ولما جاء في الخبر الصحيح: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج, فقال: أي يوم هذا؟ قالوا يوم النحر قال صلي الله عليه وسلم هذا يوم الحج الاكبر أخرجه ابوداود وصحهه ابن القيم, ولما ثبت. أن عليا وأبا بكر ـ رضي الله عنهما ـ أذنا بما جاء في الآية الكريمة سالفة الذكر يوم النحر ـ أخرجه البخاري ومسلم ـ قال آئمة العلم: فيه تمام الحج, ومعظم أفعاله, من وقوف بالمشعر الحرام, ودفع منه لمني, ورمي, ونحر, وحلق, وطواف إفاضة, ورجوع لمني للمبيت بها, وليس في غيره مثله, ولأن الاعلام ـ الاذان المذكور في الآية ـ كان فيه ـ حاشية ابن عابدين254/2 ـ وذهب الفقهاء إلي استحباب إحياء ليلة يوم النحر بالطاعات والقربات. وأعمال يوم النحر علي نوعين:1 ـ ما يخص الحاج: وإجمالا هي: الوقوف بعد صلاة الفجر بالمشعر الحرام, ثم الدفع إلي مني قبل شروق الشمس, ورمي جمرة العقبة الكبري بسبع حصيات, نحر الهدي وجوبا للمتمتع والقارن وتطوعا لغيرهما بمني ـ والحلق للرجال أي لشعر الرأس, والتقصير للنساء وللرجال, وطواف الزيارة حول الكعبة سبعة أشواط بعد الحلق, وترتيب هذه الأعمال من باب السنة. 2 ـ ما يخص غير الحاج: التكبير المطلق ـ الذي لا يكون في الصلاة أو عقبها, كالتكبير في الطرق وفي انتظار الصلاة, وأداء صلاة عيد الأضحي, وفعل الأضحية: وما يزكي من الأنعام تقربا إلي الله عز وجل ـ أيام النحر بشروط مخصوصة, والتزاور يوم العيد, ووعظ الإمام النساء بعد صلاة وخطبة العيد, والتهنئة, والغسل والتطيب والتزين المباح, والترويح عن النفس من لعب وتنزه وغناء إذا سلمت عن المحرمات, والتكبير عقب الصلوات المفروضة, فردا وجماعة والتوسعة علي ذوي الحاجات, والإكثار من الأذكار الشرعية, والحمد لله علي نعمة الحياة بفداء سيدنا إسماعيل ـ عليه السلام ـ بذبح عظيم, فكان التناسل والتكاثر وعمارة الأرض. أعاده المولي الكريم ـ سبحانه علي البشرية جمعاء مسلميها وغير مسلميها بالسعادة والهناء, والأمن والأمان.
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق