لن ينسى التاريخ مشهد تنحي مبارك، الذي لعب فيه اللواء عمر سليمان دور البطولة، حين أعلن تخلي الرئيس السابق عن الحكم، ليطوي صفحة من تاريخ مصر استمرت لمدة 30 عاماً، بكل ما شابها من فساد وتضاؤل للدور المصري.
عمر سليمان الذي وصفته صحيفة "الديلى تلجراف" بأنه " واحد من أكثر رؤساء المخابرات في العالم قوة، والتي تولي رئاستها في يناير من عام 1993، واستمر يقوم بدور الرجل الأول فيها طوال 18 عاما، حتى تعيينه نائبا للرئيس في أعقاب ثورة 25 يناير، وحتي خطاب التنحي الذي ألقاه بنفسه.
شغل حياته العملية بالمعركة ضد "التيار الإسلامي" حسب تعبيره، الذي ولد مفكريه ومنظريه في مصر. كان يعتقد أن قوة سياسية وحيدة تقف وراء هذا التطرف، هي جماعة "الإخوان المسلمين"، حسب رأيه، والتي هاجمها بضراوة بعد الثورة عقب إعلانه خوض الانتخابات الرئاسية في مواجهة مرشحها محمد مرسي.
شارك سليمان في معظم الحروب المصرية، بدءًا من حرب اليمن عام 1962، وحرب 1967 و 1973.
ولد سليمان في محافظة قنا جنوب صعيد مصر 2 يوليو عام 1936، هو متزوج، وله ثلاث بنات هن عبير وداليا ورانيا
تلقى تعليمه في الكلية الحربية في القاهرة، وتخرج فيها عام 1954، وانضم للقوات المسلحة المصرية. ثم تلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتي.
عشق الدراسة، والتعلم واكتساب المعارف العملية فلديه من الدراسات المدنية والسياسية والعسكرية الكثير. ففي ثمانينات القرن العشرين التحق بجامعة عين شمس، وحصل على شهادة البكالوريوس بالعلوم السياسية، كما حصل على شهادة الماجستير بالعلوم السياسية من جامعة القاهرة، كما أنه حاصل على الماجستير بالعلوم العسكرية.
ترقى في سلم الوظائف حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة عام 1992، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية قبل أن يتم تعيينه في 22 يناير عام 1993 رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية.
لعب عمر سليمان دوراً بارزا في ظل النظام السابق، واعتبرته الصحف العالمية الأهم في هذه الحفنة المعدودة التي يعتمد عليها مبارك في حكمه. كان اللواء سليمان ضابطًا في الجيش عندما أصبح الرئيس مبارك رئيسًا لمصر عام 1981، لكن لا يوجد ما يشير إلى أنه في ذلك الوقت كان ضابط جيش ناجحا أو مميزا. وبدأ صعوده عام 1986 عندما تولى منصب نائب المخابرات العسكرية، وهى المهمة التي جعلته على اتصال مباشر مع مبارك.
وتوطدت علاقة سليمان بمبارك إثر تعرض المخلوع لمحاولة اغتيال في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995، يومها كان من المقرر أن يستقل مبارك عربة عادية، إلا أن سليمان أصر على إرسال عربة مصفحة من مصر إلى إثيوبيا قبل محاولة الاغتيال بيوم واحد.
تولى ملف القضية الفلسطينية منذ توليه منصب رئيس المخابرات المصرية، وذلك بتكليف من الرئيس السابق، ومنها توليه مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكري الإسرائيلي الأسير لدى حركة حماس جلعاد "شاليط" والهدنة بين الحركة وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أنه يقوم بمهام دبلوماسية في عدد من الدول منها عدد من المهمات في السودان.
ووجهت تهم إليه بالضلوع بعمليات تعذيب ضد معتقلين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، أرسلتهم الولايات المتحدة من أفغانستان إلى مصر في عرف بعمليات " التعذيب بالوكالة".
ظهرت حملة شعبية في سبتمبر من عام 2010 تطالب بانتخابه رئيسًا للجمهورية، قبل الانتخابات التي كان متوقع فيها أن يرشح الرئيس السابق نفسه لفترة جديدة، أو يترك الحكمة لابنه جمال، ونتيجة لحساسية الموقف تعاملت القوات الأمنية مع تلك الحملة، وقوبلت بتعتيم إعلامي رغم انتشار الدعاية لها في الشوارع المصرية.
وفي 6 أبريل، أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية الأولى بعد الثورة، وذلك قبل يومين من غلق باب الترشيح، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت في 14 أبريل استبعاده بعدما استبعدت أكثر من 3 آلاف من نماذج التأييد التي قدمها.
الوطن
======
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق