كلام مباح صفقة مشبوهة عودة إلي المحتالين عبدالخالق صبحي
كنت قد تناولت في مقالات سابقة الجرائم التي ترتكب علي الإنترنت, والنصابين الذين يتحايلون للاستيلاء علي أموال الطماعين, من خلال إغرائهم واستدراجهم لتحويل أموالهم علي حسابات بنكية مجهولة بمحض إرادتهم لإتمام صفقات مشبوهة.
بالأمس فقط استقبلت علي بريدي الإلكتروني الخاص رسالة من شخص يدعي أنه موظف كبير في أحد البنوك الكبري في بوركينافاسو يدعوني فيها إلي مشاركته في اقتسام مدخرات أحد عملاء البنك والتي تقدر بأكثر من20 مليون دولاربعد أن لقي هذا العميل حتفه هو وكل أفراد أسرته في حادث طائرة. الفرصة تبدو شديدة الإغراء للوهلة الأولي يسيل معها لعاب الشياطين, فالمرحوم ليس له ورثة, والحساب يمكن التصرف فيه من جانب هذا النصاب, الذي لو افترضنا أنه فعلا موظف كبير بالبنك لكان تحويل هذه المدخرات لحساب آخر مسألة بالغة السهولة بالنسبة له, لكن يبقي السؤال: لماذا وقع اختياره علي بالذات وهو لا يعرفني ولم يلتق بي ولو لمرة واحدة في حياته؟ وهل يعقل أن يغامربتحويل المبلغ علي حسابي بعد قبولي هذا العرض القذرويثق في أنه سيحصل علي نصيبه مني بعدما يتأكد له خراب ذمتي المالية بالمشاركة في الاستيلاء علي أموال شخص ميت؟ الإجابة ببساطة أن هذا النصاب قام بإرسال العرض لمئات الأشخاص في وقت واحد وتصادف أن كنت واحدا منهم. أما مغامرته فمحسوبة بدقة ولن يخسر فيها قرشا واحدا, لأنه لا هو موظف في البنك وليس هناك أي مبلغ للتحويل وحادثة الطائرة قصة مفبركة الغرض منها التغرير بالزبائن خربي الذمة ومعدومي الضمائر. يتبقي سؤال أخير وهو: ماذا يستفيد من مثل هذا العرض إذا كان الوضع كذلك؟ والإجابة تتلخص في أنه وضع شرطا في رسالته لتحويل المبلغ يتمثل في تسديد10 في المائة من الصندوق للبنك قبل تحويله كمصروفات إدارية, يعني علي تسديد مليون دولارقبل أن أحصل علي10 ملايين دولار في وقت لن يتجاوز14 يوما هو الوقت اللازم لعمل التحويلات وإتمام الصفقة, يعني الدولار بعشرة, والوقت قصير جدا للحصول علي ربح خيالي..لا يهم إن كان حلالا أم حراما. وقد اشترط في رسالته التكتم علي الصفقة والحفاظ علي سريتها حتي لا يفتضح الأمر. وقد يستجيب البعض للعرض, ليحصدوا بعد ذلك المرارة والخزي والندم علي ما قدمت يمينهم بعد أن يختفي النصاب في دهاليز الشبكة العنكبوتية.. مجرد نموذج جديد للنصب علي الطريقة العصرية. انتبهوا لعصابات النصب الإفريقية.. فهم محترفون.
المصدر الاهرام المسائي
================
اقرأ أيضا
*تداعيات فتنة صلاة العيد تتوالي في بورسعيد ... اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق