الأربعاء، 19 مايو 2010

بطلان عقد بيع التراث إلي‮ "‬روتانا‮"‬ .. إعادة الأغاني‮ ‬بقوة القانون


طغت قضية بيع التراث المصري‮ ‬الي شركة‮ "‬روتانا‮" ‬عن طريق القطاع الاقتصادي‮ ‬التابع لاتحاد الاذاعة والتليفزيون علي كافة الأحداث داخل مصر،‮ ‬خاصة بعد قرار انس الفقي‮ ‬وزير الاعلام بإحالة الملف كاملاً‮ ‬للنائب العام والذي‮ ‬حول الامر الي نيابة الاموال العامة،‮ ‬والاسباب التي‮ ‬جعلت الناس تهتم كل هذا الاهتمام ان الأمر ليس قضية خاصة،‮ ‬ولكنها قضية عامة علي اعتبار ان هذه الاغاني‮ ‬التي‮ ‬تم التصرف فيها ملك للشعب،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن لأحد أن‮ ‬يفرط فيها مهما كان اسمه أو حجمه او منصبه،‮ ‬لذلك عندما بدأت‮ "‬الوفد‮" ‬فتح الملف لم نتوقف عند نشرها لأول مرة،‮ ‬لكنا اتبعنا اسلوب الإلحاح لأننا نعلم قيمة هذا التراث،‮ ‬وارتباط الشعب المصري‮ ‬به،‮ ‬وكنا كلما شاهدنا أغنية لأم كلثوم أو لفايزة أو عبد الحليم وغيرهم علي هذه القنوات الخليجية كنا نشعر بانزعاج شديد وكان‮ ‬يتبادر الي أذهاننا سؤال ملح وهو كيف هان علينا هذا التراث؟ وهل لهذه الدرجة الأمر لم‮ ‬يعد‮ ‬يعني‮ ‬أحداً؟ إلي أن جاء الإلحاح بالنتيجة وسمعنا الخبر الذي‮ ‬أسعد الملايين،‮ ‬وهو تحويل القضية للنائب العام‮.‬ ويبقي‮ ‬السؤال الاخير الذي‮ ‬تفرضه علينا الظروف الحالية،‮ ‬وهو كيف نستطيع استعادة ما حصلت عليه روتانا بموجب العقد الذي‮ ‬وقعته مع القطاع الاقتصادي‮ ‬قبل‮ ‬6‮ ‬سنوات‮.‬ العقد كما‮ ‬يري‮ ‬بعض القانونيين مليء بالثغرات التي‮ ‬تبطل استمراره،‮ ‬لأن القواعد المنظمة لعملية التنازل والبيع،‮ ‬لها شروط وضعها القانون،‮ ‬أولها ان تكون مكتوبة بمعني ألا‮ ‬يكون الاتفاق شفهيا أو بشهادة الشهود،‮ ‬وأن‮ ‬يحدد في‮ ‬العقد المدي والغرض منه وكل حق علي حدة‮. ‬وأن تكون عملية الاستغلال محددة المدة حتي ولو كانت مائة عام،‮ ‬واذا لم‮ ‬يتم ذكر المدة أو لم تحدد‮ ‬يصبح التنازل باطلاً‮ ‬بحكم القانون،‮ ‬وهناك احكام صدرت في‮ ‬قضايا سينمائية وتم فسخ العقود عن طريق القضاء لعدم ذكر مدة الاستغلال،‮ ‬لذلك علي وزارة الاعلام التحرك سريعاً‮ ‬تجاه روتانا لأن العقد الموقع مع القطاع الاقتصادي‮ ‬غير محدد المدة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬يعد باطلاً،‮ ‬وهناك طريقان‮ ‬يجب أن‮ ‬يسير فيهما رجال القانون في‮ ‬ماسبيرو وأولهما،‮ ‬ارسال انذار لروتانا بعمل ملحق علي العقد‮ ‬يتم فيه تحديد المدة وفقاً‮ ‬للمبلغ‮ ‬المدفوع وعدد الساعات،‮ ‬ونوعية الأغاني،‮ ‬وإذا لم توافق روتانا علي هذا الحل‮ ‬يكون الطريق الثاني‮ ‬هو ارسال انذار ببطلان العقد حيث انه لم‮ ‬ينص علي مدة محددة،‮ ‬بما‮ ‬يعني‮ ‬أنه باطل،‮ ‬وبالتالي‮ ‬أصبح علي روتانا رد كل ما حصلت عليه من أغان‮.‬ والأمر لا‮ ‬يحتاج الي مماطلة لأن هذه الاعمال ملك للتليفزيون والشعب المصري،‮ ‬وكذلك ورثة المطربين والمؤلفين،‮ ‬والملحنين الذين تم بيع اعمالهم دون العودة إليهم خاصة انهم الملاك الاصليون بموجب العقود،‮ ‬والتنازلات،‮ ‬لأن أم كلثوم لم تبع لأي‮ ‬جهة حقوق حفلاتها المصورة أو الصوتية،‮ ‬وبالتالي‮ ‬لا‮ ‬يمكن لأحد التصرف فيها،‮ ‬كما اننا نعلم أن أم كلثوم كانت توقع عقوداً‮ ‬مع الاذاعة خاصة بعدد البثات الإذاعية لأعمالها،‮ ‬وكانت تجدد كل عام،‮ ‬وكذلك الامر بالنسبة للحفلات المصورة،‮ ‬كما أن التليفزيون ليس من حقه ان‮ ‬يبيع حفلات فايزة وعبد الحليم،‮ ‬ونجاة،‮ ‬ووردة لمجرد انه قام بتسجيلها فهؤلاء الفنانون تركوا هذه الحفلات للمكتبة التليفزيونية لأنهم كانوا‮ ‬يرون أنه تليفزيون الدولة،‮ ‬لذلك لا‮ ‬يوجد سند أو حجة قانونية تجعل شخصاً‮ ‬يتصرف فيما لا‮ ‬يملك،‮ ‬والدليل أن شركة مثل صوت القاهرة تجدد كل عدة سنوات عقد اغاني‮ ‬أم كلثوم مع الورثة،‮ ‬وتراث حليم‮ ‬75٪‮ ‬منه ملك لعالم الفن التي‮ ‬اشترت نسبة كبيرة من صوت الفن المالكة لتراث حليم،‮ ‬وعبد الوهاب،‮ ‬ووردة،‮ ‬وفايزة أحمد،‮ ‬وبالتالي‮ ‬كل الطرق تؤدي‮ ‬الي أن هذا العقد باطل‮.‬ أما مصير من وقعوا عقد القطاع الاقتصادي‮ ‬مع روتانا فهو في‮ ‬يد النائب العام،‮ ‬ونحن نثق ان الحقيقة سوف تظهر للناس لأننا نثق به‮.‬
الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق