

حجز الانبوبة بالموبايل ..فكرة عبقرية تنتظر التطبيق
مما يتسبب في وجود أزمة كبيرة في مناطق العمرانية والمنيب وساقية مكي وجزيرة الدهب, وعلي الرغم من زيادة المعروض من الأنابيب إلا أن الأزمة الموجودة حاليا في الجيزة تكمن في اتفاقات البلطجية, وقد أكد المحافظ في الاجتماع الأخير الذي عقده مع الأجهزة التنفيذية أنه تم تخصيص مليوني اسطوانة خلال الشهر الحالي فقط, منها584800بأحياء المحافظة يتم توزيعها من خلال157مستودعا, وأثناء الأزمة الأولي خلال شهر ديسمبر بلغ سعر أنبوبة البوتاجاز35جنيها, ولكن بعد أن تم الإفراج عن مجموعة كبيرة من اسطوانات البوتاجاز, بلغت الأزمة ذروتها الآن ووصل سعر الأنبوبة في العمرانية إلي50جنيها دون رحمة للمستهلك الفقير.
وبالاقتراب من البلطجية والتحاور معهم أثناء قيامهم بالاستيلاء علي حصة أنابيب البوتاجاز تقف هذه السيارة النقل الكبيرة التي يقول سائقها أنها ملك للأهالي, وليست ملكا للحكومة, وقال لي إذا أردت الحصول علي أنبوبة لديك سيارتك أذهب بها عند أكبر مخزن أنابيب بجوار حديقة الفسطاط, وقال إن هذا المخزن أكبر من أي مخزن آخر, ولو أنت قريب من شارع الثلاثيني بالعمرانية( روح هتلاقي مخزن هناك).
يضيف السائق قائلا: احنا هنا كل يوم الصبح الساعة الثامنة, وبعد سؤاله عن المخزن الذي يأتي منه بالأنابيب قال نحن نحضر الأنابيب من مخزن بطموه يمتلكه أحد الأهالي ليس تابعا للحكومة يقوم صاحبه بتخزين كمية كبير من الأنابيب ثم توزيعها بعد ذلك, ونحن نقوم بشحنها لبيعها هنا, ويتم بيعها خلال ربع ساعة, وتقف السيارة علي طريق الصعيد أمام سوق السمك بساقية مكي, وبالتحديد أمام مصنع كولدير, ويحضر مجموعة كبيرة من البلطجية ليتم شحن الأنابيب في التروسيكلات, ويقوم كل تروسيكل بحمل أكثر من30انبوبة خلال دقائق, ثم يقوموا بعد ذلك بالذهاب إلي أحياء العمرانية وساقية مكي والمنيب لبيعها بسعر ثلاثين جنيها دون رحمة.
ويقول أحد بائعي هذه الأنابيب: بنحصل علي الأنبوبة بـ15جنيها من السائق والتباع, ولا نكسب فيها سوي20جنيها في الأنبوبة الواحدة, يقاطعه بائع آخر قائلا: الذي يكسب في الأنابيب هو سائق السيارة والتباع الذي يبيع لنا الأنابيب, لأنه يبيع لنا الأنابيب بسعر مرتفع, ولكنه يوفر لنا الأنابيب لنقوم ببيعها للمستهلكين وتوصيلها للمنازل دون عناء.
ويقول التباع: هذا أكل عيشنا وكمان بنساعد الأهالي في الحصول علي الأنبوبة بدلا من حرمانهم نهائيا منها, والمكسب بالطريقة دي أفضل من أي شيء آخر نعمله, تقف إحدي النساء علي مقربة من السائق والتباع, وتطلب منهما أنبوبة بوتاجاز, وهي تبكي وتقول له لديك ثلاث أنابيب مليئة بالغاز, وأراها الآن إلا أن رد عليها قائلا بقي ثلاث أنابيب محجوزين لخفير مصنع كولدير.
تقول امرأة أخري في العقد الرابع من عمرها: كل يوم أحضر إلي هنا بحثا عن أنبوبة بوتاجاز, منذ أسبوع والسيارة تأتي أمام عيني وفجأة في دقائق تختفي الأنابيب( يسحبها البلطجية وبائعو الأنابيب عيني عينك) دون مراعاة لاحتياجنا, وتقف التروسيكلات بعيدا عن السيارة الكبيرة, ويتم سحب الأنابيب لوضعها في التروسيكل لنقف نضرب كفا بكف, وأذهب إلي بيتي باكية, تأتي امرأة عجوز في الستين من عمرها لتقول حسبي الله ونعم الوكيل, أنا صرت استعمل( باجور الكيروسين) الذي تسبب في حساسية علي صدري, بسبب اختفاء أنبوبة البوتاجاز, وليس لدي إمكانية شراء الأنبوبة بـ50جنيها.
ويقاطع السائق التابع متحدثا معي: أننا يوميا نأتي من طموه ومعنا الأنابيب من المخزن الكبير الذي يمتلكه أحد الأهالي, والسيارة ملك لأحد الأهالي أيضا, والشحنة تفرغ مننا في ربع ساعة نكون بعنا400أنبوبة في وجود اثنين من مفتشي التموين, وبسؤاله عن مفتشي التموين قال نحن نبيع الأنابيب في وجودهم, وأحيانا يكونوا غير موجودين.
وبالفعل ذهب مندوب الأهرام لمخزن قريب من حديقة الفسطاط للحصول علي أسطوانة بوتاجاز وجدنا الجيش الذي كان يدير الطوابير بانتظام قد اختفي, وأصبح الحصول علي أنبوبة مطلبا صعب المنال, بل أننا وجدنا أمام المخزن من ينادي في الطابور, ويقول من يريد أن يرحم نفسه من الطوابير يأتي معنا للحصول علي أسطوانة بوتاجاز بسعر20جنيها, أمام المخزن القريب من حديقة الفسطاط, وبالفعل ذهبنا معه ووجدنا أن المكان خلف المخزن بحي عين الصيرة يتاجرون بالاسطوانات من خلال منازلهم القريبة من المخزن وبسؤالهم أكدوا أن لهم حصة يحصلون عليها, لأن هذا المخزن يقومون علي حمايته من السرقة والحريق, وأصبح مصدر رزق لهم, وبالتالي سعر الأنبوبة لديهم أرخص من سعرها بالمناطق الشعبية, وطلبوا من مندوب الأهرام حجز اسطوانة البوتاجاز من خلال الموبايل حتي يتم تجهيزها قبل أن نأتي للوقوف في الطابور, ولدينا أرقام تجار أنابيب البوتاجاز.
هذه المشكلة نضعها أمام الدكتور علي عبد الرحمن محافظ الجيزة, وهو علي علم بهذه الأزمة المستمرة الآن بمحافظة الجيزة, وكما قضي علي مشكلات عديدة بالجيزة هل سيعيد اسطوانة البوتاجاز للبيت بعد أن سيطر عليها البلطجية والسريحة, لتباع في أكشاك بالمناطق الشعبية وعلي الأرصفة, والتلاعب بأقوات الشعب مجاهرة.. وكما نسمع منهم( اللي مش عاجبه يخبط رأسه في الحيط)...!.
المصدر : الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق