
المتابع لمسلسل «ملكة في المنفي» سوف يكتشف سريعا أن النصف الثاني من حلقات المسلسل أجدر بالمشاهدة، فهو الأكثر إثارة علي مستوي الأحداث خصوصا بعد زيادة ظهور شخصية رياض غالي التي يؤديها شريف سلامة بتمكن وتميز، وقد شهدت الحلقة السابعة عشرة من المسلسل أحداثا سريعة متلاحقة، وتطورات في التحدي الذي تزداد حدته بين الملكة نازلي والملك فاروق، وهنا ينبغي التأكيد علي أن العمل يتعرض لوقائع لم يتم تناولها من قبل في الدراما، لذا فالمتابعة أمر مفيد علي أكثر من مستوي، لكن رغم أن الوقائع تبدو جاذبة، والأحداث تبدو أكثر تشويقا، فإن الحلقة سيطر عليها الإيقاع البطيء الذي كان مصدره أولا محمود قابيل القادر علي إفساد أي مشهد مثير بطريقته الهادئة جدا في الأداء، حتي لو كان ينفعل، فهو ينفعل بهدوء غريب! كذلك تسبب في عدم سرعة الإيقاع «طول المشاهد» حركة الكاميرا البطيئة جدا التي استمدت شيئا من كلاسيكية الأجواء، رغم أنه كان يمكن للمخرج محمد زهير رجب أن يجعل حركة الكاميرا أسرع قليلاً دون أن يخدش كلاسيكية القصة، لكنه فضل التنقل بين تفاصيل الأماكن ببطء شديد لم يتناسب بأي شكل مع أهمية أحداث الحلقة التي شهدت تميزاً واضحاً في أداء شريف سلامة رغم قلة عدد مشاهده، فهو ابتعد عن الافتعال، ولم يعتمد علي النظرات البلهاء في إبراز الشر، لكنه كان يمثل بهدوء وثقة ويتفوق دوماً أمام كل من يقف أمامه سواء كانت شيري عادل التي تؤدي دور الأميرة فتحية أو نادية الجندي التي سيطرت علي معظم مشاهد الحلقة، وفي كل مشهد لها تؤكد أنها تحاول جاهدة الخروج من سجن شخصيتها التقليدية كأنثي قوية، تستطيع تحدي الكون، وهي الشخصية الأثيرة التي تميزت بها، لكن محاولاتها تنجح أحيانا، ثم تخفق مرات، لأنها هنا أيضا تتحدي الملك، والبلاط الملكي، والأعراف والتقاليد لأنها تريد أن تزوج بناتها دون إذن أخيهم الملاك، لذا وجب الاستعانة ببعض من مفردات شخصيتها القديمة، فنحن نشاهدها في تلك الحلقة، وهي ترفع حاجبيها بالطريقة المعهودة والتي لا يخلو أي فيلم لها منها، كذلك هي تفضل النظر للكاميرا، وتترك الممثل الذي أمامها يقول ما يشاء، ونادراً ما تنظر إليه، وكأنها في عداء دائم مع عدسة الكاميرا، حيث تنظر لها بتحد، وكأنها تتوعدها بالويل، والعذاب، كذلك ظهرت نادية الجندي، وهي ترتدي بنطالاً ضيقا للغاية، وعليه جاكت جلد فضي ولامع بشدة، الأمر كان مستفزا جدا، خصوصا أن هذا النوع من الملابس لم يكن منتشرا في فترة الأربعينيات، وما بعدها حتي، كذلك ظهرت نادية الجندي في معظم مشاهد الحلقة بشعر طويل علي كتفيها، وهي تسريحة الشعر التي لا تتوافق إطلاقا، مع كل الصور التي شاهدناها للملكة نازلي، لكن يبدو أن الملكة نازلي تصنع تاريخاً جديداً للملكة.
الدستور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق