واستمرت أزمة المستشفيات الجامعية فى القاهرة الكبرى والمحافظات، جراء اعتداء بعض البلطجية على العاملين بها، وهى الاعتداءات التى يصفها الدكتور حسين خيرى، عميد كلية الطب القصر العينى ب«التهديد اليومى» الذى يعرض حياة الأطباء والممرضين للخطر، موضحا أن نقابة الأطباء سبق لها أن تدخلت بالتنسيق مع الداخلية بتوفير 20 فردا مقاوما للشغب، فضلا عن بعض العناصر من الشرطة العسكرية، إلا أن الأزمة لا تزال مستمرة، «نريد 100 فرد أمن داخلى يتم تعيينهم من جهاز التنظيم والإدارة لحل المشكلة».
كان اللواء أحمد جمال، وزير الداخلية، عقد اجتماعا، أول أمس، مع الدكتور محمد حامد وزير الصحة، والدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالى، لوضع الخطة اللازمة لتوفير الحماية الأمنية للمستشفيات العامة والخاصة، وتأمين الأطباء وأطقم التمريض والعاملين ضد أى محاولات للاعتداء عليهم، وتضمنت الخطة إنشاء إدارة خاصة لتأمين المستشفيات بالوزارة، وعقد دورات تدريبية مكثفة للمسئولين عن الأمن الداخلى بالمستشفيات، بالإضافة إلى استخدام نظام المراقبة بالكاميرات الداخلية بأقسام الطوارئ والاستقبال لرصد أى تجاوزات تحدث.
وقال الدكتور عبدالوهاب عزت، مدير المستشفيات الجامعية، إنه لن يتم فتح وحدات الطوارئ والاستقبال بمستشفيى الدمرداش وعين شمس التخصصى قبل تنفيذ قرار وزير الداخلية على أرض الواقع.
واتفق معه الدكتور أيمن بغدادى، مدير مستشفى الدمرداش، قائلا: «الفكرة جيدة وستعمل على تقليل المخاطر التى نتعرض لها، ولكن ما الفائدة إذا لم يتم تطبيقها فى أقرب وقت ممكن؟».
وأشار بغدادى إلى أنه ليس لديه معلومات توضح متى سيتم تنفيذ هذه الخطة، وهل سيتم توفير أمن من وزارة الداخلية على المستشفيات، أم سيكتفون بالأمن المدنى فقط وتدريبه، «لأننا لو اكتفينا بالأمن العادى، غير المسلح، يبقى معملناش حاجة».
فيما دعا د.حلمى الغر، مدير مستشفى عين شمس التخصصى، إلى حل مشكلة أفراد الأمن الداخلى الذين يلاحقون قضائيا نتيجة دفاعهم عن أنفسهم فى المشاجرات التى نشبت أكثر من مرة داخل وحدات الاستقبال، كما دعا إلى تقنين أوضاعهم وعدم معاملتهم، قانونيا، كمعاملة المواطن العادى الذى يتشاجر فى الشارع.
وطالبت الحركات المعارضة والمهنية وزير الداخلية بسرعة تنفيذ خطة تأمين المستشفيات، حرصا على حياة المرضى وحماية الأطباء، والاستعانة بأفراد أمن من الوزارة، مسلحين، وعدم الاكتفاء بالأمن المدنى.
وقال الدكتور خالد كمال أستاذ بكلية الطب وعضو بحركة استقلال عين شمس: «المهم الفعل وليس الكلام، لابد من تأمين المستشفيات بأى طريقة»، رافضا الدعوات المطالبة بتسليح الأطباء للدفاع عن أنفسهم «الطبيب دوره علاج المرضى وليس حمل السلاح»، مضيفا أن تأمين وزارة الداخلية للمستشفيات لا يعنى عودة حرس الداخلية مرة أخرى لتأمين الجامعات».
الشروق
===========
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق