السبت، 3 يوليو 2010

كلوزه يستعيد بريقه .. و ينضم لقائمة أفضل هدافى المونديال


ربما خطف اللاعب الشاب توماس مولر الأضواء من الجميع بتسجيله هدفين أكد بهما فوز المنتخب الألمانى على نظيره الإنجليزى ٤/١ فى دور الستة عشر لبطولة كأس العالم. ولكن السعادة لم تبتعد كثيراً عن النجم الألمانى المخضرم ميروسلاف كلوزه، زميل مولر فى بايرن ميونيخ، وفى صفوف المنتخب الألمانى.
وكان كلوزه هو صاحب الهدف الأول للمنتخب الألمانى فى المباراة ليكون الهدف الخمسين له فى المباريات الدولية التى خاضها مع الفريق، كما عادل بهذا الهدف رصيد أسطورة كرة القدم البرازيلى بيليه من الأهداف فى بطولات كأس العالم، حيث سجل كل منهما ١٢ هدفاً.
وبدأ كلوزه «٣٢ عاماً» مسيرته فى بطولات كأس العالم قبل ثمانى سنوات، وبالتحديد من خلال مونديال ٢٠٠٢ فى كوريا الجنوبية واليابان، وسجل اللاعب ثلاثة أهداف لفريقه فى المباراة التى حقق فيها الفوز على المنتخب السعودى ٨/صفر، بالإضافة إلى هدفين آخرين فى البطولة، ثم تصدر قائمة هدافى مونديال ٢٠٠٦ بألمانيا برصيد خمسة أهداف.
ورغم سجله الرائع، طرح العديد من علامات الاستفهام بشأن مستواه قبل بداية البطولة الحالية، حيث قضى كلوزه معظم فترات الموسم الماضى على مقاعد البدلاء بفريق بايرن ميونيخ، بينما خطف الكرواتى إيفيكا أوليتش والهولندى آريين روبن والشاب مولر كل الأضواء من خلال تألقهم فى صفوف بايرن، الذى توج بثنائية الدورى والكأس فى ألمانيا.
وقبل بداية مونديال ٢٠١٠ بجنوب أفريقيا، اشتعل الجدل فى ألمانيا بشأن أحقية كلوزه فى الانضمام للمنتخب الألمانى، ولكن يواكيم لوف، المدير الفنى للمنتخب الألمانى، أكد مراراً أنه مازال على ثقته فى كلوزه وإمكانياته العالية. وقال كلوزه: «ليس هناك سر كبير.. من المهم للغاية أن يثق بك المدرب.. إنها (ثقة المدرب) القوة التى تدفعنى للتألق عندما يتطلب الأمر.. أعرف إمكانياتى.. من المهم أن تثق بنفسك».
ورغم ذلك، كان كلوزه نموذجاً للمتناقضات فى مونديال ٢٠١٠ بجنوب أفريقيا، حيث سجل هدفاً فى المباراة الأولى للفريق التى فاز فيها ٤/صفر على أستراليا، وطرد اللاعب فى المباراة الثانية بسبب عرقلة غير ضرورية فى وسط الملعب، وانتهت المباراة بهزيمة فريقه صفر/١، وغاب عن المباراة الثالثة للفريق، بسبب الايقاف وفاز فيها الفريق ١/صفر على غانا.
ومع عودته إلى صفوف الفريق يوم الأحد الماضى من خلال المباراة أمام إنجلترا فى الدور الثانى (دور الستة عشر) للبطولة، أزعج كلوزه الدفاع الإنجليزى كثيراً، وترجم هذا الإزعاج إلى الهدف الأول لفريقه، وأصبح كلوزه حالياً ثالث أفضل هداف فى تاريخ المنتخب الألمانى بعد جيرد مولر (٦٨ هدفاً) ويواكيم ستريتش نجم ألمانيا الشرقية (٥٥ هدفاً).
وكان الهدف الذى سجله فى شباك إنجلترا هو الثانى عشر له فى بطولات كأس العالم، ليحتل المركز الرابع فى قائمة أفضل هدافى البطولة على مدار تاريخها خلف البرازيلى رونالدو (١٥ هدفاً) وجيرد مولر (١٤ هدفاً) والفرنسى جوست فونتين (١٣ هدفاً).
وقال كلوزه: «إنه أمر رائع للاعب كرة قدم أن يحقق هذا الإنجاز، ولكن من المهم أن يكون لديك فريق يساندك، لا تسجل الأهداف إذا لم تحصل على الكرة من خط الوسط أو من التمريرات». كما بدا كلوزه متواضعاً فيما يتعلق بالتغاضى عن وجوده ومنح شارة قائد الفريق إلى زميله المدافع فيليب لام الأصغر منه سناً، وذلك بسبب غياب قائد الفريق مايكل بالاك عن صفوف المنتخب الألمانى فى هذه البطولة للإصابة.
وقال كلوزه إن لام يؤدى مهمة رائعة، كما أشاد تماماً باللاعب الشاب توماس مولر هداف الفريق فى البطولة حتى الآن برصيد ثلاثة أهداف. وأعرب كلوزه عن سعادته بمولر، وأمله فى أن يستمر بهذا المستوى، وقال: «ستشهد الفترة المقبلة تراجع مستوى البعض، ولكننى لست قلقاً على توماس مولر، لم يصل بعد إلى المرحلة التى يبدأ فيها التفكير فى ذلك».
ورغم بلوغه الثانية والثلاثين من عمره، يؤكد كلوزه «لم أنته بعد» ويرى أن بإمكانه تقديم بداية جيدة مع بايرن فى بداية الموسم المقبل.
ولكن سيكون الاختبار المقبل له فى مواجهة المنتخب الأرجنتينى عندما يلتقى الفريقان «السبت» فى دور الثمانية للمونديال الحالى، علماً بأن المنتخب الأرجنتينى يسعى للثأر من نظيره الألمانى بعد الهزيمة التى منى بها أمام الفريق بضربات الترجيح ٢/٤ فى دور الثمانية أيضاً بمونديال ٢٠٠٦ فى ألمانيا. وانتهت المباراة بينهما فى المونديال الماضى بالتعادل ١/١، حيث كان الهدف الألمانى بتوقيع كلوزه، تحديداً، وذلك فى الوقت الأصلى للمباراة.
وقال كلوزه: «سمعنا أنهم (المنتخب الأرجنتينى) يريدون الثأر لهزيمة ٢٠٠٦.. المنتخب الأرجنتينى أفضل على الورق، ولكن الوضع كان كذلك أمام المنتخب الإنجليزى. المباراة تحسم على أرض الملعب».
ويتوقع كلوزه أن يكون ضمن التشكيل الأساسى فى المباراة أمام الأرجنتين علماً بأنها ستكون المباراة الدولية رقم ١٠٠ له مع الفريق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق