الخميس، 12 أغسطس 2010

اغتيال شمس .. إهمال العلم و فساد رجال الأعمال و انتشار الشعوذة


أحاول فى مسلسلى مناقشة قضية مهمة هى اغتيال العلم وليس اغتيال العلماء، والعمل ككل يطرح تساؤلا هو: «هل يحدث اغتيال العلم بأيدينا أم بأيد أجنبية؟».. بهذه الكلمات بدأ السيناريست محسن الجلاد الحديث عن مسلسل «اغتيال شمس» الذى تعرضه الفضائيات خلال شهر رمضان،
وقال الجلاد: الفكرة باختصار تدور حول عالم مصرى يقيم فى دولة أوروبية لمدة ٢٥ عاما ويتوصل لاكتشاف يضاعف محصول القمح عدة مرات، لكن الأجهزة المخابراتية للدول الكبرى المصدرة للقمح تحاول استقطابه، وفى المقابل يصر على موقفه فى مساعدة الدول النامية، وحين تطارده تلك الأجهزة يهرب إلى بلدته ليجد قضية ثأر فى انتظاره ويتم إطلاق النار عليه، وخلال الأحداث أحاول تسليط الضوء على سلبيات عديدة انتشرت فى مجتمعنا منها فساد كبار المسؤولين والبيروقراطية والبطالة التى استفحلت بين الشباب وظاهرة الثأر التى لا تزال موجودة بقوة فى صعيد مصر، كما نشاهد الشعوذة باعتبارها أحد الموروثات القديمة التى تعد سببا فى تأخرنا.
ويوضح الجلاد أن إهمال الدولة والشعب للبحث العلمى يعد محورا أساسيا للأحداث خلال المسلسل، وقال: الحقيقة أن هذا الأمر يؤرقنى ككاتب خاصة بعد اكتشافى أن ميزانية البحث العلمى فى مصر أقل من ميزانية أى نادى كرة قدم فى الدرجة الثانية، وهذه كارثة لأن البحث العلمى فى أمريكا أو إسرائيل من أولويات الحكومة وترصد له ميزانيات ضخمة،
وهذا له مردوده فى الواقع، فرغم أننا أمة لها تاريخ إلا أننا لم نكتشف أى شىء للعالم، ولم نقدم اختراعا مهما يفيد البشرية، ولو نظرنا لأدواتنا التى نستخدمها سنجدها من اختراع آخرين، بدءا من القلم والورقة، ومرورا بالساعة والموبايل، ووصولا للطائرات والمعدات الثقيلة، واللافت للنظر أن مصر تنجب علماء عباقرة لكن البيئة لا تساعد على ازدهار العلم، لذا ينبغ هؤلاء العلماء خارج بلدهم.
ويؤكد الجلاد أن مسلسله ليس متشائما، وفى الوقت نفسه ليس متفائلا، ويقول: يطرح العمل رؤية واقعية لأحوالنا التى لا تسر أحدا، وربما تكون هذه محاولة لعمل وقفة مع النفس للمراجعة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى لا نتخلف أكثر من ذلك.

المصري اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق