فيلم التزاوج الذي عرض يوم4 يونيو الماضي في2450 دار عرض في الولايات المتحدة وكندا من الافلام القليلة التي تقدمها السينما العالمية ذات رسالة وهدف.الفيلم الكندي يناقش قضية بالغة الأهمية في المجتمعات الصناعية الحديثة الأكثر تقدما, والتي حققت إنجازات علمية وتكنولوجيا مثيرة للاعجاب وللخوف والانزعاج أيضا, بل والرعب في بعض الأحيان.سبلايس أو التزاوج أو تركيب شيئين أعاد الي ذاكرتي عددا من الأفلام القليلة ان شهدناها في القرن الماضي تحمل بين مشاهدها رسالة أخلاقية أو إجتماعية الي المجتمع, وعلي سبيل المثال كان فيلم كوما أو الغيبوبة الذي قدمته السينما الأمريكية منذ أكثر من عشرين عاما, بعد أن تطورت العلوم الطبية وجراحات زراعة الأعضاء, يمثل صرخة مدوية من هوليوود تحذر من نوعية جديدة من العصابات أو مافيا الاتجار في أعضاء الفقراء لحساب الاغنياء القادرين..الفيلم يناقش قضية أبحاث الهندسة الوراثية ومحاولات العلماء إستنساخ وتصنيع حيوانات بشرية بخلط وتركيب جينات الانسان مع الحيوان لابتكار شيء لا هو إنسان ولا هو حيوان.الواجهة تقول أننا أمام قصة حب ـ تتضمن بعض مشاهد الرعب ـ ومن إخراج فينسنزو ناتالي, ويقوم بالبطولة كليف نيكولي.( أوريان برودي) وإيلسا كاست( سارة بوللي) وهما عالمان شابان تخصصا في الهندسة الوراثية يقضيان معظم وقتهما داخل المعمل ويقعان في الحب. والعالمان يستخدمان الــDNA. ويحققان شهرة كبيرة ومن خلال نجاحهما في صنع حيوانات جديدة سوبر بخلط خلايا عدة حيوانات مع بعضها. لكن طموحهما العلمي يقودهما للقيام بثورة العلوم والطب بخلط وتركيب خلايا بشرية مع خلايا حيوانات, ولكن عندما يعرف رئيس شركة الأدوية التي تمول أبحاثهما هذا التحول في أبحاثهما يطالبهما بالتوقف عن مواصلة البحث في هذا الاتجاه ويهددهما بالفصل من العمل. لكن كليف وإيلسا يواصلان أبحاثهما وتجاربهما سرا من أجل تحقيق إنجاز علمي خطير, متجاهلين أخلاقيات وسلوكيات المجتمع والحدود التي تضعها القوانين. العالمان يصنعان شيئا في شكل طفلة كبيرة نسبيا وعيون واسعة تختلط فيها ملامح الانسان والحيوان يطلقان عليها إسم درين بما يحقق لهما حلمهما البشع, وتتعلم درين وينمو جسمها بسرعة غير معتادة في الاطفال وصغار الحيوانات, لكن الخوف من اكتشاف حقيقة درين وسط المعمل المزدحم بالباحثين وابتكاراتهم ومن اكتشاف أمرهما, يدفعهما إلي أن ينقلا سرا في إحدي الأمسيات درين الي منزل مزرعة والدة إيلسا المتوفاة. وهناك يكتشف كليف أن إيلسا استخدمت خلاياها في تصنيع درين ومن خلال الارتباط العاطفي ومشاعر الأمومة الدافقة التي تبدو علي إيلسا في علاقتها بدرين, ويكتمل جسم درين بجناحين وذيل طويل ينتهي بما يشبه سلاح مدبب ومسموم, ومع مرور الأيام ترفض درين الاستجابة لأوامر أمها إيلسا, وعندما تحاول توجيهها تثور درين عليها وتحطم كل ما حولها من أثاث غرفتها ثم تقلب الطعام علي رأس الأم التي تعجز عن مقاومتها وهي تحاول قتلها, هنا تشعر إيلسا بالخطر وبفداحة الجريمة التي ارتكبتها, وعندما يعود كليف في المساء تناقش معه إيلسا ـ التي سبق أن رفضت تحذيراته لها ـ جديا كيفية التخلص من درين التي فقدت تماما السيطرة عليها وأصبحت تهدد حياتهما.الفيلم الذي حصل من جمعية نقاد السينما في أونتاريو علي9 درجات من عشر, لم تتجاوز ميزانيته ثلاثين مليون دولار والتقطت معظم المشاهد بين مدينتي تورونتو وهاميلتون, لكنه ناقش في رأيي قضية بالغة الخطورة, فهو كما قال مخرجه في المؤتمر الصحفي الذي انعقد بعد العرض الأول له في دور العرض الكندية يتناول مستقبل علم الجينات وسلوكيات الباحثين المتخصصين في هذا المجال. لكنه أيضا فيلم عاطفي يعرض قصة حب دافئة وشفافة بين باحثين شابين ينبض قلبهما بالحب ويشاركان بعضهما في الطموح والبحث العلمي, لكن الرسالة الرئيسية التي يعرضها الفيلم هي أن أبحاث وتجارب الهندسة الوراثية يجب ألا تخضع لأهواء وطموحات الباحثين عن المال والشهرة, ولكن أن توضع هذه المعامل والمراكز البحثية تحت رقابة صارمة من الدولة.
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق