هناك إعلاميون ارتدوا عباءة الواعظ المدافع علي طول الخط عن الخير والحق والعدالة والرافض لكل أشكال الخروج عن العادات والتقاليد الاجتماعية التي يفرضها علينا مجتمعنا الشرقي، ولكن بمرور الوقت يقع القناع ويظهر لنا في الأفق شخصية أخري مختلفة تماماً لمجرد مشاركتهم في فيلم أو مسرحية أو حتي أغنية، فالواعظ أو الواعظة تتحول إلي مروجة لكل أشكال الانحراف من رقص وسرقة وملابس فاضحة، وبالتالي تحدث الصدمة للمشاهد نتيجة حالة الانفصام التي تصيب هذه الشخصيات.. أين المصداقية التي يمكن أن تحققها إعلامية تقدم برنامجاً اجتماعياً مهماً وفي الوقت نفسه ترقص أمام أعين الجمهور.. هل يقبل الجمهور أن تظهر المذيعة ريهام سعيد التي تقدم برنامج »صبايا« التي تتحدث عن القيم والعادات المصرية وفي كل حلقة تؤكد أننا في مجتمع شرقي وهناك قيم معينة لابد أن نتبعها ونفاجأ بها تظهر كراقصة في مسرحية »قطط الشوارع« التي تجري حالياً بروفاتها بدلاً من دوللي شاهين. أيضاً داليا البحيري وإنجي علي وهما مذيعتان في الأساس لكنهما أخذا التمثيل وسيلة أخري للرزق ولا نستطيع أن نعيب عليهما لأنهما يقدمان برامج خفيفة، ناقشنا هذه الظاهرة من وجهة نظر أساتذة الإعلام.. فقالوا: > الدكتورة مني الحديدي أكدت أن عمل الإعلامي في السينما والتمثيل بشكل خاص لا نستطيع أن نقول: إنه ممنوع أو يقلل من شأن الإعلامي لكن عليه أن يراعي مجموعة من القيم في حالة جمعه ما بين فن التمثيل والعمل الإعلامي، وكون الإعلامي يشترك في أعمال تحمل مضامين إيجابية، وقيماً إنسانية عالية مطلوب غرسها لا مانع في ذلك، ولكن أن يظهر في أفلام وأعمال هزيلة دون المستوي الفكري والقيمي فهذا لن يجعله ناجحاً لا في الإعلام ولا التمثيل، مثلاً لو تابعنا »نجوي إبراهيم« فهي مذيعة مشهورة وظهرت في أفلام إيجابية منها: »الأرض« و»الرصاصة لا تزال في جيبي« وهي أفلام لها مضامين هادفة ولكن الصعب أن تظهر في أفلام تبيع المخدرات فهي أدوار مخصصة للفنانين فقط ولابد أن تراعي أنها قدوة للجمهور وتختار دوراً يضيف إليها. > الدكتور محمد مهني أستاذ الإعلام قال: الإعلامي والممثل يقومان بأدوار تربوية، فالممثل يؤثر اجتماعياً وسلوكياً علي الشباب والأطفال، والمفترض أن الممثلة عندما تقدم دوراً يكون دون إيحاءات أو إغراء، لنحترمها مثل سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، ودور المذيع يؤثر أكثر من الممثل لأن لديه وضوحاً في الرسالة الإعلامية فيقدمها بشكل مباشر وهنا تزداد فرص التقليد، بمعني أن الشباب أحياناً يقلدون تسريحة شعر مذيعة أو ملابسها وهذا دليل علي التوحد مع كل ما يقوله المذيع. والمشكلة التي تواجه الإعلامي الذي يتجه للتمثيل أنه يتعامل مع مجتمع غير ناضج فعلياً ودوره كممثل يفرض عليه ملابس معينة وأداء معيناً ونحن كإعلاميين يمكن أن نقبل ذلك ونحلله في مصلحة الإعلامي، ولكن الجمهور يحكم عليه بشكل نقدي ولا يتقبله في شكل غير وظيفته الإعلامية التي يظهر خلالها، ولذلك أطالب المذيعين الذين يقدمون برامج قيمية أن يقللوا من ظهورهم في المواد الدرامية وأن يختاروا أدواراً ملائمة لأدوارهم التربوية. > الدكتور صفوت العالم أكد أن هذه الظاهرة ترجع لعيوب في شخصية المخرجين بمعني أنهم أحياناً يختارون شخصيات تربطهم بهم مصالح بعيداً عن أدائهم التمثيلي، فبمجرد أن له صديقة فيختلق لها دوراً درامياً والعزاء في المط والتطويل المتاح في الأعمال الفنية المقدمة حالياً، فمثلاً إذا كان لديه 80 شخصية في العمل نراه يضيف شخصيات ليس لها علاقة بالبناء الدرامي فلا يجب أن يدخل التمثيل فتاة لمجرد أنها غاوية تمثيل تعرفت علي مخرج في أي حفل أو مكان ما، وهذه ظاهرة موجودة بكثرة في الوسط الإعلامي، واستكمالاً لهذه الظاهرة يفتح المجال لكل من يريد أن يمثل فليمثل وهناك بعض المذيعات اللاتي يقدمن برامج فنية تصادق من خلالها المخرجين والممثلين فيظهرن في أعمالهم، مثلاً: إنجي علي نراها ظهرت كثيراً في الخمسين فيلماً الأخيرة وقبلها مثلاً ظهرت سهير شلبي وأحمد سمير ولكن كضيوف شرف فقط وهذا نوع من المصالح المشتركة.. لكن المذيعات اللاتي يقدمن برامج ذات قيمة معينة وتتجه لتمثيل دور يقدم قيمة سلبية فهذه قضية فيها جدل فني، خاصة علي المسرح لأن 80٪ من الممثلات اللاتي يظهرن علي خشبة المسرح تعتمد أدوارهن علي المرونة والقدرة علي إظهار أنوثتهن وهنا مشكلة يقع فيها الإعلامي وهي الخلط بين دوره كإعلامي وممثل وهذا أمر لا يقبله الجمهور ولا النقاد، وقديماً أحدثت الإعلامية مني جبر جدلاً عندما قدمت أفلاماً جريئة نوعاً ما وأثر ذلك علي مدي إقناعها للجمهور وأصبحت غير مقبولة إعلامياً.
الوفد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق