تسبقني دموعي وأنا أكتب إليك هذه الرسالة, فالألم الذي أعانيه يفوق كل آلام البشر, والعاصفة التي تعرضت لها زلزلت كياني, وأحالت حياتي إلي جحيم, فصرت عازفة عن الحياة وانتظر بفارغ الصبر اليوم الذي أرحل فيه عن الدنيا.
فأنا سيدة في الخامسة والأربعين من عمري نشأت في أسرة كثيرة الخلافات دائمة المشاجرات, أبي وأمي متصارعان طوال الوقت, ولأسباب تافهة في أغلب الأحيان, وكنا ثلاث بنات وولدا, وأختي الصغري هي صديقتي الوحيدة, أشعر معها بالراحة والطمأنينة وأفضفض لها عما يجيش به صدري, ومنحتها الحب والحنان الذي افتقدناه في أسرتنا.
ووهبني الله قدرا من الجمال والقبول فبديت للشباب فتاة مرغوبا فيها, وطرق بابي كثيرون وتصورت وقتها أن المال هو السبيل الوحيد للسعادة, فوافقت علي خطبتي لشاب من أسرة ثرية, ولم تمض أسابيع حتي تأكدت من خطأ اختياري, فطلبت من أبي فسخ الخطبة, وأصررت علي طلبي, ولان موقفه أمام بكائي وتوسلاتي, وأيقن أن هذه الزيجة إذا تمت سوف تنتهي سريعا وأعود إليه وأنا أجر أذيال الخيبة والندم, فاتصل بخطيبي وأفهمه موقفي وانهي الخطبة بسلام فتنفست الصعداء, وتطلعت إلي ما أحلم به من أن ارتبط بشاب يحبني وأحبه لذاته, وليس لماله, وظللت أدعو الله أن يرزقني به, حتي استجاب لدعائي بعد وقت قصير من فسخ خطبتي, وجاءني شاب نحيف, وسيم, ذو عينين خضراوين, حنون, رقيق, فأحببته بكل كياني من أول نظرة, وبعد أن جلس مع أهلي وشرح لهم ظروفه, انصرف علي وعد ببحث طلبه والرد عليه, وقالوا لي انه شاب فقير لن يوفر لي الحياة المستقرة التي كنت سأحياها مع الشاب السابق, وامهلوني يومين للتفكير وإبلاغهم بقراري الذي سأتحمل تبعاته وحدي, فلم أكمل المهلة ورجوتهم الموافقة عليه, ونزل أبي علي رغبتي وزوجني له.
وبدأت حياتي معه, أحب ما يحب, وأري الدنيا بعينيه, وبلغ ارتباطي به إلي حد اننا كنا ننام ونحن متشابكا الأيدي كالأطفال, وكنت أجري نحو الباب لأكون في استقباله عندما اسمع صرير المفتاح, وجاءه عقد عمل في الخارج بعد الزواج بشهور فسافرنا وانتظمت حياتنا هناك وعرفت المعني الحقيقي للسعادة الزوجية والأسرية التي افتقدتها في بيت أبي.
ومرت خمس سنوات كاملة كأنها ثوان معدودة والتفت الي نفسي فوجدتني لم أنجب بعد لكني لم ألحظ عليه ضيقا ولا تبرما, ففاتحته في أمر الانجاب فرد علي: انت صغيرتي وكل شيء في حياتي... ولم يخيب الله رجائي في الانجاب, فإذا به سبحانه وتعالي يرزقني بثلاثة أولاد أصغرهم يشبهني تماما, ويناديه دائما باسمي, وكان يداعبه ويقول له: انت عارف كم أحبك لأنك شكل ماما ثم يضحك ونضحك جميعا, وقد أحاطتنا العناية الالهية والرضا والقناعة بما وهبنا سبحانه وتعالي اياه. وما أجملها الحياة حين يرضي الانسان بما قسمه الله له, إذ يزيده من فضله وكرمه, وهكذا ابتسمت لنا الدنيا, وعدنا الي مصر ولم تمض اسابيع حتي حصل زوجي علي وظيفة ممتازة بمرتب كبير, وعملت أنا أيضا في عمل مناسب, واشترينا شقة في مكان راق بجزء كبير من مدخراته في الخارج.
وأصيبت أمي بوعكة صحية وأجريت لها تحاليل عديدة أثبتت إصابتها بمرض خطير, ورحنا نطوف بها المستشفيات بحثا عن العلاج, وآزرني زوجي في الاتصال بالأطباء, والحجز لديهم, ولم يهدأ له بال نحو ثمانية أشهر طويلة من العذاب حتي أسلمت أمي الروح الي بارئها فحزنا عليها حزنا عظيما, وصارت حديثنا في الصباح والمساء نلتمس لها الرحمة, وندعو لها بالمغفرة.
ومرت شهور ولاحظت ان زوجي أصبح كثير الانفراد بنفسه ويعاني صداعا مستمرا وبعد فحوص شاملة قيل له انه مصاب بنزلة برد شديدة أثرت علي جسده كله, وتعاطي أدوية كثيرة لكن حالته لم تتحسن وظننت أن التكييف هو السبب فأغلقته تماما, وأصررت علي عدم تشغيله.
أما هو فلم يعر هذا الأمر اهتماما وبدأ في الحديث معي عن الموت, وأنه يتمني أن يموت قبلي, لأنني سأكون أكثر حرصا علي أولادنا, وشرح لي كل شيء عن الأوراق المهمة الموجودة بحوزته, والتي تتعلق بممتلكاته, ووصيته, إلي آخر هذا الكلام الذي أصابني بالأوجاع, وتصورت انه يعاني حالة اكتئاب شديدة, واننا يجب أن نغير أسلوب حياتنا, حتي لا يشعر بالملل, لكنه ظل علي موقفه وانعزاله عنا معظم الوقت.
وذات ليلة رأيت في منامي انني ارتدي بنطلونا أسود اللون وقد فقدت كثيرا من وزني, وتلفت حولي لكي اتحدث معه فلم أجد غير طيفه الذي لم يرد علي, وصحوت من نومي مفزوعة لكني لم أخبره بذلك.
ولم أفهم معني هذا الحلم, وتناولنا طعام الإفطار معا كالعادة, وقال لي انه لن يستطيع الذهاب الي عمله لإحساسه بالتعب, فاستأذنته في الخروج لشراء بعض أغراض شهر رمضان وكنا وقتها في الاسبوع الأخير من شعبان وقبل أن أعود الي المنزل اتصل بي علي هاتفي المحمول وسألني أين أنت فأبلغته بأنني في الطريق اليه, ففاجأني بأنه تقيأ كل ما أكله, وأن صدره مكتوم, ثم أغلق التليفون فارتبكت بشدة,وأخطأت في الاتصال برجال الاسعاف أكثر من مرة, حتي وصلت اليهم اخيرا وجاءني الطبيب علي عجل ووقع الكشف الطبي عليه ثم قال لي: ليس به شيء وأوصاني بأن أطعمه!! فصرخت: كيف وهو أمامك لا يتحرك.. فلم ينطق الطبيب ثم تركني ومعه رجال الاسعاف, وقبل ان يصلوا الي باب الشقة بدأت حشرجة الموت في صوته فأمسكت بيديه ونظرت الي عينيه الجميلتين ورجوته أن يرد علي لكن روحه صعدت الي بارئها, مات حبيبي وزوجي بين يدي وتركني وأولاده بلا سند نلاطم أمواج الحياة التي لم نعرف لها طعما من بعده.
انني لم أفق من الصدمة حتي الآن ولا أعرف ماذا سأفعل غدا؟.
ولكنني أقول دائما عقب كل صلاة: الحمد لله علي كل حال,, وقد أردت برسالتي إليك ان أقول لقرائك: إن الترابط الروحي بين أي زوجين هو أغلي من كنوز الدنيا, وسوف أظل علي عهدي معه إلي أن ألقاه وأسأل الله عز وجل ان يسكنه فسيح جناته... ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالي.
{{.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: توقفت عند رسالتك كثيرا فوجدت أنها تتضمن أمورا ثلاثة مردها الي الله عز وجل, ولا دخل للإنسان فيها, وهي الأجل, والرزق, والابتلاء بالمرض, وعندما يدرك الإنسان هذه الحقيقة ويوكل أمره الي خالقه لا يخشي شيئا, ويرتاح ضميره, وتهدأ نفسه, ويحمده علي كل حال, وأراك كذلك يا سيدتي بما منحك الله من صبر وقدرة علي التحمل والاتساق مع نفسك.
لقد كان بإمكانك أن تتزوجي خطيبك الأول الميسور, مثلما تفعل البنات عادة بمباركة أسرهن, ولكنك أدركت بفطرتك السليمة, واحساسك الصادق, أن الغني ليس غني المال, وانما هو غني النفس, ووجدت ضالتك في زوجك الراحل الذي فتح الله عليه أبواب الرزق بعد أن أخذ بالأسباب, وبذل كل ما يستطيع من جهد.
والواضح أن اخلاصه لك وشفافيته في التعامل مع الآخرين وصدقه مع نفسه, من أبرز العوامل التي جعلته يحس بدنو أجله, فأرشدك الي مكان أوراقه, ومستندات ما له وما عليه, وكل شيء يخصه, بل وكتب وصيته, وطريقة تصريفك للأمور من بعده, وهذه هي قمة الإيمان, ولاشك أن صنيعه إن عبر عن شيء, فإنما يعبر عن قربه من الله, فكشف له عن بعض الجوانب التي تخفي علي البشر, وهذا هو حال الصالحين دائما.
لقد أدي زوجك الراحل ما عليه حتي المشهد الأخير في حياته, حين أوصاك علي أبنائكما, واطمأن الي حسن تربيتك لهم, وقد آن الأوان أن تهدئي بالا, وأن تدعي الأمر لله, فلا دوام لحال, وحياتنا تتغير كل لحظة, وأتذكر قول الشاعر:
دع الأمـــور تـجــــــري في أعنتـــها..
ولا تنـامــن إلا خـــالي البــــال
ما بين غمضة عين وانتباهتها..
يغـير الله من حـــال إلـي حــال
وانني علي يقين من أنك سوف تخرجين من دائرة الأحزان أكثر قوة وصلابة, وأكثر إيمانا وارتباطا بالله إعمالا لحكمته وسنته في الابتلاء, وسوف تستشعرين حلاوة الإيمان وتنتصرين في الحياة, ولو بعد حين.
فتحليك بالصبر واعتصامك بالمولي سبحانه وتعالي, وتوكلك عليه, وابتغاء مرضاته, سوف يساعدك علي اجتياز محنتك حيث يقول عز وجل ((الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله, ألا بذكر الله تطمئن القلوب( الرعد:28), وبغير الإيمان تنتفي السعادة, ولا يكون هناك أمن ولا طمأنينة,(( وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير( البقرة:107).
إذن عليك أن تتجاوزي أحزانك, وتتطلعي الي تربية أولادك, واستكمال رسالتك معهم, وهو الهدف الأسمي الذي أوصاك به زوجك في أيامه الأخيرة, فقد أوكل اليك هذه المهمة لعلمه أنك قادرة علي احتوائهم والوقوف الي جانبهم وليس أي فرد آخر في عائلته, ومهما بلغ بك الحزن فلن يعود زوجك, تلك هي قسمة الله, وهذا قضاؤه وعليك التسليم بإرادته والتعايش مع آلامك وأحزانك, فإذا أكملت مهمتك معهم سوف تنالين رضا الله, وطمأنينة نفسك وسعادة أسرتك.. واسأله سبحانه وتعالي لزوجك المغفرة ولك الثبات, ولأولادك النجاح والتوفيق والسداد.
ووهبني الله قدرا من الجمال والقبول فبديت للشباب فتاة مرغوبا فيها, وطرق بابي كثيرون وتصورت وقتها أن المال هو السبيل الوحيد للسعادة, فوافقت علي خطبتي لشاب من أسرة ثرية, ولم تمض أسابيع حتي تأكدت من خطأ اختياري, فطلبت من أبي فسخ الخطبة, وأصررت علي طلبي, ولان موقفه أمام بكائي وتوسلاتي, وأيقن أن هذه الزيجة إذا تمت سوف تنتهي سريعا وأعود إليه وأنا أجر أذيال الخيبة والندم, فاتصل بخطيبي وأفهمه موقفي وانهي الخطبة بسلام فتنفست الصعداء, وتطلعت إلي ما أحلم به من أن ارتبط بشاب يحبني وأحبه لذاته, وليس لماله, وظللت أدعو الله أن يرزقني به, حتي استجاب لدعائي بعد وقت قصير من فسخ خطبتي, وجاءني شاب نحيف, وسيم, ذو عينين خضراوين, حنون, رقيق, فأحببته بكل كياني من أول نظرة, وبعد أن جلس مع أهلي وشرح لهم ظروفه, انصرف علي وعد ببحث طلبه والرد عليه, وقالوا لي انه شاب فقير لن يوفر لي الحياة المستقرة التي كنت سأحياها مع الشاب السابق, وامهلوني يومين للتفكير وإبلاغهم بقراري الذي سأتحمل تبعاته وحدي, فلم أكمل المهلة ورجوتهم الموافقة عليه, ونزل أبي علي رغبتي وزوجني له.
وبدأت حياتي معه, أحب ما يحب, وأري الدنيا بعينيه, وبلغ ارتباطي به إلي حد اننا كنا ننام ونحن متشابكا الأيدي كالأطفال, وكنت أجري نحو الباب لأكون في استقباله عندما اسمع صرير المفتاح, وجاءه عقد عمل في الخارج بعد الزواج بشهور فسافرنا وانتظمت حياتنا هناك وعرفت المعني الحقيقي للسعادة الزوجية والأسرية التي افتقدتها في بيت أبي.
ومرت خمس سنوات كاملة كأنها ثوان معدودة والتفت الي نفسي فوجدتني لم أنجب بعد لكني لم ألحظ عليه ضيقا ولا تبرما, ففاتحته في أمر الانجاب فرد علي: انت صغيرتي وكل شيء في حياتي... ولم يخيب الله رجائي في الانجاب, فإذا به سبحانه وتعالي يرزقني بثلاثة أولاد أصغرهم يشبهني تماما, ويناديه دائما باسمي, وكان يداعبه ويقول له: انت عارف كم أحبك لأنك شكل ماما ثم يضحك ونضحك جميعا, وقد أحاطتنا العناية الالهية والرضا والقناعة بما وهبنا سبحانه وتعالي اياه. وما أجملها الحياة حين يرضي الانسان بما قسمه الله له, إذ يزيده من فضله وكرمه, وهكذا ابتسمت لنا الدنيا, وعدنا الي مصر ولم تمض اسابيع حتي حصل زوجي علي وظيفة ممتازة بمرتب كبير, وعملت أنا أيضا في عمل مناسب, واشترينا شقة في مكان راق بجزء كبير من مدخراته في الخارج.
وأصيبت أمي بوعكة صحية وأجريت لها تحاليل عديدة أثبتت إصابتها بمرض خطير, ورحنا نطوف بها المستشفيات بحثا عن العلاج, وآزرني زوجي في الاتصال بالأطباء, والحجز لديهم, ولم يهدأ له بال نحو ثمانية أشهر طويلة من العذاب حتي أسلمت أمي الروح الي بارئها فحزنا عليها حزنا عظيما, وصارت حديثنا في الصباح والمساء نلتمس لها الرحمة, وندعو لها بالمغفرة.
ومرت شهور ولاحظت ان زوجي أصبح كثير الانفراد بنفسه ويعاني صداعا مستمرا وبعد فحوص شاملة قيل له انه مصاب بنزلة برد شديدة أثرت علي جسده كله, وتعاطي أدوية كثيرة لكن حالته لم تتحسن وظننت أن التكييف هو السبب فأغلقته تماما, وأصررت علي عدم تشغيله.
أما هو فلم يعر هذا الأمر اهتماما وبدأ في الحديث معي عن الموت, وأنه يتمني أن يموت قبلي, لأنني سأكون أكثر حرصا علي أولادنا, وشرح لي كل شيء عن الأوراق المهمة الموجودة بحوزته, والتي تتعلق بممتلكاته, ووصيته, إلي آخر هذا الكلام الذي أصابني بالأوجاع, وتصورت انه يعاني حالة اكتئاب شديدة, واننا يجب أن نغير أسلوب حياتنا, حتي لا يشعر بالملل, لكنه ظل علي موقفه وانعزاله عنا معظم الوقت.
وذات ليلة رأيت في منامي انني ارتدي بنطلونا أسود اللون وقد فقدت كثيرا من وزني, وتلفت حولي لكي اتحدث معه فلم أجد غير طيفه الذي لم يرد علي, وصحوت من نومي مفزوعة لكني لم أخبره بذلك.
ولم أفهم معني هذا الحلم, وتناولنا طعام الإفطار معا كالعادة, وقال لي انه لن يستطيع الذهاب الي عمله لإحساسه بالتعب, فاستأذنته في الخروج لشراء بعض أغراض شهر رمضان وكنا وقتها في الاسبوع الأخير من شعبان وقبل أن أعود الي المنزل اتصل بي علي هاتفي المحمول وسألني أين أنت فأبلغته بأنني في الطريق اليه, ففاجأني بأنه تقيأ كل ما أكله, وأن صدره مكتوم, ثم أغلق التليفون فارتبكت بشدة,وأخطأت في الاتصال برجال الاسعاف أكثر من مرة, حتي وصلت اليهم اخيرا وجاءني الطبيب علي عجل ووقع الكشف الطبي عليه ثم قال لي: ليس به شيء وأوصاني بأن أطعمه!! فصرخت: كيف وهو أمامك لا يتحرك.. فلم ينطق الطبيب ثم تركني ومعه رجال الاسعاف, وقبل ان يصلوا الي باب الشقة بدأت حشرجة الموت في صوته فأمسكت بيديه ونظرت الي عينيه الجميلتين ورجوته أن يرد علي لكن روحه صعدت الي بارئها, مات حبيبي وزوجي بين يدي وتركني وأولاده بلا سند نلاطم أمواج الحياة التي لم نعرف لها طعما من بعده.
انني لم أفق من الصدمة حتي الآن ولا أعرف ماذا سأفعل غدا؟.
ولكنني أقول دائما عقب كل صلاة: الحمد لله علي كل حال,, وقد أردت برسالتي إليك ان أقول لقرائك: إن الترابط الروحي بين أي زوجين هو أغلي من كنوز الدنيا, وسوف أظل علي عهدي معه إلي أن ألقاه وأسأل الله عز وجل ان يسكنه فسيح جناته... ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالي.
{{.. وأقول لكاتبة هذه الرسالة: توقفت عند رسالتك كثيرا فوجدت أنها تتضمن أمورا ثلاثة مردها الي الله عز وجل, ولا دخل للإنسان فيها, وهي الأجل, والرزق, والابتلاء بالمرض, وعندما يدرك الإنسان هذه الحقيقة ويوكل أمره الي خالقه لا يخشي شيئا, ويرتاح ضميره, وتهدأ نفسه, ويحمده علي كل حال, وأراك كذلك يا سيدتي بما منحك الله من صبر وقدرة علي التحمل والاتساق مع نفسك.
لقد كان بإمكانك أن تتزوجي خطيبك الأول الميسور, مثلما تفعل البنات عادة بمباركة أسرهن, ولكنك أدركت بفطرتك السليمة, واحساسك الصادق, أن الغني ليس غني المال, وانما هو غني النفس, ووجدت ضالتك في زوجك الراحل الذي فتح الله عليه أبواب الرزق بعد أن أخذ بالأسباب, وبذل كل ما يستطيع من جهد.
والواضح أن اخلاصه لك وشفافيته في التعامل مع الآخرين وصدقه مع نفسه, من أبرز العوامل التي جعلته يحس بدنو أجله, فأرشدك الي مكان أوراقه, ومستندات ما له وما عليه, وكل شيء يخصه, بل وكتب وصيته, وطريقة تصريفك للأمور من بعده, وهذه هي قمة الإيمان, ولاشك أن صنيعه إن عبر عن شيء, فإنما يعبر عن قربه من الله, فكشف له عن بعض الجوانب التي تخفي علي البشر, وهذا هو حال الصالحين دائما.
لقد أدي زوجك الراحل ما عليه حتي المشهد الأخير في حياته, حين أوصاك علي أبنائكما, واطمأن الي حسن تربيتك لهم, وقد آن الأوان أن تهدئي بالا, وأن تدعي الأمر لله, فلا دوام لحال, وحياتنا تتغير كل لحظة, وأتذكر قول الشاعر:
دع الأمـــور تـجــــــري في أعنتـــها..
ولا تنـامــن إلا خـــالي البــــال
ما بين غمضة عين وانتباهتها..
يغـير الله من حـــال إلـي حــال
وانني علي يقين من أنك سوف تخرجين من دائرة الأحزان أكثر قوة وصلابة, وأكثر إيمانا وارتباطا بالله إعمالا لحكمته وسنته في الابتلاء, وسوف تستشعرين حلاوة الإيمان وتنتصرين في الحياة, ولو بعد حين.
فتحليك بالصبر واعتصامك بالمولي سبحانه وتعالي, وتوكلك عليه, وابتغاء مرضاته, سوف يساعدك علي اجتياز محنتك حيث يقول عز وجل ((الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله, ألا بذكر الله تطمئن القلوب( الرعد:28), وبغير الإيمان تنتفي السعادة, ولا يكون هناك أمن ولا طمأنينة,(( وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير( البقرة:107).
إذن عليك أن تتجاوزي أحزانك, وتتطلعي الي تربية أولادك, واستكمال رسالتك معهم, وهو الهدف الأسمي الذي أوصاك به زوجك في أيامه الأخيرة, فقد أوكل اليك هذه المهمة لعلمه أنك قادرة علي احتوائهم والوقوف الي جانبهم وليس أي فرد آخر في عائلته, ومهما بلغ بك الحزن فلن يعود زوجك, تلك هي قسمة الله, وهذا قضاؤه وعليك التسليم بإرادته والتعايش مع آلامك وأحزانك, فإذا أكملت مهمتك معهم سوف تنالين رضا الله, وطمأنينة نفسك وسعادة أسرتك.. واسأله سبحانه وتعالي لزوجك المغفرة ولك الثبات, ولأولادك النجاح والتوفيق والسداد.
المصدر الاهرام
================
اقرأ أيضا
* صرخة أنجلينا جولي والصمت
المريب لحمـــــاس! ...
اضغط هنا
* لا تلق نواة البلح
..!
* لغز الرجل الكبير ...
اضغط هنا
هل تعلمي!!
5 أنواع من أشهر الحميات الغذائية
قفشات السلفيين
الزفاف الأسطوري!
أربع نصائح ذكية للحفاظ على بشرتك
واحدة من ثمان نساء ترى نفسها جذابة
الزفاف الأسطوري!
أربع نصائح ذكية للحفاظ على بشرتك
واحدة من ثمان نساء ترى نفسها جذابة
تعلمي كيفية قص الشعر بالمنزل
تحليل.. تجربة تريكة ..من قبل ومن بعد
زعيم الكوميديا القابض علي الجمر
طعنة أخري للإسلام والمسلمين!
* في مفاجأة من العيار الثقيل ..آكور الفرنسية للفنادق تعيد أرض التحرير إلي مصرالأمــــن فريضة واللحـــية نافلة
خفض منسوب النذالة
الغنيمة
"أديب"
و"رشوان" يشنان هجوماً على وجدى غنيم لوصفه الفنانين بـ "الفاسقين الفجار"..
"عمرو": لابد أن يحاكم.. و"ضياء": بداية لانتشار الفكر التكفيرى بمصر..
و"الجداوى" باكية : أوصافه لنا مؤلمة
غادة عبد
الرازق: أنا بنت ناس جدا ووالدي مستشار
''أحبوش''.. تثير غيرة نساء مصر
فى رقبة مين؟! إعادة «3»
آخر تقاليع «الفرح الإسلامى»: العروسة ملكة وبتخرج من علبة هدايا
فن الإستفزاز
على "قد صوابعك مدي" دبلتك
دراسة بريطانية : الجينز الضيق خطرعلى خصوبة الرجال
عباءة مكيفة خاصة للاجواء الحارة لعام 2012
عودة قطعة فريدة من آثار العصر البطلمي
الشيف أنفاس الفجر تقدم طريقة تفريز الكفتة المجمدة
قصة آية.."عَبَسَ وَتَوَلَّى، أَن جَاءهُ الأَعْمَى، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى"
رئيس جهاز مرفق الكهرباء يحذر من دخول مصر مرحلة الإظلام التام
آمال ماهر تؤجل حفلها فى "سميراميس" حداداًُ على الشهداء
لقاء الخميسى: عبد المنصف خيرنى بينه وبين الإغراء
جوجل تصدر نسخة جديدة من تطبيقات يوتيوب على هواتف آي فونطريقة عمل حساء الجزر بالكريمة
''أحبوش''.. تثير غيرة نساء مصر
عصير الجريب فروت يعزز من فاعلية علاجات السرطان
“تشيكن ناجتس” سهلة وسريعة وصحية أكثر
صورة نادرة للسعة نحلة
جدل في السعودية حول من يدخل الجنة
وفي هذه الحالات تأكد من موت قلبك!!
نظام غذائى سريع لفقدان الوزن
وصفة لفائف النقانق السورية
التفاح الأحمر سر جمالك بعد سن اليأسرغيف اللحم بالمشروم و الجبن
مصطفي بكري: أكبر خطأ ارتكبته أنني لم أترشح لانتخابات الرئاسة
مدير أمن ''فيرمونت'' : حجم الخسائر 7 مليون جنيه في أحداث ''نايل سيتي''
خطيب مسجد بدهشور: اقتحام منازل الأقباط حرام شرعًا
أبوتريكة يعدد مميزات الكمبيوتر اليابانى قبل موقعة "أولترافورد
الدجاج المشوي بالليمون و البابريكا
فوائد الكمون
أبو إسماعيل وعكاشة كوكتيل الكوميديا بالمرارة
بقرة كندية تحصل على لقب "بطلة العالم في انتاج الحليب "
مؤرخ :اول من اقام موائد الرحمن كان الرسول الكريم تبعه ابن الخطاب
خط موبايل بدون بطاقة.. «اعمل أى مصيبة ومحدش هيجيبك»
رحيل الممثل الفرنسى موريس شوفيه
حسين الإمام للجمعة: لم أزر "أحمد عز" فى السجن
«أمبوبة» أشهر مطربى حلوان يحييكم: يا رب كتر أفراحنا
هوندا CITY عنوان الفخامة.. محرك فعال 1500 سي سي بقوة 118 حصانا
محكمة تايلاندية تخفف عقوبة سجن شرطى لـ882 بدلامن 1765عاما
وفاة عمرو حمدى زوج جيهان فاضل بسكتة قلبية
ضبط 2 مليون دولار عليها صور مبارك وعبارة "لك يوم يا ظالم"
سيدة حلويات'' رمضان .. أدخلها الفاطميون وتطورت على يد ''الحاج عرفة''
محدث .. خطوة شوقي القادمة خارجية وانتقاله للزمالك مشروط
شذى حسون تنشر صور جمعتها بشريهان في كان
15 شمعة لقافلة حبيبي سلامتك في حديقة الجزيرة
زوجة الحضري لشرطى مرور: العربية أغلى منك أنت عارف ثمنها كام
لميس الحديدي والنهي عن المنكر !
صدور الدجاج المشوي بالصلصة المكسيكية
السمك الفيليه بالشيبسي .. طعم لا ينسى
كاساديا الدجاج..شهية بسرعة تحضيرها
جماهير الزمالك تعتدي على لاعبي الفريق " بالطماطم والخيار"عمر عفيفي : مرسي أصبح رئيس سابق بلا شرعية
مفتى الجماعة الاسلامية: الزند تجاوز على الرئيس ويجب محاكمته
بالصور .. توم هاردى وجيسيكا شاستين يتغيبان عن عرض "Lawless"
دينا سمير غانم سوبر ستار تحت رحمة الإخوان
«هى مين؟»:
مطبخ وعيال.. ولا شخصية حرة مستقلة؟
طلبة الجامعة الأمريكية يطلقون مبادرة على «تى شيرتات» للرد على السؤال
"نيمو 33" .. أعمق حوض سباحة في العالم بـ "بروكسل"
"جوجل" تستحوذ على علامة "فرومر" التجارية الخاصة بالسفر
بالصور| تويوتا تكشف عن "أوريس" المعدلة كليا
رجل يشبه مبارك بمصر الجديدة
صدق أو لا تصدق : هذه السيارة ثمنها 30 مليون دولار !تحليل.. تجربة تريكة ..من قبل ومن بعد
كتاب ليلى بن علي "حقيقتي" يثير أزمة سياسية
روسي ينجو من رصاصة مميتة اصطدمت بسلسلة ذهبية بعنقه
ليلى علوى: أنا بخير والحمد لله
إنعام سالوسة: «لسّه بدري» يعرض مشاكل كبار السن بجدية
المطرب محمد فؤاد يغني في مهرجان فلسطين الدولي
بالصور العقيق واللولى والفضة التركى أساس سبح رمضان 2012
الكؤوس بديلا عن اللولى والستان فى حفلات الزفاف
زي النهاردة.. كورت فالدهايم رئيسا للنمسا
أول إنسان يعيش بمساعدة طلمبتين عقب استئصال قلبه
من الأقصر إلى "نائحات" محمد محمود.."علاء عوض" فنان شارع عيون الحرية
ماركيز يدخل فى صراع مع مرض ضعف الذاكرة
طفل يبتلع بطارية الريموت لمنع والده تغيير قناة الأطفال
وفاة صاحبة مطعم بأزمة قلبية بعد تناول أوباما الفطور بمطعمها
طبعة ثانية من كتاب "فلسطين:ضحية وجلادون" لزهير الفاحوم
الخنـــــس الكنـــــس "الثقوب السوداء "
خلاصة قصب السكر لمكافحة البدانة
ثلاث افيشات لفيلم the dark knight rises
كلب يستقل القطار وحده.. و"تويتر" يعيده إلى مالكته
سلحفاة مسنة في الإكوادور تدرج في قائمة التراث العالمي
فانوس الشموع والصفيح الأكثر طلباً هذا الموسم
جنين يتسبب في وقوع حادث لسيارة تقودها أمه بسويسرا
دول اسيوية ترغب في احباط خطة كورية جنوبية لاستئناف صيد الحيتان
هاتريك كلوتي يقتل الزمالك ويمنح تشيلسي فوزا هاما بدوري الأبطال
سلحفاة مسنة في الإكوادور تدرج في قائمة التراث العالمي
فانوس الشموع والصفيح الأكثر طلباً هذا الموسم
بلطجية يعتدون على شريف منير وممثلى "الصفعة" بالأسلحة البيضاء
بالفيديو..اعتذار إسرائيل لمصر فى برنامج "ملوش 30 لازمة"
رانيا ياسين تنشر صورة القبض على زينب الغزالى الاصلى والتمثيل
قلم كحل ينشر الذعر علي طائرة تونس
يوسف : إصرار اللاعبين على الصيام تسبب فى خسارة الزمالك
حنان ترك تعلن اعتزالها التمثيل على الهواء ببرنامج "انا والعسل"
الشاي المثلج يزيد مخاطر تكون حصى الكلى
حدث في مثل هذا اليوم
آلان ديلون ينال جائزة شرفية من مهرجان "لوكارنو"
الحياة تبدأ بعد «الفجر»: عندما يتحول «قصر النيل» إلى مضمار لسباقات الـ«توك توك»
وزيرالاستثمار : عهد جديد للعاملين في قطاع الاعمال
السياحة الفضائية تبدأ بحلول عام 2013
عائد النفط في العالم العربي يبلغ ذروته في عام 2011
رئيس وزراء مصر الأسبق يحذر زويل من التعامل علي أرض جامعة النيل
مرشدات متخصصات بالحرم النبوي للإجابة عن أسئلة الزائرات
سمية الخشاب لغادة عبد الرازق " أحزنى على نفسك مش عليا "
طفل برازيلي يموت ثم يستيقظ ليشرب ويعود للموت مجددا
اعتقال كل من يحجزالصف الأول بالحرمين "عنوة"ومصادرة سجادة الصلاة الخاصة به
النائب العام يكلف نيابة أمن الدولة بالتحقيق في بلاغات تتهم الرئيس والمرشد بإهدار دم المصريين
عبد الحليم قنديل لـ"الأسئلة السبعة": حكم الإخوان طبعة جديدة لحكم مبارك.. والشاطر هو نفسه أحمد عز
الهلالي: بعض الشواهد تنبىء بعودة المد الوهابى إلي مصر
أبو حامد: قرارات مرسى تفقده شرعيته.. ونرفض أخونة "الدفاع" بتولى السيسى
الظهور الأخير للرئيس والمشير.. تلويح باليد ونظرات زائغة تخالف العرف العسكري
"لوس انجلوس تايمز": لوبي معارض للمشير داخل الجيش وراء قرارات مرسي
"ليبراسيون" الفرنسية: تغيير القيادات العسكرية في مصر يثير قلق إسرائيل
الخارجية الأمريكية: واشنطن كانت على علم بإقالة طنطاوى وعنان
"التأسيسية": تستقر على النموذج الفرنسى فى نظام الحكم
"فاينانشال تايمز دويتشلاند": مرسي هدد الجنرالات بفتح ملفات فسادهم
ما الذي يحدث فى مصر؟
نجل مرسي: الإعلام ينشر الأكاذيب عن عائلة الرئيس .. وحسبنا الله ونعم الوكيل
أسرة مرسى سددت تذاكر الطيران ووصلت السعودية بجوازات "دبلوماسية"
حتى ورق الحائط والدهانات والموبيليا.. «إسلامية»
سطوح بيتنا.. كله ثقافة وعلوم وفنون
"حفاضات" الخيول مطلب شعبي في الأقصر
أنوشكا: أتمنى تقديم عمل سينمائي..و"فرقة ناجى عطا الله "يحمل أفكاراً ومغزى كبيراً والمجتمع الإسرائيلي ليس المدينة الفاضلة
رانيا يوسف في السعودية لأداء العمرة
مع "أبوهشام" فقط: ممكن "تلبس" الرئيس مرسي بـ25 جنيها وتقدر "تشيله" بـ2.5 جنيه
مدير أمن ''فيرمونت'' : حجم الخسائر 7 مليون جنيه في أحداث ''نايل سيتي''
لوسى : أنا لسه صغيرة
أبو العينين : خيرت الشاطر برئ من إضراب عمال كليوباترا
مصطفي بكري: أكبر خطأ ارتكبته أنني لم أترشح لانتخابات الرئاسة
رئيس المخابرات لـ«الوطن»: كنا نملك معلومات عن حادث رفح.. لكننا لم نتصور أن يقتل مسلم أخاه ساعة الإفطار
ماذا تنتظر مصر؟
أنظمة تويتر تحملت 3 آلاف تعليق بالثانية بفاعلية
اختفاء هالة حول نجم يثير حيرة علماء الفلك
فيرزاسكا.. نهر بنقاء وشفافية الكريستال!
افتتاح أعلى ناطحة سحاب فى أوروبا فى لندن بتمويل قطرى
"بى بى سى" تنفى ما تناوله إحد برامجها عن وجود حوريات البحر بالواقع
"ويكيليكس" ينشر مليوني رسالة تعود لشخصيات سياسية سورية
وصفات مختلفة لعمل عصائر الليمون المثلجة
طريقة عمل شراب البطيخ الأحمر المخفوق بالحليب
فوائد متعددة للفراولة للجسم والبشرة
أزهري يتزوج ” ملك يمين ” ويدعو المسلمين لإباحته
*
شعرك مخملي حريري بخطوات بسيطة ..
اضغط هنا
*
للراغبات في الرشاقة .. لا تعتمدي على الميزان ...
اضغط هنا
*
عندما بكى أنيس منصور
لمرض زوجته ..
اضغط هنا
*
الكولاجين أفضل مرطب لبشرتك الجافة ..
اضغط هنا
*
نظامك الغذائي من ملامح وجهك..
اضغط هنا
* رجيم لكل الأعمار ..
نظام حياة جديد يخلصك من الوزن الزائد ..
اضغط هنا
*
على طريقة ليدي جاجا .. فتيات أمريكا يتهافتن على
العدسات اللاصقة العملاقة ..
اضغط هنا
* ومن الرومانسية ما
قتل .. زوجات يشعلن الحب بالحرائق والبكارة الصيني ..اضغط
هنا
*
ما علاج الهالات السوداء؟ ..
اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق