق ... اضغط هنا
* ويكيليكس ينوي نشر وثائق سرية عن حرب العراق .. اضغط هنا
* أحمد نظيف يحدد ملامح مرحلة ما بعد خروج محيي الدين ... اضغط هنا
* شباب مصر ... ثروة لم تستغل ! .. اضغط هنا
* محسن شعلان من محبسه : هؤلاء المتهمون الحقيقيون فى قضية "الخشخاش" ... اضغط هنا
* موجات "تحرش جماعى" بالفتيات فى الحدائق و المتنزهات .. اضغط هنا
*تأييد بطلان عقد تخصيص أراضى "مدينتى" لـ طلعت مصطفى اضغط هنا
..
* الحزب الوطنى الديمقراطي ينفى ما نشرته "الوفد" عن مواقفه..اضغط هنا
* القس تيري جونز مجنون أم متسلط أم غاوي شهرة !... اضغط هنا
* مشروع قانون لـ الأحوال الشخصية ... تمتع الزوجة المتزوجة عرفياً بكافة الحقوق ... اضغط هنا
* ويكيليكس ينوي نشر وثائق سرية عن حرب العراق .. اضغط هنا
* أحمد نظيف يحدد ملامح مرحلة ما بعد خروج محيي الدين ... اضغط هنا
* شباب مصر ... ثروة لم تستغل ! .. اضغط هنا
* محسن شعلان من محبسه : هؤلاء المتهمون الحقيقيون فى قضية "الخشخاش" ... اضغط هنا
* موجات "تحرش جماعى" بالفتيات فى الحدائق و المتنزهات .. اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق