استعد يااستاذ.. مشهد النهاية.. مشهد القتل.. وطبعا الكل يعمل الف حساب لمشهد نهاية الفيلم.. وفي هذا المشهد يطلق المنافس الرصاص علي بطل الفيلم..
ويصاب البطل برصاصتين في الصدر.. ويدافع عن نفسه برصاصة تصيب المنافس.. ولكي ياتي المشهد مقنعا فيستعان بخبير مفرقعات في السينما.. للإعداد لهذا المشهد الخطير.. فلابد من ظهور اثر الطلقات النارية وهي تمزق الملابس مكان الرصاصة.. وظهور احتراق حول مكان الرصاصة.. هذه العناصر يقوم بها خبير المفرقعات وباقي التاثير علي الممثل.. تحددت اماكن الإصابة في الصدر.. رصاصة في الجهة اليمني.. واخري في الجهة اليسري.. في القلب. احضر الخبير ادواته.. لوحان من الزنك.. فوق كل منهما كيس من البلاستيك بداخله مادة حمراء تشبه الدم.. فوق هذا الكيس خرطوش موصل بسلكين.. سالب وموجب.. بتيار كهربائي يعمل في لحظة إطلاق الرصاص.. فينفجر الخرطوش. ويمرق الملابس.. ويندفع الدم من كيس الدم.. وتحرق المادة المتفجرة اطراف الملابس التي تمزقت.. ويتاوه الممثل.. ويضع يده مكان الإصابة.. ويسقط سريعا.. وتلتقط الكاميرا مشهد النهاية.. اعد كل شيء.. ووضع الخبير الواحه في اماكنها.. لوح من الجهة اليمني.. لوح في الجهة اليسري فوق القلب مباشرة.. شعرت ببعض الرهبة.. تلاقت نظراتي مع نظرات الخبير الذي يؤكد موضع الالواح ولصقها بالبلاستر العريض علي الجسم.. وكانت نظراته توحي بالثقة. بدا بتوصيل السلكين.. السالب.. والموجب باسلاك طويلة.. اخذت تلتف حول ساقي اليمني من السلكين الخاصين باللوح الايمن.. وعند مفصل القدم.. احاطه تماما بالاسلاك.. ومده إلي مسافة معقوله تسمح بعدم رؤيته عند التصوير.. والمشهد يصور في حديقة فاكهة برتقال.. واشجار اليوسفي.. والزمان ليل. ونفس الشيء فعله مع السلكين الاخرين الظاهرين من اللوح الذي وضع علي وضع القلب. يده لامست ساقي وهو يلف السلك حولها.. كانت باردة بسرعة إلي اوصالي.. وكان الكل يقف صامتا.. لم اكن ادرك خطورة العملية.. ولكن من صمت الجميع ادركت الخطورة.. الخبير يعمل بهدوء.. صاح مساعد المخرج.. بسرعة شوية ياإخوانا.. ورد الخبير.. العملية مش ساهلة.. سيبوني آخذ وقتي.. ونظرت إلي مساعد المخرج.. نظرة من يطلب السكوت حتي يتفرغ الخبير لعمله الصعب.. الآن اقف والعيون تنظر إلي.. علي صدري مفرقعات.. وحول كل ساق اسلاك تخرج من عند القدم تمتد حيث يمسك بها الخبير خلف الاشجار.. وبسرعة تم اعداد توصيلة امامه ليضع فيها فيشة يوصل سلكها إلي قطعة خشب تظهر منها عدة مسامير.. كل مسمار يمثل سالبا او موجبا كهربائيا.. وبدا في توصيل الاسلاك التي تلف ساقي بهذه المسامير.. وعند إشارة البدء.. وهي إطلاق الرصاص.. ما عليه إلا ان يوصل السالب بالموجب.. فيسري التيار الكهربائي بداخل الاسلاك التي تلتف حولي.. وينفجر الخرطوش والدماء.. وتتمزق الملابس.. وتنتهي العملية.220 فولتا علي يميني و220 فولت علي يساري.. ووقفت كالمشنوق.. واحسست بلسعة كهربائية في جسدي من خلال الاسلاك الملفوفة حولي. وتذكرت كل وسائل الإعدام وانواعها.. وبالذات الكرسي الكهربائي.. وذهبت بعقلي ووجودي إلي مكان لا اعرفه.. وضاع مني المكان.. وافقت علي صوت يقول.. جاهز يااستاذ وبسرعة تم كل شيء.. انطلق الرصاص.. وانفجر الخرطوش.. وتمزقت الملابس وإندفع الدم.. والكاميرا تدور.. وكنت احرص دائما علي تغيير الوضع عند ضرب النار.. فلا اضع يدي علي مكان الضرب بالرصاص والدم.. حتي لا اكون مثل كل الذين يطلق عليهم الرصاص فيضعون يدهم علي اماكن الضرب بالرصاص.. ولاكون انا شكل تاني.. فقط رفعت يداي إلي اعلي.. واظهر اني اسقط إلي الخلف.. فخرجت من الصورة وتوقفت الكاميرا.. وضج المكان بالتصفيق.. واسرع إلي الخبير وهو يقول.. شكرا يااستاذ يافنان ياكبير.. قلت له انا اشكرك علي مجهودك.. قال لي لا يااستاذ.. انت لم تضع يدك علي مكان الرصاص.. والدماء.. وهذا الاسلوب انقذ حياتك.. فلو كنت انا ابطات في نزع الاسلاك الكهربائية.. والفيشة بسرعة وكنت وضعت يدك كما يفعل الجميع.. كنت فقدت حياتك بعيد الشر عنك.. لانك لو وضعت يدك علي مكان الرصاصة والدم.. كنت سوف تصعق بتيار كهربائي قوته400 وات.. منها200 وات يمينا.. و200 وات يسارا.ولم استطع الكلام.. لكني قررت.. بيني وبين نفسي الا اموت في اي عمل فني قادم.. وتناقل كل العاملين هذا الذي حدث.. وقرر كل النجوم والممثلون في عالم السينما ان يرفضوا وضع الاسلاك الكهربائية مثل ماحدث.. واكتفي معظمهم بوضع كيس الدم الصناعي.. في إتجاه الرصاص.. وعلي الممثل ان يضغط فقط علي الكيس.. فينطلق منه الدم بغزارة ويبتعد عن اي اسلاك كهربائية!! ويظهر الدم مكان إتجاه الرصاصة.. التي نسمع صوتها. وعلي الممثل ان يضغط بقوة علي كيس الدم بيديه فيظهر الدم. وكان الخرطوش هو الذي فجره! وشكرا للاسلاك الكهربائية!!
المصدر الاهرام المسائي
===============
اقرأ أيضا
*تداعيات فتنة صلاة العيد تتوالي في بورسعيد ... اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق