الخميس، 12 أغسطس 2010

مغامرات "الفاطرين" الخمسة فى شوارع رمضان


صايم ولا زى كل سنة؟» سؤال مرح يتبادله الشباب قبل أيام من رمضان، ويأتى الرد بأنه «الحمد لله صايم»، إلا الشاب محمد وشلته، لأنهم «فاطرين زى كل سنة»।يدرس محمد بكلية الهندسة بالأكاديمية البحرية على خلاف أصدقائه الذين يدرسون بجامعات حكومية، ولكنهم يتفقون على الإفطار فى معظم أيام شهر رمضان لأنهم «مش بيقدروا يستحملوا الجوع والعطش».«الصوم مُرهِق قوى». بدأ محمد يفطر كل عام مع أصدقائه شهر رمضان وهو طالب بالثانوية العامة.«قبل كده كان أهلى بيفطرونى علشان أنا صغير».ينتقد محمد 17 عاما، بعض أصدقائه من المفطرين «علشان السجاير، لكن أنا بافطر علشان مش بستحمل».الدكتور يسرى عبدالمحسن أستاذ الطب النفسى والأعصاب بكلية الطب جامعة القاهرة يرى أن سبب قول محمد إنه «مش بيستحمل» هو التهرب من الصيام ومنع الحرج أمام الآخرين، ولكن هو نفسه غير مقتنع بهذا السبب، أضاف أن كل إنسان عنده القدرة على الصيام «بس دى مسألة إرادة»، ويجب أن يرى القدوة والمناخ العام فى الأسرة التى يقع عليها عامل كبير فى تهيئة الابن للصيام، ويؤكد أن الإنسان الطبيعى يواجه مشكلة الجوع والعطش فى أول يومين فقط من شهر رمضان.مشكلة محمد وشلته ليست فى أول يومين، فهم يمضون معظم أيام شهر رمضان فى الشارع، ويأكل مع أصدقائه قبل أذان المغرب كالعادة، «نفطر على الساعة تلاتة العصر»، على أطعمة خفيفة من السوبر ماركت يتناولونها «فى مدخل أى عمارة». وعندما يؤذن المغرب يذهب محمد مع أصحابه لتناول الإفطار فى أى مطعم.يضطر محمد لصيام أيام قليلة من رمضان «لما يكون عندنا عزومة»، لأنه يبقى حبيس المنزل، ويكون الصيام «غصب عنى» خوفا من أن يعرف والديه أنه لا يصوم «لانى مش عارف هيعملوا ايه لو عرفوا». اكتشف محمد بالمصادفة أن هناك آخرين من أصدقائه يفطرون مثله، «مع أنى كنت فاكرهم بيصوموا»، وازداد عدد شلة محمد من «الفاطرين» لأنهم لا يستطيعون الصبر على جوع النهار بطوله.ما لا يعرفه محمد وشلته هو أن هناك أطعمة تقلل الإحساس بالجوع، إذا تناولها المرء فى وجبة السحور. د.رابحة أباظة خبيرة التغذية تقول إن عدم القدرة على الصيام يمكن التغلب عليها بتناول أطعمة بسيطة فى وجبة السحور مثل الفول والعدس أو «حاجات حلوة علشان بتزود الطاقة اللى بتعوضك عن الأكل الكتير»، أما مشكلة العطش «لازم يشرب مياه قبل الأذان مباشرة»، وأكدت أن المريض الذى يحتاج شرب مياه كثيرة مثل المريض بالكلى «يستحسن ما يصومش، خاصة لو الدكتور قال له كده». أيضا يخفف شرب اللبن وتناول البلح والزبادى من حدة الجوع والعطش.«أنا عارف إن ده حرام بس أنا مش بقدر أصوم» يقول محمد إن تعوده على الافطار من صغره بسبب والديه هو ما جعله غير قادر على الصيام عندما أصبح شابا، ويضيف ان بعض أفراد شلته من «الفاطرين» الخمسة، يشعر بالذنب، «بس إحنا اتعودنا على كده»، أما الباقى «الموضوع ده عادى عندهم»، خاصة مدخنى السجائر.يتذكر محمد أنه يصوم أول أيام رمضان «علشان بنبقى معزومين عند جدتى»، ومن ثانى أيام رمضان يبدأ محمد الإفطار مع أصدقائه، وفى بعض الأيام يكون مع كل أصدقائه «اللى فيه منهم بيصوم».عندما يأتى المساء والإفطار، ويمسك أصحابه من الصائمين كوب العصير، ويتلون دعاء الإفطار، يقاسى محمد أصعب لحظات الشهر الكريم، «ساعتها باتكسف من نفسى قوى».
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق