الخميس، 1 يوليو 2010

قراءة في أحوال البرلمان ..!!

* دائما ما تشهد الجلسات الختامية لمجلس الشعب "حُمَّي النهاية" .. فالنواب الذين اشتُهر بعضُهم بالتزويغ من الجلسات . وضُبط بعضهم نائما أثناءها. وانشغل آخرون منهم بجمع تأشيرات الوزراء .. هم أنفسهم الذين دبَّ الحماسُ في بعضهم فجأة فأكثروا طلبات الإحاطة والاستجوابات. وبقدر ما يحرص هؤلاء النواب علي حضور الجلسات الأخيرة يزداد في المقابل غياب الوزراء وإهمال طلباتهم .. فما الذي يجبرهم علي المثول بين يدي نواب يرونهم في طريقهم للرحيل . ولن تفلح استجواباتهم مهما تكن قوتها في سحب الثقة منهم .. وهو ما يطرح سؤالاً مهماً: لماذا لا يُمكَّن النواب من استخدام أدواتهم الدستورية مثل سحب الثقة من الحكومة أو أحد وزرائها إذا ما خالف القانون أو وقع في حقه شبهة فساد؟! * مساءلة الحكومة أو سحب الثقة منها هو الفريضة الغائبة في حياتنا البرلمانية .. فهل جربنا مرة واحدة إعمال هذا النص الدستوري .. ولماذا يطالب البعض بتغيير الدستور وينسي أننا لم نفعِّل ما بأيدينا من مواد الدستور كلها أو بعضها !!.. * لن تنصلح العلاقة بين النواب والحكومة في رأيي إلا بتمكين النواب من حقهم الدستوري في مساءلة الحكومة وسحب الثقة من وزرائها. فلماذا لم نسمع مرة واحدة أن وزيراً سُحبت منه الثقة.ولماذا يحول تكتل الأغلبية في المجلس دون ذلك .. وماذا يضير الحزب وحكومته لو سقط منها وزير .. ولماذا لا نجرب إعمال هذا النص الدستوري الذي يغنينا عن إصدار قانون لمحاكمة الوزراء من الأساس . ولو حدث ذلك سيُحسب إنجازاً للحزب وحكومته ويكون دافعاً لانضباط الحكومة وعدم تراخيها أو استهتارها.. لقد انفض البرلمان بسلبياته وإيجابياته.. والأمل في برلمان قادم قوي يملك أدواته ويستطيع محاسبة الحكومة إذا أخطأت .. برلمان يضم شخصيات بقامة ممتاز نصار وعلوي حافظ ود. زكريا عزمي وكمال أحمد ومصطفي بكري وغيرهم. * نريده برلمانا يعي حقيقة دوره في التشريع ومراقبة أداء الحكومة .. برلماناً قوياً بخبرات أعضائه ونظافة أيديهم .. صاحب قرار مستقل وليس مصفقاً للحكومة علي طول الخط .. نريده برلماناً يؤمن بأنه لا تنمية حقيقية ولا تقدم إلا بإصلاح التعليم والصحة قبل غيرهما .. ولا سبيل لأي صلاح إلا بتحقيق العدالة وسيادة القانون علي الجميع دون استثناءات.
الجمهورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق