كتب:عطية عيسوي
محمد موظف بسيط يحاول جاهدا توفير جزء من دخله لمواجهة متطلبات الاولاد عندما يكبرون أو عوادي الزمن ومفاجآته. ليست له خبرة في توظيف مايدخره, وتنتابه الحيرة.
هل يضع المبلغ في دفتر توفير أو يشتري به شهادات استثمار ويحصل علي عائد من احد البنوك برغم ما يقال عن أنه ربا, والله حرم الربا, أم يحتفظ به تحت البلاطة فتقل قيمته أو يتبدد بمرور الزمن ويتحمل بذلك وزر اكتناز المال الذي حرمه الإسلام أيضا, أم يعطيه لتاجر أو موظف يستطيع تشغيله لكنه لا يضمن ألا يبدده أو يكذب عليه قائلا: إنه لم يكسب ليحرمه من نصيبه من العائد في زمن تفشي فيه خراب الذمم, ام يضعه في بنك إسلامي ان ربح يعطيه منه وان خسر يحمله جزءا من الخسارة, وهو نظام في ظل انعدام الضمير لدي البعض يمكن ألا يشجع علي التدقيق أو إجراء دراسة الجدوي اللازمة بجدية فتضيع اموال في مشروعات خاسرة مادام صاحب المال رضي بأي مبلغ من الربح يعطونه له وبأي قدر من الخسارة يحملونه إياه.
حيرة الرجل وحرصه علي عدم اغضاب ربه تجعله يحتفظ بما يوفره من دخله في بيته أحيانا رغم أنه بذلك قد منع توظيفه في إنتاج شيء يعود بالخير علي المجتمع ضمن مشروع من نوع ما, وأحيانا أخري يضعه في حساب جاري أو دفتر توفير في اقرب بنك لبيته أو مقر عمله ويرفض أخذ أي ربح لان هناك من الفقهاء من اعتبره ربا, ويبحث في الوقت نفسه عن بنك إسلامي قريب يضعه فيه ليرتاح من هذا الهم, لكن البنك بعيد ويصعب عليه أن يجد وقتا للذهاب إليه كلما اراد ان يودع أو يسحب.
حالة محمد واحدة من حالات كثيرة تحتاج إلي فتوي قاطعة من أولي الأمر تبين له بوضوح ماهو الربا الحقيقي, وهل عائد ايداع المال بالبنوك فعلا ربا أم أن البعض يطبقون حكم تحريم الربا في غير موضعه؟ فليس من السهل علي المسلم الذي يتحري الحلال ورضا ربه أن يقدم علي عمل مشكوك في حلاله, وفي الوقت نفسه ليس من المنطق التعسير علي الناس واصابتهم بالحيرة وتضييع فرصة لتحسين دخلهم بتوظيف فائض اموالهم وكذلك دعم الاقتصاد الوطني بإقامة مشروعات إنتاجية تستخدم ما يوفره محمد وغيره من أموال مهما كانت صغيرة, تصبح كبيرة ومفيدة بعد تجميعها معا في وعاء واحد, وهنا السؤال: ماهو الربا؟.. ما نعلمه أنه استغلال لحاجة المحتاج بأن أقرضه الف جنيه مثلا واجبره علي ان يعيدها لي بعد فترة الفا وخمسمائة جنيه برغم علمي أنه اقترضها لشراء ملابس لاولاده أو غذاء او دفع مصاريف مدارس أو أي شيء أخر لا يربح منه أي مبلغ يعطيني منه المال الزائد الذي فرضته عليه, وقد كان هذا منتشرا في الريف بصفة خاصة عندما كان المرابي يقرض المحتاج 12 جنيها ويستردها بعد ستة أشهر18 جنيها!.
والسؤال الثاني: لكن هل هذا هو مايحدث في حالة ذهابي بكامل ارادتي إلي البنك أو البوستة لاضع المبلغ الزائد علي حاجتي في دفتر توفير بالعائد أو اشتري به شهادة استثمار بالارباح, أو الجوائز لانني لا استطيع تشغيل هذا المبلغ لانميه واكسب من ورائه؟ هنا ومن الوهلة الأولي يتضح آن الوضع مختلف وليس فيه استغلال لحاجة احد وإنما وضع المبلغ الزائد علي حاجتي لدي البنك ليقرضه لتاجر أو رجل أعمال يستخدمه مع أموال آخرين مثلي في إقامة مشروع إنتاجي أو تجاري يربح منه ويعطي البنك جزءا من الربح ليقوم البنك بدوره بإعطائي جزءا مما حصل عليه من عائد علي قدر المبلغ الذي وضعته فيه, فالبنك هنا لم يجبرني علي وضع أموالي فيه ولم يجبر رجل الأعمال أو التاجر علي الاقتراض منه, وإنما تم تشغيل المال في مشروع حقق ربحا وأخذ المقرض صاحب المال جزءا منه والوسيط وهو البنك جزءا آخر وبقي الجزء الأكبر لصاحب المشروع. فأين هنا استغلال حاجة المحتاج الذي نهي عنه الإسلام بتحريم الربا؟ بل هناك تساؤلات عديدة تؤكد أن هذا ليس ربا علي الإطلاق من بينها:
< إذا تركت الأمر بلا تحديد لمقدار الفائدة علي المقترض صاحب المشروع ليعطيني مما ربح أو يحملني جزءا من الخسارة إذا خسر, ما الذي يضمن لي أنه لم يربح أو أنه لايكذب إذا قال إنه خسر في ظل خراب الذمم المنتشر في عصرنا هذا؟.
< إذا لم أتفق كبنك ووكيل عن صاحب المال مع المقترض علي نسبة الفائدة, فهل يكون ذلك مدعاة لعدم الجدية في دراسة الجدوي واتخاذ الاحتياطات اللازمة لضمان نجاح المشروع مادام صاحبه لن يضار كثيرا من فشله إذا فشل لأنه غير ملزم بدفع عائد أو حتي كامل القرض؟ وأليست ذلك مغريا للدخول في مغامرات فاشلة تضيع فيها أموال الغلابة؟ ألا يشجع ذلك علي الإسراف مثلا في الإنفاق علي المشروع مما يقلل من عائد ربحه أو حتي يفشله؟
< أليس مشاركة هذا الموظف البسيط بمبلغ صغير مع موظفين من أمثاله عبر البنك في مشروع ناجح يدر ربحا فيه خير للجميع؟
البنك الذي يعمل به عشرات الموظفين كل منهم ينفق علي أسرة, وصاحب المشروع أو المصنع الذي يعمل لديه موظفون وعمال كل منهم ينفق علي أسرته, والموظف البسيط الذي استثمر فائض ماله في المشروع فعاد عليه بربح يستطيع به أن يزوج ابنه أو ابنته أو يعالج به مريضا أو ينفق علي تعليم أولاده؟
< أليس صحيحا أن بنكا اسلاميا شهيرا زادت لديه الودائع بقدر لم يعد يستطيع توظيفها بنفسه فوضع جزءا منها في بنوك يصفونها بأنها ربوية؟.. ثم أليس القائمون علي البنوك الإسلامية بشرا يصيبون ويخطئون, وإذا أخطأوا تعود نتيجة خطئهم علي حساب المدخر الصغير الضعيف ماداموا غير ملزمين بدفع عائد محدد له علي ماله؟.
< أليست الذريعة التي يتذرع بها البعض بأن تحديد نسبة الفائدة مقدما ربا محرم مردودا عليها بأن هذا أدعي للحفاظ علي حقوق أصحاب الودائع الغلابة حتي لايتهاون المسئولون عن البنك أو يدخلوا في مشروعات خاسرة؟.. وحتي لو خسر المشروع الذي ساهم فيه محمد بمبلغه الصغير فان هناك مشروعات أخري حققت أرباحا وعندما يجمع البنك عائد المشروعات الرابحة ويخصم منه ما نقص من المشروع الخاسر فإن الفائض المتبقي يكفي لتوزيع الأرباح المتفق عليها علي أصحاب الودائع ويزيد, وبذلك يحدث التكافل الإجتماعي الذي لا يترك الخاسر وحيدا, وهو أحد مقاصد الشرع, فإذا كان العائد لصاحب الوديعة 9% مثلا فإ البنك يحصل من المقترض صاحب المصنع أو المشروع الايتثماري علي15% وهي جزء فقط مما ربحه المشروع ولنفترض أنه25%, وبذلك تتحقق الفائدة للجميع أما إذا خسر المشروع فإن البنك عادة ما يتخلي عن الفوائد أو جزء منها لتخفيف العبء عنه دون أن يؤثر ذلك علي حق صاحب الوديعة.
وبعد هذه التوضيحات نرجو ألا يظل هناك من يعتبرون فائدة البنوك ربا.. وحتي لو بقي منهم أحد فإن هناك شيوخا كبارا أفتوا بأنها ليست حراما, لكن هناك أيضا من يصرون علي أنها حرام وهذا مايوقع المسلم البسيط في حيرة ويزيده رهقا ومع ذلك فللمسلم أن يأخذ بأي من الرأيين حسبما يفتيه قلبه ولا حرج عليه. فاختلاف العلماء رحمة.. وسبق أن قال الرسول الكريم محمد (صلي الله عليه وسلم): أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم..وليس الفقهاء وعلماء الدين الحقيقيون ببعيد عن أصحاب الرسول في الهداية والاقتداء. ليت أولي الأمر يردون علي هذه التساؤلات ولنفتح باب للنقاش بهدوء لحسم هذه القضية الملحة.
المصدر الاهرام
=====
اقرأ أيضا
المفاجأة المذهلة!الزفاف الأسطوري!
أربع نصائح ذكية للحفاظ على بشرتك
واحدة من ثمان نساء ترى نفسها جذابة
مرحبا بالزوجة الثانية والثالثة والرابعة .. بقلم : احلام الجندى
فيلم "الدكتاتور" يجسد حياة الحكام العرب المخلوعين بشكل كوميدي
راقصات أشهر ملهي ليلي بباريس يضربن عن العمل لتدني اجورهم
الراقصة دينا ترتدي الحجاب وتتخلى عن المكياج!
الصبار والخروع والزنجبيل الحل الأساسى لعلاج تساقط الشعر
شائعات "الموت" تحاصر المشاهيرالحل السحري للأزمة المستعصية
إحذر.. تاكسي إسكندرية ملاكي!
أوباما: تأييد زواج المثليين "امتداد منطقي" لرؤيتي للولايات المتحدة
«أبو تريكة» طالب زملاءه بالتصويت لـ«مرسى» فاختاروا «شفيق»
الأمير ويليام يعترف بأنه أفتقد ليدي ديانا يوم زفافه
"أوميجا 3 "يقوي الذاكرة ويكافح الزهايمر
بالفيديو .. برومو فيلم "أروقة القصر ولحظات تنحى مبارك"عكس كل التوقعات .. فساتين "محتشمة" تغزو أجساد نجمات هوليود
«رومني»: العالم غير آمن وعلينا أن نحافظ على قوة أمريكا الرهيبة
إنقاذ حياة رضيع بزراعة أصغر قلب صناعي لإبقائه على قيد الحياة
أوباما يغنى أثناء «الدُّش».. وميشيل تختار «بيونسيه»
انفض المولد وبقى السؤال: «مين هينضف الأسوار والحوائط من بقايا الدعاية؟»
بلجيكا تخفض رواتب رؤساء الشركات بنسبة 90% لتحقيق العدالة الاجتماعية
مجلس الشعب يناقش بيع دود صيني بالأسواق على أنه جمبري
إزالة الشعر بالليزر تهدد النساء بالعمى الدائم
صحفية هولندية تفوز بجائزة لإسهاماتها فى الدفاع عن المرأة المسلمةعمال بمستشفى يشهرون إسلامهم بعد الاستماع لشاب مريض يقرأ القرآن
يابانية عمرها 73 عاما تبلغ قمة إفرست
مشروع قانون ضريبة على القطط والكلاب فى إيطاليا
العثورعلى سفينة غارقة منذ 200عام بخليج المكسيك
روسي يسرق سيارة إسعاف لاستغلالها في العمل لحسابه
جمال الخط العربي فى معرض بموسكو
عالم مصرى يفوز باحد فروع جائزة الامير نايف العالمية للسنة النبوية
تجربة جديدة بالقاهرة لترشيد استخدام "الحقائب البلاستيكية"
ظهور قرش الحوت قرب جزيرة الجفتون جنوب الغردقة
وزيرة فرنسية تثير ضجة بحضورها اجتماع مجلس الوزراء بالجينز
فرنسا توفر شقة فاخرة لساركوزي بعد خسارته للإنتخابات
الأسوانى: مرسي سيخسر الإعادة.. وهناك أدلة على التزوير رفضت "العليا" الإفصاح عنها
أستاذ الجامعة الذى وضعته الثورة على بعد خطوات من الحكم
مصطفى بكري: بعد خروج حمدين صباحي «كله زي بعضه»
مستشفى المنيرة تستقبل أول حالتي إصابة لمتظاهري ميدان التحرير
مشاجرة بين عمال مسلمين وأقباط بالقرية الذكية بالمعادي بسبب "شفيق" و"مرسي"
محمود سعد: لست مذيع نشرة لأكون محايدا مع شفيق
غنيم: تصويت 900 ألف شرطي لصالح شفيق شائعة لا تنفى أو تثبت حدوث تزوير بالانتخابات
الشاهد في «السُّخرة»: هددونا بالاعتقال لو تكلمنا عن فيلات العادلي (نص التحقيقات)
فاينانشيال تايمز: إعادة "الرئاسة" تضيف غضبًا جديداً للمرحلة "الدموية".. ورويترز: النتيجة خسارة للإخوان
السعودية تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته لوقف نزيف الدماء بسوريا
باراك: جميع الخيارات مطروحة للتعامل مع التهديد النووي الإيراني
«محمد».. هرب من السجن فى «الثورة» ليصبح «رجل أعمال الفاكهة»
إذا أردت أن تُطاع!
عقب اعلان النتائج النهائية..القاهرة والإسكندرية في حالة غضب
وفد شعبى يلتقى وزير الثقافة لحل مشكلة موظفى دار الكتب المضربين عن الطعام
القبض على سائق مينى باص وفتاة بعد مطاردة بوليسية على الطريق الدائرى ببورسعيد
السكك الحديدية تنفي اندلاع النيران بأحد القطارات
زيدان خارج حسابات منتخب مصر أمام موزمبيق
إصابة 5 متظاهرين بالمحلة دهستهم سيارة ملاكي تحمل صورة لـ"مرسي"
سلطان للإخوان: من صوَّتوا لأبوالفتوح وصباحى فى حاجة لمن يجذبهم لا من يستعلى عليهم
رموز النظام السابق.. عام ونصف من المحاكمات
حكايات المواطنين عن الانتخابات: صدمة وخوف وبحث عن ربان لسفينة الوطن
نتائج الانتخابات.. حديث المقاهى فى «باب الشعرية» و«العباسية» و«الوايلى»
ارتفاع ضحايا حريق الدوحة لـ19 معظمهم من الأطفال
انتحار زوجة رفض زوجها الذهاب معها إلى حفل زفاف ابن عمها
سوزان مبارك.. شجرة در «العروبة»
على طريقة "الزيدى"..
بالفيديو.. شفيق يلغى مؤتمره بأسوان بعد إلقاء "الجزمة" عليه
وردة فى آخر حواراتها الصحفية: أتمنى رئيساً شاباً لمصر
الظواهري يدعو السعوديين الى اسقاط الاسرة الحاكمة
كاتب إسبانى يصف موسى بالثعلب العجوز الذى يثق فى حظه
بالصور.. زغاريد الراقصة دينا فى وداع وردة بمطار القاهرة
امباير ستيت يفقد لقب أعلى مبنى في نيويورك لصالح مركز التجارةواحدة من ثمان نساء ترى نفسها جذابة
نجوم عرب فى فيلم إيراني عن الشهيد الحسين
رسل كرو يجسد شخصية نبي الله نوح
روشتة غذائية لموسم الامتحانات
فيتامين "ه" يقى من الإصابة بالسرطان
جوجل يحتفي بالذكرى الـ121 لميلاد محمود مختار
الأمير تشارلز يفاجئ مشاهدى التليفزيون بتقديم النشرة الجوية
رحيل رابع أكبرمعمرة فى العالم الأمريكى ليلا دنماركخالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": ماذا نتعلم من منى الشاذلى ويسرى فودة؟
خالد صلاح يكتب.. كلمة واحده :«حازم أبوإسماعيل» بوابة ظهور المهدى المنتظر
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": الإجابة.. لايوجد
خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": تهديدات الإسلاميين لقناة الرحمة الإسلامية
طائرة الرئيس السادات تسير وسط العاصمة الأردنية
حائط جديد في برلين يرمز الى الفجوة بين الاغنياء والفقراء
عدد مستخدمى فيسبوك فى الشرق الأوسط يصل إلى 43 مليون شخص
أنياب جــــــوزيهطوفان جديد من المسلسلات هذا العام معظم أبطالها من نجوم ونجمات السينما
حــــلم العــــــودة لمهــــرجـــان.. كـــــــان
عادل إمام
بالفيديو.. "التريلر" الأول لفيلم "Cosmopolis"
2 "تريلر" جديدين لفيلم " Men in Black III "
بالفيديو والصور.. جينيفر لوبيز تطرح "Follow The Leader"
"The Avengers" يحقق رقماً قياسياً فى مفاجأة لجمهوره
استمرارالحمل لفترة 42 اسبوعا يؤثرعلى الجنين
المرأة الجزائرية تكتسح البرلمان ب148 مقعدا من مجموع 462
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق