الأحد، 6 يونيو 2010

القصة الكاملة لـ نصاب الفيوم .. استولي‮ ‬علي‮ ‬120‮ ‬مليون جنيه


المتهم استولي‮ ‬علي‮ ‬120‮ ‬مليون جنيه من ضحاياه خلال‮ ‬3‮ ‬سنوات
استيقظت الفيوم صباح الجمعة الماضية فجأة علي قضية أثارت الرأي العام بالمحافظة،‮ ‬وأصبح بعدها‮ " ‬معرض سيارات‮ »‬الناصر‮« ‬الذي‮ ‬يمتلكه رجل الأعمال المتهم في قضية توظيف الأموال ناصر أبو بكر عبد الغني قضية الساعة التي تشغل بال أهالي‮ ‬الفيوم والقاسم المشترك في أحاديث الخاصة والعامة بالمحافظة‮ ‬،‮ ‬ووصل الأمر إلي‮ ‬أن تحدث عضو بالمجلس المحلي للمحافظة ساخرا أثناء الجلسة التي عقدت السبت الماضي مقترحا إطلاق اسم الناصر علي أكبر ميدان في الفيوم تخليدا لذكري هذا الشاب الذي ضحك علي‮ " ‬عتاولة‮ " ‬المحافظة علي حد قوله‮ ‬،‮ ‬وأصبح الحديث في هذه القضية بين المواطنين لا‮ ‬ينقطع ليل نهار والكل‮ " ‬يفتي‮ " ‬ويضع قائمة بشخصيات تورطت بدفع أموالها‮ " ‬للناصر‮ ‬،‮ ‬وتباينت الأرقام في الشائعات سواء ما تم دفعه أو ما تم جمعه‮ ‬،‮ ‬وتناقل المواطنون أنها تصل إلي‮ ‬المتهم وأقل الارقام المذكورة‮ ‬‭ ‬3مليارات من الجنيهات حصل‮ ‬‭ ‬100مليون جنيه‮ ‬،‮ ‬وهو بالطبع أكبر مما ذكره المتهم نفسه أمام النيابة بأن جملة ديونه‮ ‬‭ ‬15مليون جنيه فقط‮!! ‬ تناثرت الشائعات عن تورط مسئولين كبار في القضية بدفع أموال للمتهم لاستثمارها وصلت علي حد وصف الشائعات إلي أعلي مستوي في المحافظة وأن له شركاء كبارا وفروا له حماية كان‮ ‬يطلبها لكونه شابا ريفيا لم‮ ‬يتعد عمره‮ ‬‭ ‬34‮ ‬عاما من أسرة بسيطة تعيش في قرية الحميدية في مركز إطسا‮ ‬،‮ ‬حصل علي‮ ‬وعمل فترة إخلاء سبيل‮ ‬6‮ ‬وحبس‮ ‬‭ ‬‮ ‬ليسانس الآداب قسم الجغرافيا عام2000وعمل لفترة قصير مدرسا وتزوج وأنجب ولدا وبنتا‮ ‬،‮ ‬ثم انتقل ليعيش في مدينة الفيوم واتجه إلي تجارة السيارات وافتتح معرضه في‮ ‬حي‮ ‬الرماد عام‮ ‬2007‮ . ‬أصحاب رؤوس الأموال بعد أن أوهمهم بالحصول علي أرباح تصل إلي‮ ‬40٪‮ ‬خلال شهرين وذاع صيته وتحول فجأة إلي نجم في المجتمع بعد محاولته اقتحام عالم الصحافة بترخيص صحيفة إعلانية وأخري لم تصدر بعد‮ !! ‬ تهامس الجميع حول ثروته التي تضخمت حتي أن البعض أكد أنه‮ ‬يتاجر في الآثار وآخرين أشارواإلي‮ ‬أنه‮ ‬يعمل في تجارة المخدرات وغسيل الأموال‮ ‬،‮ ‬وبين ذيوع صيته وصعود نجمه تجمع حوله العديدون وانهمرت الأموال عليه من كل حدب وصوب وتسابق الجميع من أجل الفوز بالربح الوفير‮ . ‬ الفيوم والفقر‮ ‬ ‮ ‬يتساءل أهالي الفيوم عن حقيقة الملايين التي جمعها المتهم بالرغم من أن الفيوم من المحافظات الفقيرة وبها نسبة كبيرة من أفقر قري مصر‮ . ‬ الغريب والمثير أن المتهم قام بتسليم نفسه إلي أجهزة الأمن دون ضغوط من أحد قائلا‮: " ‬التجارة مكسب وخسارة وأنا خسرت فلوسي‮ !! " ‬ بالرغم من أنه في زمن قياسي‮ ‬أصبح من أشهر رجال الأعمال بالمحافظة وذاعت شهرته بعد‮ ‬‭ ‬بيعه السيارات الحديثة بأسعار أقل من سعرها بـ‮ ‬20ألف جنيه مقابل ان‮ ‬يقوم المشتري‮ ‬‭ ‬‮ ‬بدفع المبلغ‮ ‬قبل الاستلام‮ ‬بشهرين ويشتري‮ ‬السيارات من راغبي‮ ‬بيعها بأعلي‮ ‬يبيعها بأكثر من سعرها بـ‮ ‬10‭ ‬آلاف جنيه مقابل ان‮ ‬يتسلم نقوده بعد شهر‮ ‬،‮ ‬بالإضافة الي‮ ‬الارباح الكبيرة التي‮ ‬يعطيها لمن‮ ‬يسلمه مبالغ‮ ‬نقدية لتمويلها ومن هنا بدأ‮ ‬يتوافد عليه الكبار الذين سلموا له الملايين وبينهم مهندسون وأطباء وضباط وكبار رجال الأعمال في الفيوم‮ . ‬ وفور علم المودعين الذين رسم لهم المتهم الأحلام الوردية بتسليم نفسه لأجهزة الأمن وبمجرد انتشار الخبر بافلاسه كانت الصدمة‮ ‬،‮ ‬وتوالت البلاغات الي‮ ‬نيابة بندر الفيوم ضده حتي‮ ‬‭ ‬وصل‮ ‬إلي‮ ‬337‮ ‬بلاغا لرجال أعمال وفئات مختلفة منه أطباء‮ ‬‭ ‬ومهندسون‮ ‬‭ ‬ومحامون‮ ‬‭ ‬تجار سيارات‮ ‬‭ ‬تجار وفاكهة‮ ‬‭ ‬و‭ ‬مدرسون ومواطنون آخرون‮ ‬يتضررون من ضياع مدخراتهم بإجمالي مبالغ‮ ‬تزيد علي‮ ‬120مليون جنيه‮. ‬‭ ‬ تومن أشهر من‮ ‬يتصدرون قائمة الضحايا رجل الأعمال أحمد‮- ‬م‭ ‬الذي أودع‮ ‬3‭.‬35مليون جنيه‮ ‬،‮ ‬و حسني ـ‮ ‬2‭.‬2‮ ‬الذي أودع‮ ‬‭ ‬مليون جنيه ومحمد ح موظف بالبنك والذي أودع‮ ‬‭ ‬450‮ ‬ألف‮ ‬الذي‮ ‬أودع‮ ‬2‭.‬2‮ ‬مليون جنيه وحسني‮ ‬ر الذي‮ ‬أودع‮ ‬3‭.‬35‮ ‬مليون جنيه ومحمد ـ ح موظف بالبنك والذي‮ ‬أودع‮ ‬450‮ ‬ألف جنيه استمع أحمد‮ ‬يحيي مدير نيابة بندر الفيوم‮ ‬،‮ ‬ومحمد‮ ‬يوسف‮ ‬،‮ ‬وأحمد عوض الله‮ ‬،‮ ‬ومحمد إبراهيم‮ ‬،‮ ‬وأحمد الزناتي وكلاء النيابة بسكرتارية جمال صوفي‮ ‬،‮ ‬وجيه حمدي‮ ‬،‮ ‬ناصر معوض‮ ‬وبإشراف المستشار عبد الحي فازورة المحامي العام الأول لنيابات الفيوم لأقوال الضحايا والمواطنين‮ ‬الذين تقدموا ببلاغات‮ ‬يتهمون فيها‮ " ‬الناصر‮ " ‬بالاستيلاء علي أموالهم‮ . ‬ ‮ ‬وامام النيابة نفي رجل الأعمال قيامه بتوظيف أموال وقال أنه كان‮ ‬يتاجر وأن التجارة مكسب وخسارة وأن الشركات الكبري تتعثر وأنه تعرض للخسارة بعد هزة أصابت استثماراته الشهر الماضي‮ ‬،‮ ‬وأشار إلي أن البلاغات المقدمة ضده‮ ‬غير حقيقية وأن البعض ضاعف الأموال التي تلقاها‮ ‬،‮ ‬مشيرا إلي أن حجم استثماراته التي خسرها‮ ‬‭ ‬15مليون جنيه وإنه ليس له شركاء في تجارته‮. ‬ كما أكد مصدر مسؤل ان المبالغ‮ ‬المالية التي‮ ‬استولي‮ ‬عليها تقدر‭ ‬300مليون جنيه وان المفاجأة الكبري‮ ‬في القضية حصول المتهم علي‮ ‬ايصالات تحمل اسماء بعض كبار المسؤلين بالمحافظة‮ ‬،‮ ‬وعدم وجود‮ ‬اية ايصالات تحمل أسم المتهم أو اوراق تدينه‮ ‬،‮ ‬والغريب لا تدينه بشكل رسمي‮ ‬سوي‮ ‬اعترافاته والتي‮ ‬كان من بينها انه استولي‮ ‬فقط علي‮ ‬7‮ ‬في‮ ‬اليوم الذي‮ ‬قام بتسليم نفسه فيه‮ ‬‭ ‬ملايين جنيه‮ ‬سئل عن هذه الاموال قال أكلها السمك‮ ‬ولا استطيع ردها كما اتضح أنه باع الفيلا الخاصة به لشخصين في‮ ‬آن واحد‮ ‬،‮ ‬وان الكثير من ممتلكاته ليست مسجلة باسمه‮. ‬ ‮ ‬قامت قوات الأمن بفرض كردون أمني حول مكاتب ومعارض رجل الأعمال المتهم بعد قيام بعض الأهالي باقتحام بعض العقارات والمنازل التي تؤول ملكيتها إليه للاستيلاء عليها مقابل مدخراتهم‮ . ‬كما تم تحديد جلسة اليوم للتحفظ علي ممتلكاته وتم اخطاره داخل السجن وأخطرت زوجته بذلك‮ . ‬ ومن الروايات المضحكة المبكية لبعض الضحايا ان أحدهم‮ ‬اقترض مبلغا من البنك واعطاه للمتهم لاستلام سيارة بعد‮ ‬‭ ‬أشهر بضعف المبلغ‮ ‬وبالفعل تسلم السيارة بعد المدة المحددة الا انه بعد مرور شهر اعادها للمتهم للحصول علي‮ ‬سيارة احدث بعد شهرين لكن المتهم سلم نفسه‮ .‬ ومن بين تلك الروايات أن موظفاً‮ ‬باع شقته التي‮ ‬كان من المفترض ان‮ ‬يتزوج فيها بعد شهرين واعطي‮ ‬ثمنها للمتهم لتشغيله والحصول علي‮ ‬فائدة‮ . ‬ ‮ ‬كما ان‮ ‬‭ ‬3من موظفي‮ ‬البنك الأهلي‮ ‬بالفيوم حصلوا علي‮ ‬قروض من البنك سلموها للمتهم لاستثمارها ولكنها ضاعت أدراج الرياح‮ . ‬ تفجرت خلال القضية مفاجآت أهمها توقيع المتهم علي إقرار برفضه إخلاء سبيله خوفا من بطش المودعين بعد أن تقدم محاميه بطلب إلي النيابة لإخلاء سبيله وتحديد جلسه عاجلة لمحاكمته‮ . ‬ المجني عليهم لا‮ ‬يحظون بأي تعاطف من أبناء المحافظة خاصة وأن هناك مشروعات خيرية لا‮ ‬يساهمون فيها ومن أهمها معهد الأورام والذي‮ ‬يحتاج إلي‮ ‬‭ ‬أموال للانتهاء‮ ‬إقامة المبني منذ عدة سنوات صاحب العقار الذي‮ ‬استخدمه المتهم‮ ‬معرضا لسياراته‮ ‬قام بنزع اللافتة الخشبية التي تحمل اسم‮ " ‬الناصر‮ " ‬وكتب علي المعرض للإيجار‮


الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق