الأربعاء، 23 يونيو 2010

فيلم التزاوج أو الخلطة رسالة تحذير إلي علماء الهندسة الوراثية


فيلم التزاوج الذي عرض يوم‏4‏ يونيو الماضي في‏2450‏ دار عرض في الولايات المتحدة وكندا من الافلام القليلة التي تقدمها السينما العالمية ذات رسالة وهدف‏.الفيلم الكندي يناقش قضية بالغة الأهمية في المجتمعات الصناعية الحديثة الأكثر تقدما‏,‏ والتي حققت إنجازات علمية وتكنولوجيا مثيرة للاعجاب وللخوف والانزعاج أيضا‏,‏ بل والرعب في بعض الأحيان‏.‏سبلايس أو التزاوج أو تركيب شيئين أعاد الي ذاكرتي عددا من الأفلام القليلة ان شهدناها في القرن الماضي تحمل بين مشاهدها رسالة أخلاقية أو إجتماعية الي المجتمع‏,‏ وعلي سبيل المثال كان فيلم كوما أو الغيبوبة الذي قدمته السينما الأمريكية منذ أكثر من عشرين عاما‏,‏ بعد أن تطورت العلوم الطبية وجراحات زراعة الأعضاء‏,‏ يمثل صرخة مدوية من هوليوود تحذر من نوعية جديدة من العصابات أو مافيا الاتجار في أعضاء الفقراء لحساب الاغنياء القادرين‏..‏الفيلم يناقش قضية أبحاث الهندسة الوراثية ومحاولات العلماء إستنساخ وتصنيع حيوانات بشرية بخلط وتركيب جينات الانسان مع الحيوان لابتكار شيء لا هو إنسان ولا هو حيوان‏.‏الواجهة تقول أننا أمام قصة حب ـ تتضمن بعض مشاهد الرعب ـ ومن إخراج فينسنزو ناتالي‏,‏ ويقوم بالبطولة كليف نيكولي‏.(‏ أوريان برودي‏)‏ وإيلسا كاست‏(‏ سارة بوللي‏)‏ وهما عالمان شابان تخصصا في الهندسة الوراثية يقضيان معظم وقتهما داخل المعمل ويقعان في الحب‏.‏ والعالمان يستخدمان الــ‏DNA.‏ ويحققان شهرة كبيرة ومن خلال نجاحهما في صنع حيوانات جديدة سوبر بخلط خلايا عدة حيوانات مع بعضها‏.‏ لكن طموحهما العلمي يقودهما للقيام بثورة العلوم والطب بخلط وتركيب خلايا بشرية مع خلايا حيوانات‏,‏ ولكن عندما يعرف رئيس شركة الأدوية التي تمول أبحاثهما هذا التحول في أبحاثهما يطالبهما بالتوقف عن مواصلة البحث في هذا الاتجاه ويهددهما بالفصل من العمل‏.‏ لكن كليف وإيلسا يواصلان أبحاثهما وتجاربهما سرا من أجل تحقيق إنجاز علمي خطير‏,‏ متجاهلين أخلاقيات وسلوكيات المجتمع والحدود التي تضعها القوانين‏.‏ العالمان يصنعان شيئا في شكل طفلة كبيرة نسبيا وعيون واسعة تختلط فيها ملامح الانسان والحيوان يطلقان عليها إسم درين بما يحقق لهما حلمهما البشع‏,‏ وتتعلم درين وينمو جسمها بسرعة غير معتادة في الاطفال وصغار الحيوانات‏,‏ لكن الخوف من اكتشاف حقيقة درين وسط المعمل المزدحم بالباحثين وابتكاراتهم ومن اكتشاف أمرهما‏,‏ يدفعهما إلي أن ينقلا سرا في إحدي الأمسيات درين الي منزل مزرعة والدة إيلسا المتوفاة‏.‏ وهناك يكتشف كليف أن إيلسا استخدمت خلاياها في تصنيع درين ومن خلال الارتباط العاطفي ومشاعر الأمومة الدافقة التي تبدو علي إيلسا في علاقتها بدرين‏,‏ ويكتمل جسم درين بجناحين وذيل طويل ينتهي بما يشبه سلاح مدبب ومسموم‏,‏ ومع مرور الأيام ترفض درين الاستجابة لأوامر أمها إيلسا‏,‏ وعندما تحاول توجيهها تثور درين عليها وتحطم كل ما حولها من أثاث غرفتها ثم تقلب الطعام علي رأس الأم التي تعجز عن مقاومتها وهي تحاول قتلها‏,‏ هنا تشعر إيلسا بالخطر وبفداحة الجريمة التي ارتكبتها‏,‏ وعندما يعود كليف في المساء تناقش معه إيلسا ـ التي سبق أن رفضت تحذيراته لها ـ جديا كيفية التخلص من درين التي فقدت تماما السيطرة عليها وأصبحت تهدد حياتهما‏.‏الفيلم الذي حصل من جمعية نقاد السينما في أونتاريو علي‏9‏ درجات من عشر‏,‏ لم تتجاوز ميزانيته ثلاثين مليون دولار والتقطت معظم المشاهد بين مدينتي تورونتو وهاميلتون‏,‏ لكنه ناقش في رأيي قضية بالغة الخطورة‏,‏ فهو كما قال مخرجه في المؤتمر الصحفي الذي انعقد بعد العرض الأول له في دور العرض الكندية يتناول مستقبل علم الجينات وسلوكيات الباحثين المتخصصين في هذا المجال‏.‏ لكنه أيضا فيلم عاطفي يعرض قصة حب دافئة وشفافة بين باحثين شابين ينبض قلبهما بالحب ويشاركان بعضهما في الطموح والبحث العلمي‏,‏ لكن الرسالة الرئيسية التي يعرضها الفيلم هي أن أبحاث وتجارب الهندسة الوراثية يجب ألا تخضع لأهواء وطموحات الباحثين عن المال والشهرة‏,‏ ولكن أن توضع هذه المعامل والمراكز البحثية تحت رقابة صارمة من الدولة‏.‏
الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق