وزارة الثقافة المصرية.. ساهمت في تحويل نجومنا إلي "كراكيب وخردة"
أقالت وزارة الثقافة التونسية في 19 يونيو الحالي مراد الصقلي مدير مهرجان قرطاج قبل بداية الدورة الـ 46 بنحو 12 يوما، وقالت وزارة الثقافة إن أسباب الإقالة تكمن في استبعاده لوجوه بارزة من الفنانين التونسيين، وتم تعيين السيد بوبكر بن فراج مديراً للمهرجان خلفاً له، وكانت الوزارة التونسية قد بدأت حملة لاستعادة هذا المهرجان لتألقه بعد أن اعتلاه في السنوات الأخيرة نجوم "الإثارة". هذا الخبر نشرته كل المواقع المنتشرة علي الانترنت، وهذا الخبر ربما لا يفيد الشارع المصري بشيء، لكنه يطرح قضية مهمة، وهي رغبة هذا المهرجان - الذي يقام في الفترة من 8 يوليو الي 15 أغسطس من كل عام - في الحفاظ علي نجوم الغناء التونسي، لذلك كان قرار الإقالة لأن مراد الصقلي لم يمنح المطربين التوانسة المساحة التي يستحقونها علي اعتبار أنه مهرجان تنفق عليه الدولة، ويقام علي أرض تونس، وهذه القضية نحن نعاني منها في مصر خاصة في المهرجانات التي تنظمها وزارة الثقافة، ودعونا نقولها بصراحة، مهرجان مثل الموسيقي العربية الذي تنظمه دار الأوبرا تحول فيه نجوم الغناء المصريين الي نجوم علي دكة الاحتياط، عندما يعجزون عن الوصول الي بعض النجوم العرب، يكون البديل هو علي الحجار ومحمد الحلو، وغادة رجب، ونادية مصطفي، ومحمد ثروت. وللأسف هذه الاخبار تنشر في الصحف، ولم تتدخل وزارة الثقافة لإعادة الهيبة لهؤلاء النجوم وغيرهم، حتي عندما تحول المهرجان عن منهجه، واستعان بأسماء ليس لها علاقة بفلسفة المهرجان وهدفه لم يتدخل احد، وحتي عندما تكون هناك تدخلات تكون من النوع الهزيل الذي لا يكفي لردع من حولوا النجوم المصريين الي كومبارس. الأمر لم يتوقف عند مهرجان الموسيقي العربية فقط بل امتد لبعض الحفلات الدورية أصبحنا نسمع فيها اسماء لا يجب ان تكون ضمن جدران الأوبرا، وحتي عندما تطرح تلك القضية في الصحف نجد السادة المسئولين بالأوبرا يتعاملون بمنطق لا أسمع لا أري لا أتكلم مثلما حدث عندما استعانوا بالمطرب رامي عياش، وعندما تم وضع صور للمغنية رحمة التي قال عنها رئيس البيت الفني إنها مطربة كبيرة، والغريب أن رئيس البيت الفني هو الدكتور رضا الوكيل أهم مغن أوبرالي في مصر، وهو أيضا الذي قال للفنان عبده داغر أهم عازف للكمان "ياريت تسمعني شغلك" رغم أن داغر يقابل في أوروبا وأمريكا علي أنه من العظماء، وسبحان الله هناك فنان كبير، وهنا يوضع تحت الاختبار، هذا هو الحال في مصر، كبار فنانينا يعاملون علي أنهم غرباء في وطنهم، لا حول ولا قوة لهم. لذلك عندما قامت وزارة الثقافة التونسية بإقالة مراد الصقلي اعطت وزارة الثقافة المصرية درسا في كيفية الحفاظ علي هوية مهرجان عريق اسمه قرطاج؟ في الوقت الذي اصبحت فيه المهرجانات المصرية المهتمة بالموسيقي العربية تنهار بسرعة الصاروغ دون تدخل من أحد. وبالمناسبة هذا الانهيار تتحمله وزارة الثقافة في المقام الأول لأنها تعد جهة التقييم، والسؤال الذي نطرحه لماذا تتدخل الوزارة فقط عندما يكون الأمر متعلقاً بفرض مطرب معين علي المهرجانات مثلما حدث العام قبل الماضي في مهرجان الموسيقي العربية وتم فرض ابن وزير الثقافة السوري مجد أغا القلعة، والعام الماضي تم فرض مغن ليس له علاقة بالموسيقي العربية، وقيل أن وجوده بتعليمات من الوزير فاروق حسني، والشيء الذي يدعو للدهشة أن حسني من عشاق الموسيقي العربية، ويجيد تقييم من يصلح ومن لا يصلح للعمل بها. الوزارة أيضا تخلت عن مسئولية إصلاح السلبيات المتراكمة بفرق الموسيقي العربية التي انهارت بشكل يبرهن علي أن تراثنا الغنائي في خطر لأن هذه الفرق انشئت للحفاظ علي التراث وليس المساهمة في تدميره. فرق الموسيقي العربية تعاني من قلة مستوي العازفين، واجبار حفظة التراث علي الخروج من الفرقة، وتدني الأجور، وتحكم بلا رقابة من قادة الفرق في من يغني ومن يرحل وغياب دور الإدارة وغياب ملحوظ لمن يخطط لهذه الفرق بالدرجة التي أصبحت مواعيد الحفلات بالأوبرا توضع بناء علي خطة الفرقة في العمل بالحفلات الخاصة، وبما لا يتعارض مع مواعيدها الخاصة وسفرها للخارج. كل هذه الأمور تحتاج الي اعادة هيكلة للموسيقي العربية التي هي ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا. كل يوم تعطينا دولة عربية درساً جديداً في فنون الادارة وكيفية المحافظة علي الهوية الخاصة بها، من قبل استعرضنا ماذا فعلت الامارات من مهرجانات متخصصة في الموسيقي العربية، والكلاسيك انها بالفعل دروس لمن يريد التعلم
المصدر : جريدة الوفد - أمجد مصطفى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق