لو أن مباريات كرة القدم تحسم بترتيب الفرق على المستوى العالمى أو بأسماء لاعبيها أو حتى بتاريخ تلك الفرق، لربما فاز المنتخب المصرى بلا لعب وبعدد وافر من الأهداف»، لكن يفوز فقط من يرغب ويسعى إلى الانتصار، وبعد تعادل مخيب للغاية أمام منتخب سيراليون فى الجولة الأولى من تصفيات كأس الأمم الأفريقية وفى أول مواجهة عبر التاريخ بين الفريقين، تكرر الأمر بشكل أسوأ بعد خسارة المنتخب الوطنى لأول مرة أمام النيجر، ليتعثر بشكل كبير وواضح فى تلك التصفيات التى ربما قد تشهد عدم تأهله للنهائيات بالرغم من أنه حامل لقب آخر ٣ بطولات!
استمرت حالة الترهل والشيخوخة التى ضربت كل جنبات الفريق، سواء لاعبين أو جهازاً فنياً، وتكررت أخطاء مباراة سيراليون بشكل أكبر، حيث لعب المنتخب بدون جناح أيسر أغلب فترات المباراة، كما اختفى خط وسط الفريق تماما سواء منذ البداية أو حتى بعد إشراك لاعبين أصحاب مهام هجومية فقط وتفريغ الفريق من مدافعى الوسط لتصبح المباراة صورة كربونية من اللقاء السابق، وبلا أى رابط بين خطوط الفريق.. مما سهل الأمر كثيرا على منتخب النيجر، الذى فوجئ بمستوى الفريق المصرى، لينطلق لاعبوه فى أرجاء الملعب الذين يحفظون جنباته جيدا، ولولا تواجد «عصام الحضرى» ويقظته وتعدد الفرص التى أنقذها ببراعة، لخرجت المباراة بنتيجة قياسية لم تكن لتنمحى من الأذهان أبدا.
ومن خلال المتابعة الدقيقة لفترات المباراة، كانت تلك الأرقام المخيبة السلبية للغاية.
■ لم يكتف منتخب النيجر بتفوقه فى عدد التسديدات على المرمى المصرى ( ٩ تسديدات ) بل كان الأفضل فى دقتها أيضا وشكلت هجماته ومحاولاته خطورة أكبر بكثير من نظيره «بطل أفريقيا» (٨ تسديدات)، وجاءت دقة التسديد لدى منتخب النيجر ٥٦% مقابل ٣٧.٥ % للمنتخب المصرى!
■ بالرغم من حصول المنتخب المصرى على ٦ ركنيات، فإنه لم يتمكن من تشكيل أى خطورة من خلالها باستثناء واحدة فقط، ونجح منتخب النيجر فى إفساد أغلب هجمات الفريق المصرى وإبعادها إلى ركنيات لمنع أى خطورة ولو ضئيلة..
■ كما وضح تماما، لم يتمكن النجوم الكبار والجهاز الفنى من التعامل مع مصيدة التسلل للفريق المضيف!، وسقط اللاعبون المصريون ٩ مرات فى التسلل لتنتهى هجماتهم القليلة مبكرا أيضا!
■ بالرغم من ظاهرية الاستحواذ للمنتخب المصرى فى بعض فترات المباراة، وتحديدا فى الشوط الثانى لمحاولة إدراك أى هدف، كانت أغلبها سلبية وبطيئة للغاية وفى المناطق الدفاعية للفريق أو خط وسطه بلا فاعلية وببطء شديد، وهو ما جعله يحتفظ بالكرة بلا أى جديد، بينما كان لاعبو النيجر أقل تمريرا وأسرع وصولا للمرمى المصرى، بل وأخطر.
■ ٦ لاعبين فى الخط الهجومى الأمامى للمنتخب المصرى سددوا على المرمى ٤ تسديدات طوال المباراة، كان أكثرهم أحمد على ( تسديدتين واحدة بين القائمين والعارضة والأخرى خارجها)، ولم تكن أغلب التسديدات بالقوة أو الدقة اللازمة لتسكن مرمى المنافس!
■ أحمد المحمدى هو أكثر من صنع فرصاً للتهديف بعرضياته القليلة، فى حين لم يتمكن أى لاعب آخر من النجوم الكبار فى وسط الملعب أو الهجوم من صنع فرص تهديفية حقيقية باستثناء ٤ تمريرات أخرى، وكلها أرقام قمة فى السلبية!
■ محمد فضل المهاجم البديل اكتفى بارتكاب ٣ أخطاء، وحصد بطاقة صفراء، وفقد الكرة ٦ مرات!
■ أحمد المحمدى أكثر من أرسل كرات عرضية (٤)، منها ٣ بشكل صحيح، فى حين أرسل عبدالشافى العدد نفسه وكلها بشكل خاطئ!
■ إذا كان عبدالشافى هو أكثر من قطع أو استخلص الكرات (٩ كرات)، فإنه هو الأكثر فقدا للكرة (١٠ كرات).. وعدد الكرات التى قطعها لاعبو الدفاع المصرى توضح مدى الضغط الذى تعرض له الفريق على المستوى الدفاعى، فى حين كشف العدد الضعيف من الكرات المستخلصة بواسطة لاعبى الوسط المصرى حالة هذا الخط ومدى هشاشته وعدم وجود أى نوع من أنواع الضغط على المنافس.
■ بإجمالى عدد التمريرات ووقت اللعب، جاء محمد عبدالشافى كأسوأ ممرر للكرة بدقة ٦٩ %، فى حين كان شريف عبدالفضيل أفضل ممررى الكرة ٩٤ %.. أما باقى اللاعبين فدقة التمرير لديهم لم تكن جيدة على الإطلاق!
■تبادل الفريقان السيطرة على الكرة أغلب فترات المباراة، وكان تفوق مصر نسبياً وسلبياً الشوط الأول كانت البداية فيه جيدة إلى حد ما لكن بعد الهدف تغير الوضع تماما، وسارت المباراة بشكل متذبذب بين الفريقين فى ظل عشوائية غلبت الأداء لكن ظلت محاولات النيجر هى الأكثر خطورة.
■ كم هائل من التمرير الخاطئ، ساهم بشكل كبير فى خروج أداء المنتخب المصرى بهذا الشكل، ولم تقل نسبة التمرير الخاطئ لدى المنتخب المصرى إلا فى أول ربع ساعة وآخر ربع ساعة.. ولكن لم يتحسن الأداء عموما!
■ ٦٢ تمريرة خاطئة بين أقدام لاعبى المنتخب المصرى، وهو رقم كبير للغاية، جعل دقة التمرير لدى المنتخب المصرى تصل إلى ٧٩ %!
■ ٤٤ تمريرة من الإجمالى كانت فى اتجاه الأمام، وهو ما عكس مشكلة المنتخب المصرى فى التعامل مع المباراة، فلم يكتف الفريق بتمريرات طويلة مكررة وبلا جديد، بل كانت سيئة أيضا.. وبنسبة ٧١% من إجمالى التمريرات الخاطئة!
■ أحمد المحمدى ومحمود فتح الله هما أكثر اللاعبين تمريرا خاطئا للأمام (٦ تمريرات لكل منهما ، ثم ٥ تمريرات خاطئة للأمام من كل من «أبوتريكة، أحمد فتحى، محمد عبدالشافى»..
■ محمد عبدالشافى أكثر ممرر للكرة بشكل خاطئ (٩ تمريرات)، ثم أحمد المحمدى (٧) وفتح الله (٧) أيضا، وخلال ٤٥ دقيقة لعب فقط، مرر وليد سليمان ٦ تمريرات خاطئة وبدقة تمرير بلغت ٦٠%!
■ عندما يخرج عصام الحضرى نجما للقاء، فهذا يعكس حالة الفريق المصرى ومدى الخطورة التى شكلها المنافس، وبالتأكيد فإن يقظة الحضرى أنقذت المنتخب من هزيمة ثقيلة فى ظل تراجع مستوى لاعبى الدفاع ووسط الملعب، ولم يخطئ الحضرى فى التعامل مع أى كرة خلال اللقاء!
المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق