الجمعة، 25 مايو 2012

شعورنا الداخلي بالمسؤولية


الکاتب : السيد محمد باقر الصدر


    إذا لاحظنا الإنسانية في أي فترة من تاريخها نجد أنها تتبع نظاماً معيّناً في حياتها، وطريقة محددة في توزيع الحقوق والواجبات بين الناس، وانها بقدر ما يتوفر لديها من ضمانات لالتزم الأفراد بهذا النظام وتطبيقه تكون أقرب إلى الاستقرار وتحقيق الأهداف العامة المتوخاة من ذلك النظام.
    وهذه الحقيقة تصدق على المستقبل والماضي على السواء لأنّها من الحقائق الثابتة في المسيرة الحضارية للإنسان على مداها الطويل.
    والضمانات منها ما هو موضوعي كالعقوبات التي تضعها الجماعة تأديباً للفرد الذي يتجاوز حدوده، ومنها ذاتي وهو الشعور الداخلي للإنسان بالمسؤولية تجاه التزاماته الاجتماعية، وما تفرضه الجماعة من واجبات وتحدد له من حقوق.
    وعلى الرغم من انّ الضمانات الموضوعية لها دور كبير في السيطرة على سلوك الأفراد وضبطهم فإنها لا تكتفي في أحايين كثيرة بمفردها ما لم يكن إلى جانبها ضمان ذاتي ينبثق عن الشعور الداخلي للإنسان بالمسؤولية، لأنّ الرقابة الموضوعية للفرد مهما كانت دقيقة وشاملة لا يمكن عادة ان تضمن الإحاطة بكل شيء واستيعاب كل واقعه.
    والشعور الداخلي بالمسؤولية يحتاج لكي يكون واقعاً عملياً حياً في حياة الإنسان إلى إيمانه برقابة لا يعزب على علمها مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، وإلى مِران عملي ينمو من خلاله هذا الشعور ويترسخ بموجبه الاحساس بتلك الرقابة الشاملة.
    والرقابة التي لا يعزب عن علمها مثقال ذرة تتواجد في حياة الإنسان نتيجة لارتباطه بالمطلق الحق العليم القدير الذي احاط علمه بكل شيء فإن هذا الارتباط بنفسه يوفر للإنسان هذه الرقابة، ويهيئ بذلك إمكانية نشوء الشعور الداخلي بالمسؤولية.
    والمران العملي الذي ينمو من خلاله هذا الشعور الداخلي بالمسؤولية يتحقق عن طريق الممارسات العبادية، لأنّ العبادة واجب غيبي، نقصد بكونها واجباً غيبياً ضبطها بالمراقبة من خارج أمر مستحيل، فلا يمكن أن تنجح أي إجراءات خارجية لغرض الاتيان بها. لأنها متقومة بالقصد النفسي والربط الروحي للعمل بالله، وهذا أمر لا يدخل في حساب الرقابة الموضعية من خارج ولا يمكن لأي اجراء قانوني ان يكفل تحقيقه، وانما الرقابة الوحيدة الممكنة في هذا المجال هي الرقابة الناتجة عن الارتباط بالمطلق بالغيب الذي لا يعزب عنه شيء، والضمان الوحيد الممكن عن هذا الصعيد هو الشعور الداخلي بالمسؤولية، وهذا يعني انّ الإنسان الذي يمارس العبادة يباشر واجباً يختلف عن أي واجب أو مشروع اجتماعي آخر، فحين يقترض ويوفي الدين أو حين يعقد صفقة وينفذ شروطها وحين يستعير مالا من غيره، ثمّ يعيده إليه يباشر بذلك واجباً يدخل في نطاق الرقابة الاجتماعية رصده، وبهذا قد يدخل بشكل آخر التحسب لرد الفعل الاجتماعي على التخلف عن أدائه في اتخاذ قراراً بالقيام به، واما الواجب العبادي الغيبي الذي لا يعلم مدى مدلوله النفسي الا الله سبحانه وتعالى فهو نتيجة للشعور الداخلي بالمسؤولية ومن خلال الممارسات العبادية ينمو هذا الشعور الداخلي ويعتاد الإنسان على التصرف بموجبه، وبهذا الشعور يوجد المواطن الصالح إذا لا يكفي في المواطنة الصالحة أن لا يتخلف عن أداء حقوق الآخرين خوفاً من رد الفعل الاجتماعي على هذا التخلف، وانما تتحقق المواطنة الصالحة بأن لا يتخلف الإنسان عن ذلك بدافع من الشعور الداخلي بالمسؤولية، وذلك لأنّ الخوف من رد الفعل الاجتماعي على التخلف لو كان وحده هو الأساس لالتزامات المواطنة الصالحة في المجتمع الصالح لأمكن التهرب من تلك الواجبات في حالات كثيرة حينما يكون بامكان الفرد أن يخفي تخلفه أو يفسره تفسيراً كاذباً، أو يحمي نفسه من رد الفعل الاجتماعي بشكل وآخر، فلا يوجد ضمان سوى الشعور الداخلي بالمسؤولية.
    ونلاحظ انّ المرجح غالباً في العبادات المستحبة أداؤها سرا وبطريقة غير علنية، وهناك عبادات سرية بطبيعتها كالصيام فإنّه كف نفسي لا يمكن ضبطه من خارج، وتوجد عبادات اختير لها جو من السرية، والابتعاد عن المسرح العام كنافلة الليل التي يطلب أداؤها بعد منتصف الليل، وكل ذلك من أجل تعميق الجانب الغيبي من العبادة ورطبها أكثر فأكثر بالشعور الداخلي بالمسؤولية وهكذا يترسخ هذا الشعور من خلال الممارسات العبادية ويألف الإنسان العمل على أساسه ويشكل ضماناً قويّاً لالتزام الفرد الصالح بما عليه من حقوق وواجبات.




المصدر  البلاغ


=====

اقرأ أيضا

المفاجأة المذهلة‏!‏
الزفاف الأسطوري‏!‏
أربع نصائح ذكية للحفاظ على بشرتك

مرحبا بالزوجة الثانية والثالثة والرابعة .. بقلم : احلام الجندى

فيلم "الدكتاتور" يجسد حياة الحكام العرب المخلوعين بشكل كوميدي

راقصات أشهر ملهي ليلي بباريس يضربن عن العمل لتدني اجورهم


الراقصة دينا ترتدي الحجاب وتتخلى عن المكياج!

بالفيديو .. برومو فيلم "أروقة القصر ولحظات تنحى مبارك"

عكس كل التوقعات .. فساتين "محتشمة" تغزو أجساد نجمات هوليود

واحدة من ثمان نساء ترى نفسها جذابة

الصبار والخروع والزنجبيل الحل الأساسى لعلاج تساقط الشعر

شائعات "الموت" تحاصر المشاهير
الحل السحري للأزمة المستعصية 
إحذر‏..‏ تاكسي إسكندرية ملاكي‏!‏
أوباما: تأييد زواج المثليين "امتداد منطقي" لرؤيتي للولايات المتحدة

"أوميجا 3 "يقوي الذاكرة ويكافح الزهايمر

إزالة الشعر بالليزر تهدد النساء بالعمى الدائم

صحفية هولندية تفوز بجائزة لإسهاماتها فى الدفاع عن المرأة المسلمة

عمال بمستشفى يشهرون إسلامهم بعد الاستماع لشاب مريض يقرأ القرآن

يابانية عمرها 73 عاما تبلغ قمة إفرست

مشروع قانون ضريبة على القطط والكلاب فى إيطاليا

العثورعلى سفينة غارقة منذ 200عام بخليج المكسيك

روسي يسرق سيارة إسعاف لاستغلالها في العمل لحسابه

جمال الخط العربي فى معرض بموسكو


عالم مصرى يفوز باحد فروع جائزة الامير نايف العالمية للسنة النبوية

تجربة جديدة بالقاهرة لترشيد استخدام "الحقائب البلاستيكية"

ظهور قرش الحوت قرب جزيرة الجفتون جنوب الغردقة

وزيرة فرنسية تثير ضجة بحضورها اجتماع مجلس الوزراء بالجينز

فرنسا توفر شقة فاخرة لساركوزي بعد خسارته للإنتخابات


على طريقة "الزيدى"..

بالفيديو.. شفيق يلغى مؤتمره بأسوان بعد إلقاء "الجزمة" عليه

وردة فى آخر حواراتها الصحفية: أتمنى رئيساً شاباً لمصر

الظواهري يدعو السعوديين الى اسقاط الاسرة الحاكمة

كاتب إسبانى يصف موسى بالثعلب العجوز الذى يثق فى حظه

بالصور.. زغاريد الراقصة دينا فى وداع وردة بمطار القاهرة

امباير ستيت يفقد لقب أعلى مبنى في نيويورك لصالح مركز التجارة
واحدة من ثمان نساء ترى نفسها جذابة
نجوم عرب فى فيلم إيراني عن الشهيد الحسين
رسل كرو يجسد شخصية نبي الله نوح
روشتة غذائية لموسم الامتحانات
فيتامين "ه" يقى من الإصابة بالسرطان

جوجل يحتفي بالذكرى الـ121 لميلاد محمود مختار

الأمير تشارلز يفاجئ مشاهدى التليفزيون بتقديم النشرة الجوية

رحيل رابع أكبرمعمرة فى العالم الأمريكى ليلا دنمارك
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": ماذا نتعلم من منى الشاذلى ويسرى فودة؟
خالد صلاح يكتب.. كلمة واحده :«حازم أبوإسماعيل» بوابة ظهور المهدى المنتظر
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الإجابة.. لايوجد
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": تهديدات الإسلاميين لقناة الرحمة الإسلامية
طائرة الرئيس السادات تسير وسط العاصمة الأردنية

حائط جديد في برلين يرمز الى الفجوة بين الاغنياء والفقراء

عدد مستخدمى فيسبوك فى الشرق الأوسط يصل إلى 43 مليون شخص

أنياب جــــــوزيه
طوفان جديد من المسلسلات هذا العام معظم أبطالها من نجوم ونجمات السينما
حــــلم العــــــودة لمهــــرجـــان‏..‏ كـــــــان
عادل إمام
بالفيديو.. "التريلر" الأول لفيلم "Cosmopolis"
2 "تريلر" جديدين لفيلم " Men in Black III "
بالفيديو والصور.. جينيفر لوبيز تطرح "Follow The Leader"
"The Avengers" يحقق رقماً قياسياً فى مفاجأة لجمهوره
استمرارالحمل لفترة 42 اسبوعا يؤثرعلى الجنين
المرأة الجزائرية تكتسح البرلمان ب148 مقعدا من مجموع 462

مدير مهرجان موازين: نحن حريصين على وجود المطربين المصريين



جوجل يحتفل بذكرى هوارد كارتر أشهر مكتشفي الآثار المصرية

دروجبا يقود تشيلسي للفوز بدوري أبطال اوروبا

رونالدينيو يذهب إلى مران فريقه "فلامنجو" وهو مخمور

جوزيه بكل الحزن يشرح أسباب رحيله عن الأهلي

مانويل جوزيه يرفض الاستمرار مع الأهلي

عبور41 سفينة المجري الملاحي لقناة السويس

جوجل تحتفل بالذكرى الـ 964 لميلاد عالم الرياضيات عمر الخيام

بطل هارى بوتر يرغب فى تجسيد دور الشر

روسيا تمنح ميدالية بوشكين لمترجم مصري

أم تحبس نجلها لمدة 33 عاما لحمايته من سخرية جيرانه

زفاف مفاجئ لمؤسس موقع الفيسبوك من صديقته بريسيلا تشان

ممثل يصفع صحفي حاول تقبيله

إصابة 9 أشخاص من عائلة واحدة بحالة تسمم بالغربية

شهامة ممثل تعرضه للضرب بمهرجان كان

حقوقي: السويس يتهم الأخوان باستخدام المساجد في الدعاية الانتخابية

بروتوكول لإنشاء أكبر مصنع لإنتاج كربونات الصوديوم بسيناء

فرنسا توفر شقة فاخرة لساركوزي بعد خسارته للإنتخابات

يابانية عمرها 73 عاما تبلغ قمة إفرست


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق