السبت، 19 فبراير 2011

مئات آلاف اليمنيين يحتشدون في مظاهرات بين مؤيدة ومعارضة للنظام


خرج مئات الآلاف من المواطنين اليمنيين عقب صلاة الجمعة بالعاصمة صنعاء وعدد من المدن علي مستوي الجمهورية في مظاهرات حاشدة لتأييد ومساندة النظام الحاكم ورفض الفوضي والتخريب, وأخري مضادة تطالب بالتغيير وإسقاط النظام والحزب الحاكم، ففي صنعاء خرجت مسيرات جماهيرية بعدد من الشوارع الرئيسية تعلن تأييد الجماهير بمبادرة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية للحوار والإصلاحات السياسية وتؤكد وقوفها مع أمن الوطن ووحدته واستقراره.
وعبر المتظاهرون الذين خرجوا من عدد من مساجد العاصمة عقب صلاة الجمعة عن رفضهم الكامل لأعمال العنف والتخريب والفوضى وإثارة الفتنه وأكدوا أن الشعب اليمني يرفض الانجرار وراء محاولات البعض من القوى السياسية لإثارة الكراهية بين أبناء الوطن.
وردد المتظاهرون شعارات مؤيده للأمن والاستقرار ورافضه للفوضى والتخريب والعنف والتطرف والإرهاب .. مؤكدين أن كافة أبناء الشعب اليمني سيقفون صفا واحدا للدفاع عن أمن واستقرار الوطن.
وقد شارك في هذه المظاهرات أنصار المؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) وحلفاؤه من أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي , الذي نظموا مسيرتين رئيسين ضمت كل منها مئات الألاف , الأولي بدأت من ميدان السبعين (أكبر ميادين العاصمة) والثانية من أمام جامعة صنعاء الجديدة وهو المكان الذي اعتادت أن يتظاهر فيه المناهضون لنظام الحكم.
ومن جهة ثانية تواصلت المظاهرات المناهضة للنظام السياسي والحزب الحاكم باليمن لليوم الثامن علي التوالي واتسع نطاقها من العاصمة صنعاء لتدخل محافظات جديدة منها الحديدة وعدن وإب ولحج، وقد خرج آلاف المصلين من عدد من مساجد العاصمة وغيرها في مظاهرات تحت عنوان "جمعة البداية" في إشارة إلي بداية العمل علي إسقاط النظام والحزب الحاكم.
ونتيجة تلاقي المظاهرات المؤيدة والمناهضة للنظام وقعت عدة اشتباكات بين الجانبين أسفرت عن عدد من المصابين اليوم وأنباء غير مؤكدة عن وقوع قتلي، وقد تدخلت الشرطة اليمنية وقوات مكافحة الشغب لفض المتظاهرين بعد تزايد حدة الاشتباكات بينهم, واضطرت إلي إطلاق قنابل صوتية, وأعيرة نارية في الهواء.
وقد نجحت الشرطة في فض بعض المظاهرات, إلا أنها لم تتمكن من فض مظاهرات أخري, واستمر الجانبان في تظاهراتهم السلمية في العديد من الشوارع الرئيسية بالعاصمة صنعاء، وفي سياق المظاهرات المعارضة للنظام باليمن, توافد عشرات الآلاف من اليمنيين بمحافظة "تعز" جنوب البلاد إلي ميدان التحرير-أكبر ميادين المحافظة- وذلك ردا علي المظاهرة المليونية التي نظمها المؤيدون للنظام اليوم في "تعز"، وقد هتف المتظاهرون المناهضون للنظام "الشعب يريد إسقاط النظام" "الشعب يريد ترحيل الرئيس".
وقد احتشد شباب المحافظة بالميدان وأطلقوا عليه "ساحة التحرير" وأدوا صلاة الجمعة بالميدان الذي توافدوا إليه منذ الصباح الباكر وقد جاءت المظاهرات المعارضة بالمحافظة تحت عنوان "جمعة البداية" لكي تكون بداية تصعيد الاحتجاجات الشعبية.
ويري المراقبون أن تصعيد المظاهرات المؤيدة والمناهضة للنظام يأتي في إطار لجوء طرفي المعادلة السياسية في اليمن إلي ضغط كل منهما علي الآخر عبر الشارع اليمني للإسراع بالحوار الوطني وفقا لشروطه بينما يؤكد كل منهما أن المظاهرات التي تشهدها اليمن هي مظاهرات عفوية للشباب للتعبير عن أرائهم وطموحاتهم بالطرق السلمية.
غير أن الشعارات التي يرددها المتظاهرون من كل جانب وكذا اللافتات التي يحملها كل منهما تؤكد أن جانبا من المتظاهرين هم من المؤيدين والمناصرين للقيادة السياسية والحزب الحاكم وأن الجانب الآخر من المناهضين للنظام الذين يطالبون بإسقاط وتغيير النظام، كما تشير شعارات بعض المتظاهرين إلي أنهم لا ينتمون لأي من الأحزاب السياسية سواء في الحكم أو المعارضة وإنما هم من الشباب المثقف العاطل عن العمل والذي يعاني من سوء الأوضاع المعيشية والسياسية في البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق