الثلاثاء، 29 يونيو 2010

إقالة مدير مهرجان قرطاج لإهماله نجوم الغناء التونسي


وزارة الثقافة المصرية‮.. ‬ساهمت في‮ ‬تحويل نجومنا إلي‮ "‬كراكيب وخردة‮"‬

أقالت وزارة الثقافة التونسية في‮ ‬19‮ ‬يونيو الحالي‮ ‬مراد الصقلي‮ ‬مدير مهرجان قرطاج قبل بداية الدورة الـ‮ ‬46‮ ‬بنحو‮ ‬12‮ ‬يوما،‮ ‬وقالت وزارة الثقافة إن أسباب الإقالة تكمن في‮ ‬استبعاده لوجوه بارزة من الفنانين التونسيين،‮ ‬وتم تعيين السيد بوبكر بن فراج مديراً‮ ‬للمهرجان خلفاً‮ ‬له،‮ ‬وكانت الوزارة التونسية قد بدأت حملة لاستعادة هذا المهرجان لتألقه بعد أن اعتلاه في‮ ‬السنوات الأخيرة نجوم‮ "‬الإثارة‮".‬ هذا الخبر نشرته كل المواقع المنتشرة علي الانترنت،‮ ‬وهذا الخبر ربما لا‮ ‬يفيد الشارع المصري‮ ‬بشيء،‮ ‬لكنه‮ ‬يطرح قضية مهمة،‮ ‬وهي‮ ‬رغبة هذا المهرجان‮ - ‬الذي‮ ‬يقام في‮ ‬الفترة من‮ ‬8‮ ‬يوليو الي‮ ‬15‮ ‬أغسطس من كل عام‮ - ‬في‮ ‬الحفاظ علي نجوم الغناء التونسي،‮ ‬لذلك كان قرار الإقالة لأن مراد الصقلي‮ ‬لم‮ ‬يمنح المطربين التوانسة المساحة التي‮ ‬يستحقونها علي اعتبار أنه مهرجان تنفق عليه الدولة،‮ ‬ويقام علي أرض تونس،‮ ‬وهذه القضية نحن نعاني‮ ‬منها في‮ ‬مصر خاصة في‮ ‬المهرجانات التي‮ ‬تنظمها وزارة الثقافة،‮ ‬ودعونا نقولها بصراحة،‮ ‬مهرجان مثل الموسيقي‮ ‬العربية الذي‮ ‬تنظمه دار الأوبرا تحول فيه نجوم الغناء المصريين الي نجوم علي دكة الاحتياط،‮ ‬عندما‮ ‬يعجزون عن الوصول الي بعض النجوم العرب،‮ ‬يكون البديل هو علي‮ ‬الحجار ومحمد الحلو،‮ ‬وغادة رجب،‮ ‬ونادية مصطفي،‮ ‬ومحمد ثروت‮. ‬وللأسف هذه الاخبار تنشر في‮ ‬الصحف،‮ ‬ولم تتدخل وزارة الثقافة لإعادة الهيبة لهؤلاء النجوم وغيرهم،‮ ‬حتي‮ ‬عندما تحول المهرجان عن منهجه،‮ ‬واستعان بأسماء ليس لها علاقة بفلسفة المهرجان وهدفه لم‮ ‬يتدخل احد،‮ ‬وحتي‮ ‬عندما تكون هناك تدخلات تكون من النوع الهزيل الذي‮ ‬لا‮ ‬يكفي‮ ‬لردع من حولوا النجوم المصريين الي كومبارس‮.‬ الأمر لم‮ ‬يتوقف عند مهرجان الموسيقي‮ ‬العربية فقط بل امتد لبعض الحفلات الدورية أصبحنا نسمع فيها اسماء لا‮ ‬يجب ان تكون ضمن جدران الأوبرا،‮ ‬وحتي‮ ‬عندما تطرح تلك القضية في‮ ‬الصحف نجد السادة المسئولين بالأوبرا‮ ‬يتعاملون بمنطق لا أسمع لا أري‮ ‬لا أتكلم مثلما حدث عندما استعانوا بالمطرب رامي‮ ‬عياش،‮ ‬وعندما تم وضع صور للمغنية رحمة التي‮ ‬قال عنها رئيس البيت الفني‮ ‬إنها مطربة كبيرة،‮ ‬والغريب أن رئيس البيت الفني‮ ‬هو الدكتور رضا الوكيل أهم مغن أوبرالي‮ ‬في‮ ‬مصر،‮ ‬وهو أيضا الذي‮ ‬قال للفنان عبده داغر أهم عازف للكمان‮ "‬ياريت تسمعني‮ ‬شغلك‮" ‬رغم أن داغر‮ ‬يقابل في‮ ‬أوروبا وأمريكا علي أنه من العظماء،‮ ‬وسبحان الله هناك فنان كبير،‮ ‬وهنا‮ ‬يوضع تحت الاختبار،‮ ‬هذا هو الحال في‮ ‬مصر،‮ ‬كبار فنانينا‮ ‬يعاملون علي أنهم‮ ‬غرباء في‮ ‬وطنهم،‮ ‬لا حول ولا قوة لهم‮.‬ لذلك عندما قامت وزارة الثقافة التونسية بإقالة مراد الصقلي‮ ‬اعطت وزارة الثقافة المصرية درسا في‮ ‬كيفية الحفاظ علي هوية مهرجان عريق اسمه قرطاج؟ في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬اصبحت فيه المهرجانات المصرية المهتمة بالموسيقي‮ ‬العربية تنهار بسرعة الصاروغ‮ ‬دون تدخل من أحد‮.‬ وبالمناسبة هذا الانهيار تتحمله وزارة الثقافة في‮ ‬المقام الأول لأنها تعد جهة التقييم،‮ ‬والسؤال الذي‮ ‬نطرحه لماذا تتدخل الوزارة فقط عندما‮ ‬يكون الأمر متعلقاً‮ ‬بفرض مطرب معين علي المهرجانات مثلما حدث العام قبل الماضي‮ ‬في‮ ‬مهرجان الموسيقي‮ ‬العربية وتم فرض ابن وزير الثقافة السوري‮ ‬مجد أغا القلعة،‮ ‬والعام الماضي‮ ‬تم فرض مغن ليس له علاقة بالموسيقي العربية،‮ ‬وقيل أن وجوده بتعليمات من الوزير فاروق حسني،‮ ‬والشيء الذي‮ ‬يدعو للدهشة أن حسني‮ ‬من عشاق الموسيقي‮ ‬العربية،‮ ‬ويجيد تقييم من‮ ‬يصلح ومن لا‮ ‬يصلح للعمل بها‮.‬ الوزارة أيضا تخلت عن مسئولية إصلاح السلبيات المتراكمة بفرق الموسيقي‮ ‬العربية التي‮ ‬انهارت بشكل‮ ‬يبرهن علي أن تراثنا الغنائي في‮ ‬خطر لأن هذه الفرق انشئت للحفاظ علي التراث وليس المساهمة في‮ ‬تدميره‮.‬ فرق الموسيقي‮ ‬العربية تعاني‮ ‬من قلة مستوي‮ ‬العازفين،‮ ‬واجبار حفظة التراث علي الخروج من الفرقة،‮ ‬وتدني‮ ‬الأجور،‮ ‬وتحكم بلا رقابة من قادة الفرق في‮ ‬من‮ ‬يغني‮ ‬ومن‮ ‬يرحل وغياب دور الإدارة وغياب ملحوظ لمن‮ ‬يخطط لهذه الفرق بالدرجة التي‮ ‬أصبحت مواعيد الحفلات بالأوبرا توضع بناء علي خطة الفرقة في‮ ‬العمل بالحفلات الخاصة،‮ ‬وبما لا‮ ‬يتعارض مع مواعيدها الخاصة وسفرها للخارج‮.‬ كل هذه الأمور تحتاج الي اعادة هيكلة للموسيقي‮ ‬العربية التي‮ ‬هي‮ ‬ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا‮. ‬كل‮ ‬يوم تعطينا دولة عربية درساً‮ ‬جديداً‮ ‬في‮ ‬فنون الادارة وكيفية المحافظة علي الهوية الخاصة بها،‮ ‬من قبل استعرضنا ماذا فعلت الامارات من مهرجانات متخصصة في‮ ‬الموسيقي‮ ‬العربية،‮ ‬والكلاسيك انها بالفعل دروس لمن‮ ‬يريد التعلم
المصدر : جريدة الوفد - أمجد مصطفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق