الثلاثاء، 27 يوليو 2010

إبراهيم عيسى و "رد قلبي"


خمس وخمسون دقيقة سجلها الاستاذ إبراهيم عيسى على إحدى قنوات نجيب ساويرس لتكذيب فيلم "رد قلبي" وتفتيح مخ الناس (الغلابة الذين يعتبرهم جهلاء) وحثهم على ألا يصدقوا ما جاء بالفيلم. ثم يشيع أن الناس تتعلم في المدارس "أكاذيب اسمها دروس التاريخ!" أعتذر للزميل إبراهيم عيسى نيابة عن فيلم "رد قلبي" لأنه انخدع بأكاذيبه لسنوات طويلة وصدق كل ما فيه، وبمجرد أن فهم الفولة، قرر أن يخوض ثورة لتنوير الناس بحقيقة الفيلم الذي عرض في السينما قبل ثمان سنوات من ولادته! كذلك أعتذر لزميلي العزيز "عبده كفته" لأنه صدق فيلم "كنج كونج" ووفتنته حلقات "الرجل الأخضر!" وانبهر بفيلم "عودة الأكتع ملك السيف." رغم إن مكوجي الحتة "محمود كينتاكي" كان فاهم الفولة ولم يصدق أن "ستيف اوستن - رجل بستة ملايين دولار" كان رجلا خارقا بل كان يسخر منه ويسميه "ستيف قلة" كالتي يشرب منها الناس!ّ جميل أن يتحول الأستاذ عيسى فجأة إلى ناقد سينمائي ينافس الأستاذ طارق الشناوي ويحلل لنا "خبايا وزيف واختلاقات" فيلم "رد قلبي" بعد 53 سنة من انتاجه ويبلغنا باكتشافه الفذ أن الفيلم يختلف عن الرواية الأصلية التي كتبها (الضابط) الراحل يوسف السباعي! وينورنا بأن "الفيلم عبارة عن عشرة في المئة من الرواية!" نشكر لك هذا الاكتشاف الأدبي الكبير.إثارة الفتنة:ثم توالت اكتشافات الصحفي الكبير بعد 58 عاما من الثورة فكشف لنا أن مشهد القسم على "المصحف" مشكوك فيه وأنه "شخصيا" لم يقرأ أبدا ما يفيد أنهم أقسموا على المصحف! رغم إن السادات وعبد الناصر "لم يعلقوا على المشهد" كما يقول هو نفسه في البرنامج.ثم يفجر الأستاذ إبراهيم عيسى قنبلته ويقول: "الثابت حاجة تانية - إن ماكانش فيهم ولا قبطي! لم يكن في الضباط الأحرار قبطي واحد!" حقيقي احترت! هل هو ينقد الفيلم أم الثورة؟ ولماذا الدخول في المسألة الطائفية بالحديث عن "عنصري الأمة" في ثورة 1919 على خلاف ثورة ضباطها كلهم مسلمون يقسمون على المصحف؟ هل يريد أن ينورنا بأن ثورة يوليو كانت طائفية؟كنت أتمنى أن يذكر الأستاذ إبراهيم عيسى مصادره الرسمية أو غير الرسمية لكثير من حكاوي القهاوي التي قصها على الناس من قناة ساويرس، خصوصا في كثير بشأن ما قاله في البداية عن قضية الأسلحة الفاسدة. ثم يا أستاذ إبراهيم هل ثورة (أو انقلاب - سمها ما شئت) 23 يوليو 1952 قامت بسبب "الأسلحة الفاسدة" أم بسبب الفساد الذي طبق على صدور المصريين في أواخر فترة حكم الملك فاروق؟ ولماذا إثارة زوبعة كل عام بشأن الثورة؟يمكن أن يتحول الصحفي في يوم وليلة إلى ناقد سينمائي لفيلم عمره 53 سنة - ولكن عندما يتحدث عن تاريخ لابد أن يذكر مصادره خصوصا إن كان لم يعاصر تلك الفترة!مهما يتفعل كارهو عبد الناصر والثورة، ومهما تكثفت حملة تسفيه الثورة ورجالها، سيتذكرها الناس هي وزعيمها التي نوه الأستاذ عيس بأنه "ابن البوسطجي!" غالبية من تعلموا في المدرسة والجامعة بفضل الثورة التي جعلت التعليم مجانا مازالوا يذكروها بكل الخير رغم أنها لم تحقق كافة أهدافها لأسباب قد تتضح لك عندما تشاهد هذا الفيلم من انتاج تلفزيون "بي بي سي" وتلفزيون كندا عن المؤامرات التي حيكت ضد جمال عبد الناصر بعد الثورة وتأميم القناة. (شاهد الفيلم)http://www.eacaonline.org/nasser.ram
وبالمناسبة التعليم تدهور بعد وفاه عبد الناصر كما يقول الدكتور أحمد زويل الذي وصف التعليم في عهد ناصر بأنه أفصل ما كان! عبد الناصر اشترى مصر! مصر الأن اتباعت وبعد خمسين سنة سيأتي صحفى أخر ويقول مصر اتباعت بسبب "انقلاب" عبد الناصر واالضباط الأحرار سنة 52।عبد الناصر توفي منذ أربعين سنة وكان عمر الأستاذ إبراهيم عيسى يقارب خمس سنوات، ومع ذلك كارهو الثورة والناقمون عليها مازالوا يحملونه مسؤولية ما تعيشه مصر حاليا! فعلا، على رأي كمال يسن في رد قلبي: "أمة منكوبة في زهرة شبابها


المصدر : ايجيبتي - الكاتب ضياء بخيت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق