السبت، 12 يناير 2013

العالم احمد زويل في ندوة الاهرام هيبة الدولة المصرية لابد ان تعود


استضاف الأهرام العالم المصري الكبير أحمد زويل في ندوة جمعته بصفوة من المفكرين وحضرها عبدالناصر سلامة رئيس تحرير الاهرام تحدث عالم نوبل العظيم خلال الندوة عن أهمية العلم والتعليم في نهضة الامم‏.
وتحدث عن مشروعه الحلم لبناء مدينة زويل للعلم والتكنولوجيا, ذلك الحلم الذي قضي ثلاثة عشر عاما, وهو يحاول اقناع النظام السابق بتنفيذه, وقال زويل انه لم ينفذ في حينه لأنه لم تكن هناك ارادة قومية للتنفيذ, وقال أنه للحق والتاريخ فان الرئيس محمد مرسي لديه قناعة بإتمام المشروع, وقد وقع بنفسه قانون الانشاء.
كما لم تخل الندوة من حديث ذي شجون حول الوضع الآن في مصر, وقال إنه لايخشي علي مصر من التقسيم الجغرافي فهذا غير وارد في بلد عظيم ظل متماسكا طوال5 الاف سنة, ولكنه يخشي علي مصر من التقسيم الايديولوجي ودعا زويل الرئيس محمد مرسي إلي اطلاق مبادرة حقيقية لجمع شمل المصريين وإعادة الهيبة للدولة.

> د. السيد يسين: الدكتور زويل لم يقدم للبشرية اكتشافا علميا مبهرا فقط, ولكنه صنع ثورة علمية, وهنا أنا استخدم تعبير فيلسوف العلم الأمريكي توماس صاموئيل كون في كتابه بنية الثورات العلمية وهذا الكتاب من أساسيات العلم الاجتماعي المعاصر لمن يريد أن يفهم تاريخ العلوم وتطور العلوم, وتوماس كون بدأ باحثا في الفيزياء قبل أن ينتقل إلي فلسفة العلم, وهو الذي ابتكر المصطلح الذي أصبح المصطلح الرئيسي لفهم تطورات العلم وهو مصطلح النموذج القياسي أو المعرفيbardem ومعناه هو اجماع المجتمع العلمي في لحظة تاريخية علي طريقة خاصة لفهم المشكلات ومناهج محددة لدراستها وفي لحظة مانخشي أن ينشأ نموذج قياسي أو معرفي جديد أكثر قدرة وفاعلية علي حل المشكلات.. وهنا يقول توماس كون إن تاريخ العلم وتاريخ صمود وسقوط النموذج المعرفي لثورة علمية ليس مجرد اكتشاف علمي وانما طريقة للنظر إلي الاشياء.. ولو نظرنا لتاريخ العلم نجد أن الاكتشافات الكبري في تاريخ العلم كانت لها امتدادات ونتائج علي فروع أخري من العلم, لم تكن متوقعة.
> سمير الشحات: أثناء مشاهدة فيلمAbeautifulmind العقل الجميل عن حياة العالم جون فوربس ناش الحائز علي جائزة نوبل في الاقتصاد, خطرت لي بعض الاسئلة منها: مامعني العقل الجميل والسؤال الثاني هو: هل يمكن إقامة بحث علمي في مجتمع يعاني من انتشار الأمية.
والثالث: ماجدوي البحث العلمي مع انتشار الأمية؟
> د. زويل: فيلمAbeautifulmind يحكي عن حياة ناش العالم الرياضي ونظرية الالعابgametheory وهي تحليل رياضي لحالات تضارب المصالح بغرض الاشارة إلي أفضل الخيارات الممكنة لاتخاذ قرارات في ظل الظروف المعطاة لتؤدي إلي الحصول علي النتيجة المرغوبة, وهذه النظرية لها استخدامات كبيرة في الاقتصاد والتفاوض التجاري, وأعتبر هذا الفيلم من الأفلام الرائعة وأنا قابلت ناش وهو للأسف يعاني من مرض الانفصام, ورغم أن البعض يعتبر ناش مريضا عقليا أو مجنونا إلا أن ناش في الحقيقة هو رجل جميل لديه عقل جميل استطاع به أن يحصل علي جائزة نوبل, واستطاع بنظريته أن يقدم نظرية الاتزان في الاقتصاد, والتي أسهمت في ارتقاء المجتمع العالمي وأنا أري أن التعليم هو الحجر الاساسي لأي تقدم لاي مجتمع, والتعليم هو سبب نهوض المجتمعات وتقدمها.. وفي رأيي ان العلم يمكنه أن يجد حلولا لكل مشكلات المجتمع بما فيها ثقافة التعامل مع الآخر.. التعليم والثقافة يهذيان الانسان وأتذكر ان وزارة التربية والتعليم كانت تسمي قديما بوزارة المعارف والحقيقة أن الاسم القديم كان أكثر بلاغة وأعمق لان المعارفknowledge أكبر وأعمق من التعليمEducetion وفي رأيي أنه بدون تعليم وعلم حقيقي من المستحيل تحقيق إنتاج وكلما زاد العلم والتعليم داخل المجتمع زاد إنتاج هذا المجتمع وتقدمه.
واذا كان سؤالك تقصد به ما جدوي البحث العلمي في مجتمع يعاني من ان نسبة أمية تزيد علي40% فأنا أري أن الأمل هو في تعميق البحث العلمي, واتذكر عندما ذهبت لالقاء محاضرة في الهند.. قدموا لي كتيبا عن الزعيم نهرو يتحدث فيه عن البحث العلمي وأهمية بناء القاعدة العلمية كأولوية سياسية له ولسياسته وكان ذلك في الخمسينيات من القرن الماضي.. نجد ان نهرو لم يفرق بين البحث العلمي والسياسة وعندما قالوا له أن الهند بلد فقير قال نهرو إن هذا بالضبط هو السبب الذي يدعونا إلي ضرورة الانفاق علي البحث العلمي والتعليم أكثر وأكثر, ومن هذا المنطق نحن في أشد الحاجة لبناء قاعدة علمية.
وأحب أن أذكر مثالا آخر علي اهمية تطور الفكر والبحث داخل المجتمعات.. وهو أن طالبين من جامعة ستانفورد قاما بتحضير رسالة الدكتوراه حيث افترضا أن محرك البحث الذي يقوم بتحليل العلاقات بين مواقع الويب من شأنه ان يوفر ترتيبا لنتائج البحث أفضل من الموجود الآن وقد أطلقوا عليه اسمgoogle وكان هذا عام1997, وأصبح جوجل أهم محرك بحث في العالم.
وفي الوقت الذي رفض فيه أساتذة الطالبين هذه الفكرة, وقالوا لهم هذا كلام فارغ لكن البحث والعمل والتعليم الجيد حول الفكرة المرفوضة إلي عمل عظيم له بصمة علي كل من يتعامل مع الانترنت.
وفي رأيي أن التعليم الجيد الحقيقي يصل بصاحبه لفكر جديد ومختلف, وهذه الفكرة تحولت إلي واقع ومليارات الدولارات التي دخلت إلي الولايات المتحدة الامريكية, ولاشك أن أمريكا تقود العالم بقوتها الناعمةsoftpower وجوجل هو احد تجليات هذه القوة.. مثال آخر.. شركة آبلApple التي تعمل علي تصميم وتصنيع الالكترونيات ومنتجات برامج الالكترونيات لديها فائض مالي يصل إلي200 مليار دولار, ونحن هنا في مصر نعاني ونتفاوض ونتناقش مع صندوق النقد الدوليIMF ليمنحنا قرضا قيمته4.8 مليار دولار, وتحضرني هنا مقولة للمدير التنفيذي وصاحب قصة نجاح أبل الذي رحل منذ أكثر من عام يقول ستيف جوبز ان الابتكار هو الذي يخلق الفارق بين القائد والتابع.
وما أريد أن أصل إليه هو ان التعليم الحقيقي المتطور والجيد هو الذي يصل بصاحبه إلي فكر جديد يستطيع به أن يتقدم للأمام هو ومجتمعه, ويستطيع ان ينافس بافكاره هذه في السوق العالمي, وبدون تعليم حقيقي وبحث علمي صادق لن يتقدم أي مجتمع.
واذا عدنا إلي مصر والوضع الراهن.. أقول أنا أحاول بناء قاعدة علمية منذ13 سنة, ولكن النظام السابق كان ضد هذا.. ولا أحد يستطيع ان يتجاهل ان الهند وهو بلد يعاني من الفقر المدقع الشديد إلا ان لديه في الوقت نفسه واحدا من أكبر معاهد التكنولوجيا في العالم, والهند الآن ثاني اكبر دولة في العالم في مجال البرمجيات بعد الولايات المتحدة الامريكية واكبر مصدر للبرمجيات ولديها نحو300 الف مبرمج كمبيوتر يملكون750 شركة في وادي السليكون, واذا عدنا إلي مصر فرأيي أن الحل هو بناء قاعدة علمية والاهتمام بتكوين مراكز علمية متميزة, هذه المراكز هي التي ستصنع النهضة والتقدم لهذا الوطن.. وطبعا هذه المراكز العلمية لن تكون جزرا منعزلة عن المجتمع بل بالعكس ستكون فعالة ومؤثرة وجاذبة.
كنت منذ أيام أتحدث مع الدكتور أحمد جلال وهو عضو في مجلس الامناء للمدينة.. وكنا نتناقش عن تركيبة المدينة.. فمدينة زويل مكونة من مكونات أساسية: الجامعة ومراكز بحوث متميزة في الطاقة وعلوم الطب والاقتصاد والنانوتكنولوجي, فعلينا ان نواكب كل علوم العصر, لكن ايضا علينا أن نضع الوضع المصري في الاعتبار وعلينا اجراء أبحاث مثلا عن مرض الكبد الوبائي كمرض مستوطن في مصر والطاقة الشمسية التي ـ للآسف ـ حتي الآن لم نستفد بها رغم أنها مصدر مهم جدا للطاقة.
وسنعمل في مدينة زويل علي ربط الدراسة والعلم والبحث بزيادة الانتاج.. حتي لاتكون الدراسة والبحث داخل المدينة مجرد عمل أكاديمي.. وايضا نعمل علي الاهتمام الجدي بالجانب الاجتماعي والثقافي بجانب العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة.
> الدكتور أحمد جلال الخبير الاقتصادي عضو مجلس أمناء جامعة زويل للعلوم تحدث عن الاحتياج للعلوم الاجتماعية في الدراسات العلمية وقال: اتذكر مقولة الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل.. ليت كل المهندسين والأطباء يدرسون احد العلوم الاجتماعية ففي ظل الجوانب العلمية البحتة تبرز الحاجة إلي الجانب الانساني وهذا ما تحدثنا عنه في الاجتماع الأخير للمجلس وكان هناك توافق علي ضرورة تطعيم الجانب العلمي ببعض العلوم الاجتماعية أو الانسانية, وأقول في هذا المجال إن أحد علماء الاقتصاد توقع خراب العالم نظرا لزيادة السكان بمتوالية هندسية وتزايد الموارد بمتوالية عددية, وانه في يوم ما سوف يأكل بعضنا بعضا, ونسي أن يأخذ في اعتباره التقدم العلمي فالتكنولوجيا الحديثة استطاعت ان تغير احوالنا بشكل جوهري, فنحن كاقتصاديين نري أنه من دون التقدم العلمي كانت حياتنا صعبة جدا وما كان متوسط عمر الفرد في هذه الأيام يصل إلي68 سنة, فيما كان عام1970 نحو48 عاما في المنطقة العربية. ففكرة التقدم العلمي ليست رفاهية.
واقترح ان يبدأ دور مدينة زويل للعلوم في التعاون مع المراكز الأخري بالتوازي مع اصلاح التعليم, الذي لم تبدأ مناقشته بعد, فكلما يقول احد انه مهتم بالتعليم تجده ينفق عليه اموالا كثيرة وهذا قد يكون ضروريا احيانا, لكن ديمقراطية التعليم مع تميزه,لابد أن يسيران بالتوازي معا, ونحتاج للتفكير النقدي وحل المشكلات, فالطريقة التي نتعلم بها غير صحيحة وفي النهاية لسنا ضمن أهم جامعات العالم, فمن ينظر إلي مقاييس التقدم العلمي يجدنا غير موجودين علي خريطتها فلابد من وجود برنامج لاصلاح التعليم.
> السيد يسين: عندنا مشروع لاصلاح التعليم أعدته مجموعة من كبار الأساتذة المصريين الدارسين بالخارج ومنهم الدكتور كمال نجيب من الإسكندرية, وكنا قد تبنينا بمركز الدراسات بالأهرام منذ20 عاما موضوعا عنالتعليم والديمقراطية وسيعقد مؤتمر في هذا الشأن قريبا بالأهرام بدعم ورعاية من الأستاذ عبدالناصر سلامة رئيس التحرير بحضور اكبر خبراء مصريين ويضم ابداعات الجيل الجديد من اساتذة التربية وجيل الوسط.
>جلال: ان الاقتصاديين يفكرون طوال الوقت في كيفية نجاح دول وفشل أخري والتفسيرات متنوعة في هذا الصدد منها الثقافة والعبقرية التي نملكها أو التي نولد بها, اما التفسير الذي اعتقد انه صحيح فهو ان السياسة ونظام الحكم في دولة ما هما النهوض بالبلاد أو اخذها إلي الوراء, وأدعو الجميع إلي قراءة كتاب لماذا تفشل الشعوب.
وسؤالي للدكتور أحمد زويل: هل يمكن أن نحقق النهضة العلمية المستدامة والتنمية المستدامة والتوافق الشعبي من دون الانتقال من الحالة التي نحن عليها إلي حالة أكثر تمدنا بلا إقصاء؟
> زويل: ان بعض الناس تفصل بين الاقتصاد والسياسة وهذا خطأ, حتي التعليم مشكلة في مصر فمهما عملنا من مؤتمرات وطبعنا من كتب, فلن تجدي نفعا ما لم تكن هناك ارادة سياسية واضحة مثلما حدث في كل من ماليزيا وتركيا والصين التي صنعت نظاما من لا نظام.. فما كانت لتنجح إلا عندما ادخلت فكرة السوق الحرة في النظام الشيوعي الاشتراكي.
عندما ذهبت إلي مدينة كالتاك عام1970 والتي حازت علي35 جائزة نوبل في العلوم والطب والتي لا ينضم اليها سوي القمم من الطلبة فكانت غالبيتهم وقتها من الأمريكيين, بينما الآن70% منهم من الصين وكوريا الجنوبية وتايوان, لأنهم استثمروا في التعليم منذ15 عاما لبناء المستقبل فأصبحوا بعد10 سنوات يصدرون المعرفة لأمريكا.
وأنتهز الفرصة وأقولها للتاريخ: ما كانت توجد إرادة قومية عند بدء مشروع مدينة زويل بل واجهنا محاربة قومية, وحتي بعد الثورة عندما استصدرنا قانونا من مجلس الوزراء, وللتاريخ أيضا أقول إن الرئيس الدكتور محمد مرسي وقع علي القانون لأنه رأي بالفعل أهميته لانطلاق النهضة العلمية من مؤسسة تحمل اسم( النهضة العلمية في مصر).
> وجه المستشار عدلي حسين رئيس محكمة استئناف القاهرة الأسبق تساؤلات عدة للعالم الكبير تحمل تخوفه علي المشروع ـ حسبما ذكر ـ منها التمويل الذي يحتاج إلي ملياري دولار, وجهته, وهل من ضمان له ومدته, كما سأل عن المادة التي تضمنها الدستور الجديد عن تعريب للعلوم وتدخلات السلطات الدينية الحاكمة الموجودة في الفترة الأولي لحضانة المشروع.
ولفت حسين إلي عزوف الطلاب عن الدراسة بالجامعات الحكومية معتبرين من يلتحق بها بيئة واتجهوا للجامعات الخاصة التي يعتبرونها كريمة الجامعات ليتباهوا بذلك.
وقال عدلي حسين إن نظام التعليم في مصر يحتاج إلي جراح ماهر, وقال إنه حين كان محافظا كان يضطر لمخالفة كل القواعد لمحاولة حل أزمة التعليم التي هي مأساة كل عام, أن مراكز البحوث عليها النظر إلي التعليم بجانب الحرص علي التأهيل لسوق العمل كما فعلت دول فقيرة مثل الفلبين.
> الدكتور زويل: أنا مقتنع تماما بأننا لن نشحت من الخارج حاليا, وأنه ما لم توجد إرادة قومية لن نحقق شيئا, فإذا كانت مصر جادة في بناء القاعدة العلمية والفكرية لابد أن نضع نحن المصريين النواة الأولي وبالتالي ستأتينا الأموال ونحن جالسين ـ مع كامل احترامي لكل الأخوة العرب ـ أتمني مشاركتهم طبعا وأيضا الأمريكان والأوروبيون بدلا من أن نطلب منهم كل شواية5 مليارات جنيه, وأحب هنا أن أشير إلي الوعي الكبير للشعب المصري عند بدء الحملة لجمع التبرعات للمدينة, كما أجدها فرصة للاشادة بعدد منهم, من بينهم بالطبع رجل الصناعة الدكتور حسن عباس حلمي الذي تبرع بقيمة250 مليون جنيه, بجانب مجموعة من أهل مدينة بورسعيد الذين لا يتعدي راتب الواحد منهم ا لـ450 جنيها ويودعون مبلغ258 جنيها شهريا في حساب المدينة يجمعونه من بعضهم وهم سعداء بذلك, هؤلاء غاليين جدا عندي, واحب أن أشير إلي عدم تقاضي مجلس الأمناء أي رواتب وانهم متطوعون, وكلي ثقة في وضع اللبنة الأولي للمشروع من خلال المصريين.
وفيما يخص الطبقية أقول إنه لن يتم حرمان أي طالب أو طالبة مصرية من الالتحاق بالجامعة مهما كان مستواه الاجتماعي والشرط الوحيد هو الكفاءة العلمية وقدراته.
> زينب عبدالرازق: سؤالي حول الفتح العلمي الجديد الذي يعكف عليه زويل وفريقه حاليا منذ عدة سنوات, خاصة أن أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ كان قد توقع حصولك علي نوبل لثاني مرة بسبب هذا البحث.
> زويل: كان الجزء الأول من نوبل عبارة عن موضوع الليزر والزمن وبدأنا نستخدم هذا في المجال البيولوجي والطب من خلال الميكروسكوب رباعي الأبعاد لنتمكن من رؤية الخلية الانسانية ورصدها في4 أبعاد سواء بالنسبة للزمان أو المكان معا, فمن قبل تمكنا من مشاهدة المادة في تحولها للزمان ولا نستطيع مشاهدة اشكالها, بينما الآن استطعنا ان نفعل هذا وعندنا براءة اختراع, وهذا بالنسبة للعلماء يعتبر نهاية المطاف والحمد لله حققنا تقدما كبيرا في هذا المجال.
> زينب عبدالرزاق: إذا سمحتم لي سأنتقل بالحوار الي الهم الوطني وسؤالي هو: هل تري شبح الانقسام في مصر.. وهل من الممكن لبلد متماسك طوال5 آلاف سنة أن ينقسم الي دويلات؟
>زويل: لا يمكن تقسيم مصر جغرافيا لأسباب كثيرة جدا منها أنه مر علي هذه البلاد عبر أكثر من5 آلاف سنة مالم تمر به أي حضارة من الحضارات من أحداث أدت الي الانقسام, ولم تنقسم مصر جغرافيا.. ولكن ما أخشاه علي مصر حقيقة هو الانقسام الايدلوجي أو الفكري, فالانقسام السياسي معروف بكل الديمقراطيات بما فيها أمريكا حيث يوجد ديمقراطيون وجمهوريون, كما أن فيها أيضا حزب كنبة مثل مصر.. ولكن التقسيم الذي يقلقني في مصر هو التقسيم بين الاسلاميين والليبراليين.
وقد كتبت مقالا في النيويورك تايمز قلت فيه للأمريكان إن الإسلام لا علاقة له بما يحدث الآن من خلط بين الدين والسياسة واستخدام أيهما لمصلحة الآخر.
> زينب عبدالرزاق: بعد أيام ستحل الذكري الثانية لثورة25 يناير, والملاحظ أن الكثيرين لا يشعرون بالرضا ومتخوفون من المستقبل.. هي أنت راض عن الأحوال المصرية الآن, وكيف تري المشهد المصري الآن؟
> د. أحمد زويل: الثورات في تاريخ الأمم لا تمر هكذا بسهولة, ولابد من متاعب مخاض قبل الولادة.. والثورة ليست( شهر عسل) ولابد فيها من أحداث مقلقة بل ومخيفة في بعض الأحيان, وما يحدث في مصر الآن من توترات يرجع الي أسباب كثيرة منها وبلا شك برامج التوك شو التي تحتفل بالصراع بين المتخاصمين فتؤجج المناخ العام في البلاد.
والحقيقة أن الوضع في مصر مابتنيمنيش وبالي مشغول جدا لأني من تراب هذا الوطن, وعندي يقين من أن امكانات هذا الوطن هائلة وأن لدينا طاقة من القوي البشرية قادرة علي تحقيق المستحيل, وعندما قالوا لي لماذا إصرارك علي إنشاء المشروع في مصر, بينما رصدت السعودية لتنفيذ الفكرة15 مليار دولار, قلت لهم إننا في مصر نستطيع أن نقوم بذلك بواحد علي عشرة من هذا المبلغ بفضل القوة البشرية المصرية.
وما أرجوه الآن من الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية هو القيام بمبادرة حقيقية للم شمل الشعب المصري واعتبار الذكري الثانية لثورة25 يناير عيدا قوميا للعمل والانتاج.
> عبدالناصر سلامة: في الحقيقة أري أن الحديث عن مبادرة لم الشمل هو تبسيط للأمور, فنحن أمام قوي سياسية تعارض النظام لكراهيته وليس من أجل المعارضة, بدليل أنه في الوقت الذي يرجو فيه الدكتور زويل بأن تكون ذكري الثورة هي فرصة للدعوة الي العمل والانتاج نري من يدعون الي اسقاط النظام واسقاط الدستور وكل شيء.
المشكلة أن الأمر لم يعد سهلا, والكل يخطئ, النظام أخطأ في أشياء مثل قانون العزل السياسي مثلا, فهو لا يتحدث عن الذين تم ادانتهم بموجب حكم قضائي, والمعارضة تخطئ, واللقاء بين الطرفين أصبح صعبا في ظل وجود100 ألف بلطجي ومسجل خطر بالشوارع يقولون إنهم من الثوار.. نحن بالفعل في أزمة حقيقية, ولا يوجد لدينا مشروعا قوميا نلتف من حوله كما لا توجد قرارات حازمة وقوية تشعرنا بأن هناك أملا في المستقبل.
> د. زويل: بالفعل نحن في أزمة حقيقية, ولابد من عودة هيبة الدولة, ففي ظل الاستغلال السييء لمناخ الحرية يفعل كل شخص ما يشاء, وهذا خطر وخطأ مخيف, كما أنه من المحزن أن نصل الي هذه الدرجة من السوء.. ألا نستطيع مواجهة يوم مطير, بينما يواصل الآخرون ارسال مركبات الي المريخ.. ومحزن أيضا أن نظل نتكلم عن قطعة أرض لمدينة العلوم والتكنولوجيا في مدينة6 أكتوبر.
 
زويل: تربطني بـالأهرام صلة عاطفية قديمة
وجه العالم المصري الكبير الدكتور أحمد زويل تحية خاصة لـ الأهرام قبل بداية الندوة قال فيها: تربطني بـالأهرام صلة عاطفية قديمة ورغم صدور جرائد عديدة في مصر إلا أن الأهرام له مكان ومكانة خاصة جدا لي ولجيلي, والأهرام بالنسبة لي منارة الفكر والأدب واتذكر انتظاري لأهرام الجمعة بالذات لقراءة بصراحة للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل, واتذكر قمم الأهرام التي لا مثيل لها.. أحمد بهاء الدين وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ولويس عوض ويوسف ادريس.
الأهرام بالنسبة لي مدرسة ومؤسسة عظيمة.
أعد الندوة للنشر:
زينب عبدالرزاق ومحمد شرابي
شارك في الندوة
 السيد يسين.. المفكر السياسي
 د. أحمد جلال.. الاقتصادي العالمي ورئيس المنتدي الاقتصادي العربي
 د. محمد السعيد أدريس.. الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام
المستشار عدلي حسين.. رئيس محكمة الاستئناف سابقا
 سمير الشحات - منصور أبو العزم


المصدر الاهرام
==========

اقرأ أيضا :


* وما أدراك ما الجيش إذا غضب ! ... اضغط هنا
الجنسينج ، فوائد عظيمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق