الأحد، 8 أغسطس 2010

الحجارة و دير الميمون و الكريمات.. قرى في طي النسيان


بعيدا عن العاصمة القاهرة وضواحيها وشوارعها الفاخرة، وعلى أطراف محافظة حلوان الجديدة، داخل مدينة أطفيح يعيش أكثر من 100 ألف مواطن تحت خط الفقر في جزيرة الكريمات والحجارة، وقرية دير الميمون، لا يزالون يعيشون على بقايا العصور الوسطي، حيث تغيب مظاهر المدنية والتحضر।وتقع القرى الأربعة نهاية حدود محافظه حلوان بالتقاطع مع محافظة بني سويف والجيزة والقاهرة، منازلهم تجاور مقابرهم، بنيت بالطوب اللبن، تتكون من طابق واحد فقط سقفها من الجريد، جميع الطرق المؤدية إلى قراهم غير ممهدة، يعيش الكثير من أبنائهم دون تعليم، ويعيشون دون خدمات الكهرباء والصرف الصحي، والمياه النظيفة، والاتصالات. أحمد قرني سالم، رجل بسيط لديه بنتان وولدان، تقدم به السن، يبدأ يومه بصلاة الفجر وينتظر أن يطرق بابه أحد ليعمل بالأجرة لديه، ويجلس أياما طويلة بالمنزل دون عمل.ويقول أحمد: أمنية حياتي أن أزوج ابنتي، وأن نشرب مياها نظيفة. ويروي أزمة ابنه سالم الذي لم يتقدم للالتحاق بالخدمة الإلزامية لعدم امتلاكه نقود أوراق الالتحاق بالخدمة العسكرية.ووجه كامل محمد كامل، من أهالي الكريمات، وهو يبكي، رسالة للرئيس محمد حسني مبارك، قائلا: "أنا عايز الريس ينزل لنا علشان يشوف احنا عايشين ازاي. واحنا مش عارفين ننام في البيت. ومش عندنا فلوس".وعبر راضي عمران "45 عاما" ولديه أربعة أولاد "عن غضبه من تجاهل الحكومة لأبناء القرى، حيث لا مدراس ابتدائية، ولا خدمات، ولا صرف صحي، ولا مياه، ومفيش حد بيزورنا من المسئولين كإننا أموات".ويكمل محمود أحمد : للأسف॥ العيشة بقت صعبة قوي. مش عارفين نعيش ونعيش ولادنا زي الناس الطبيعيين اللي بنشفهم في التلفزيون، ولكن اللي نفسي فيه قبل ما أموت إني أحج بيت ربنا".ويضيف إسماعيل طه محمود "أعزب": "أنا مش عاوز أتجوز، لأني ما معيش تكاليف الزواج، غير إني مش عاوز أجيب ولاد يعيشو زي عيشتي اللي لا تسر عدو ولا حبيب، وعايز فلوس ابني قبري، علشان لما أموت ما حدش يرميني علي الطرق تكلني الذئاب".

الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق