حيثيات كثيرة وخطيرة ساقتها محكمة القضاء الإداري لحكمها ببطلان عقد استغلال منجم السكري ـ ثالث أكبر منجم للذهب عالميا ـ رغم أن مصركانت تقدم كل التيسيرات لنهب محتوياته بعقد يتيح ويحمي استمرار تلك المهزلة لمدة60 عاما.
ويكاد يتصدر تلك الحيثيات- رغم أهمية كل ما ساقته المحكمة- أن هناك أوجه عوار صاحبت تنفيذ الاتفاقية الخاصة بالعقد فيما تضمنه من تحديد مساحة160 كيلو مترا مربعا للبحث والاستغلال, وقيام رئيس هيئة الثروة المعدنية بمنح الشركة صاحبة العقد30 سنة قابلة للتجديد لمدة30 سنة أخري, لكل المناطق التي تغطيها الاتفاقية وبالتأكيد ذهبت عائدات هذا العوار إلي العديد من الجيوب التي لم يحددها الحكم أو يشر إليها لعدم الاختصاص. وبعيدا عن الحكم وحيثياته اتمني أن نتعامل معه باعتباره بداية لحماية ثرواتنا المعدنية التي تتعرض منذ عشرات السنين إلي عمليات نهب منظمة قيل إنها طالت الكثير من ثروات مصر التي كانت مخصصة للكبار فقط. ويكفي أن نشير إلي أن الشركة الاسترالية التي قبلت هدية السكري وخيراته بدعم من رموز النظام السابق كانت معفاة من الضرائب والجمارك وتحصل علي السولار المستورد المدعم بأموال الشعب بتوصية من وزير البترول المسجون حاليا وأنها لم تف بما تضمنه العقد بتقديم50% من العائد رغم انتهاء المدة التي تم تخصيصها لتسوية نفقات الشركة في عمليات التجهيز والبحث والاستخراج. ويكفي أن نشير إلي أن السكري لم يكن الكنز الوحيد الذي ذهب مع ريح ناهبي ثروات مصر ولكن هناك مناجم مجهولة ذهب بعضها بتوصية من الرئيس السابق إلي بعض المستثمرين من المصريين والأجانب وأن قائمة بتلك الثروات تضم120 منجما كانت تستعد لفتح أبوابها للنهب المنظم لولا أن أغلقتها الثورة. إلا أنني ورغم سعادتي بالحكم لم أجد تفسيرا لما صدر عن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئاسة تحترم أحكام القضاء, وأن الحكومة ستتعامل مع هذا الأمر وفقا للمصلحة العامة ولم أفهم معني المصلحة العامة التي تضمنها التصريح وهل يعني أنه يغلق الباب علي الحكومة لعدم الطعن علي الحكم ؟أم أنه يتعامل بدبلوماسية مع تصريحات مسئولي الشركة الاسترالية التي بدأت بباللجوء للتحكيم الدولي ؟ وليت قيادة مصر الآن تتعامل مع الحكم ليس بمنطوقه والمخاوف التي يمكن أن تترتب عليه ولكن من منظور وقف السرقة المنظمة لثروات مصر المستمرة حتي الآن ليس في السكري فقط ولكن في كل الأماكن والعقود العلنية والسرية التي يحاول البعض أن يغض الطرف عنها دون إبداء السبب!
المصدر الاهرام المسائي
-=================
اقرأ أيضا
*تداعيات فتنة صلاة العيد تتوالي في بورسعيد ... اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق