الاثنين، 22 مارس 2010

مؤتمر إعمار دارفور يجمع مليار و 300 مليون دولار


نجح مؤتمر إعمار دارفور الذي عقد أمس في القاهرة في جمع مليار و300 مليون دولار رصدتها 80 دولة وعدد من المنظمات الدولية المانحة، لإعادة إعمار الإقليم الذي يقع غربي السودان.
واقترحت دولة قطر ضم المساهمات التي رصدتها الدول الـ 80 لبنك تنمية دارفور الذي أعلن عنه أمير قطر برأس مال قدرة 2 مليار دولار .
كان « أحمد أبو الغيط» وزير الخارجية ، قد دعا الدول والجهات المانحة المشاركين في المؤتمر إلى بذل كافة الجهود المخلصة من أجل إنجاح المؤتمر وتقديم التعهدات اللازمة لتنفيذ المشروعات المطروحة، واضعين نصب أعينهم الآمال العظام التي يعلقها أبناء دارفور على المشاركين من أجل تحقيق مطالبهم الأساسية في توفير الحياة الكريمة لهم وبث الطمأنينة في قلوبهم ودعوتهم للعودة الطوعية إلى ديارهم التي فارقوها في خضم الأزمة.
وقال «أبو الغيط» في افتتاح المؤتمر، "أن الدعوة لعقد هذا المؤتمر من منظمة المؤتمر الإسلامي، وبمشاركة مصر وتركيا في رئاسته خير دليل على أن قضية دارفور لا تزال في قلب اهتمامات عالمنا الإسلامي والمجتمع الدولي، مشدداً على أن رئاسة مصر للمؤتمر تأكيد وتثبيت لواقع لا جدال فيه، وهو ارتباط مصر الأصيل بالسودان وشعبه ، وهو الارتباط الأزلي الذي يضرب بجذور راسخة في تاريخ شطري وادي النيل. وأشار «أبو الغيط» إلى أن السودان يشهد في هذه اللحظة التاريخية تطورات شديدة الأهمية وتحديات جسيمة تحتاج من الدول المشاركة في المؤتمر كل مساندة وتأييد، مؤكداً أن استقرار السودان لن يتوافر دون التوصل لحل نهائي شامل وعادل لقضية دارفور التي شغلت وجدان الأمة الإسلامية والأمم المحبة للسلام منذ اندلاعها في عام 2003.وأكد «أبو الغيط» على أن مصر آمنت منذ اندلاع الأزمة في دارفور إلى أن القضية بالأساس تتعلق بالتنمية، وقد أخذت فيما بعد أبعاداً سياسية وقبلية واجتماعية ، وقال ، "هذا الأمر جعلنا على اقتناع تام بأن الحل الجذري للأزمة يجب أن يركز على رفع معدلات التنمية وتحسين مستوى معيشة المواطن السوداني في دارفور ، لافتاً إلى أن التحليل المصري للازمة في دارفور وجد صداه لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، ودفع القاهرة بالتنسيق مع الحكومتين التركية والسودانية لاستضافة هذا المؤتمر الدولي للمانحين لإعمار وتنمية دارفور .
وأشاد أبو الغيط بالجهد الذي بذلته دولة قطر والوساطة الدولية بقيادة «جبريل باسولي»، والذي أثمر عن توقيع اتفاق السلام الإطاري بين حكومة السودان وحركة العدل والمساواة، ثم الاتفاق الإطاري واتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة ، وهى الاتفاقيات التي باركتها مصر ودعت باقي الأطراف في الإقليم إلى الاحتذاء بها حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام نهائي عادل وشامل يضع حداً للازمة في دارفور .
وأكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن مصر دعمت وسوف تدعم أى جهد إقليمى أو دولى يصب فى مصلحة تسوية الأزمة فى دارفور. موضحا أن الفترة الأخيرة شهدت حراكا سياسيا ملحوظا لوضع نهاية لهذه الأزمة , خاصة الزيارة المهمة التى قام بها رئيس تشاد ادريس ديبى إلى الخرطوم فى الشهر الماضى والذى كان لها أكبر الأثر فى تطبيع علاقات البلدين الشقيقين وبدء استقرار الأوضاع الحدودية بين تشاد والسودان مما انعكس بالإيجاب على الوضع فى إقليم دارفور.
وحيا أبوالغيط الجهد الذى بذلته دولة قطر الشقيقة والوساطة الدولية بقيادة جبريل باسولى الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى الخاص بإقليم دارفور الذى أثمر عن توقيع اتفاق السلام الإطارى بين حكومة السودان وحركة العدل والمساواة ثم الاتفاق الإطارى واتفاق وقف إطلاق النار بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة وهى الاتفاقيات التى باركتها مصر.
وأضاف أننا ندعو باقى الأطراف إلى الاحتذاء بذلك حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام نهائى عادل وشامل ليضع حدا للأزمة فى دارفور.
وأعرب عن أمله بأن تساعد هذه التطورات السودان الشقيق والدول الصديقة والمحبة للسلام للتركيز على جهود التنمية وإعادة الإعمار والتى نعقد لها هذا الاجتماع اليوم.
وأعرب أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عن يقينه من أن استقرار وتنمية دارفور هى الضمان الحقيقى الوحيد لعودة اللاجئين والنازحين وعودة أبناء السودان إلى الوطن هى الخطوة الأولى لخروج هذا البلد الشقيق من مأزقه الحالى. وكلى أمل فى أن يكون اليوم نقطة فاصلة فى مسيرة الخروج النهائى من الأزمة فى دارفور.
وكان أبوالغيط قد بدأ كلمته فى اللاجتماع الذى عقد بالقاهرة بتحية وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو , وأكمل الدين إحسان أوغلى أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامى , وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية , وتابو مبيكى رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالسودان , وإبراهيم جمبارى المبعوث الخاص المشترك لسكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس المفوضية الأفريقية فى دارفور , ومنى أركو مناوى كبير مساعدى رئيس الجمهورية السودانية , والدكتور أحمد على رئيس البنك الإسلامى للتنمية.
ووجه أبوالغيط الشكر لمنظمة المؤتمر الإسلامى وأعرب عن التقدير للحكومة التركية لجهدها البارز فى الدعوة لهذا المؤتمر ودورها فى دعم جهود إعادة إعمار دارفور.
وأكد أن دعوة المنظمة لعقد هذا المؤتمر ومشاركة مصر وتركيا فى رئاسته لهى خير دليل على أن قضية دارفور لاتزال فى قلب اهتمامات عالمنا الإسلامى والمجتمع الدولى وأن العالم الإسلامى بالتعاون مع الدول المانحة الصديقة لن يتوانى عن تقديم الدعم للأشقاء فى دارفور لتحقيق مطالبهم العادلة فى التنمية والإعمار.
وقد حضر الجلسة الافتتاحية عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية والدكتور أكمل الدين إحسان أوغلى الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى والدكتور أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا ومنى أركو مناوى كبير مساعدى الرئيس السودانى وصرح السفير محمد قاسم مساعد وزير الخارجية للشئون العربية بأنه تم توجيه الدعوات لحولى 80 دولة , مشيرا إلى أن الدعوة وجهت من أكمل إحسان الدين أوغلوا الامين العام للمنظمة وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية ونظيره التركى أحمد داود أوغلو.
تشارك في المؤتمر 25 دولة مانحة, بالاضافة الى أعضاء المنظمة, بجانب منظمات دولية مثل الامم المتحدة والبنك الدولى والاتحاد الافريقى والجامعة العربية ومنظمات غير حكومية مثل اتحاد الاطباء العرب.
وأكد قاسم أن الهدف من المؤتمر توفير مليارى دولار لاقامة المشروعات التى سيتم طرحها أمام المؤتمر , وتتضمن ست مجالات هى الاسكان والتخطيط العمرانى والزراعة والثروة الحيوانية والغابات وصناعة الاسمنت والطرق والتصنيع الزراعى والتنمية الريفية وتنمية المرأة وبناء القدرات, بالاضافة الى مشروعات فى المياه والصحة والتعليم حيث تم التشاور مع الحكومة السودانية حولها وأشرف على تحديدها مجموعة من الخبراء فى منظمة المؤتمر الاسلامى والسودان.
وأضاف أنه سيتم تشكيل لجنة لمتابعة وتقييم وتحديد المشروعات التى سيتم البدء فى إنشائها على مدار الثلاث سنوات القادمة من خلال صندوق أو بنك توضع فيه حصيلة المنح التى ستتعهد بها الدول خلال المؤتمر والانفاق منه على هذه المشروعات , مشيرا إلى أنه تم عقد اجتماع الاسبوع الماضى مع سفراء الدول المانحة بالقاهرة لتوضيح المشروعات المطروحة.
كما أوضح قاسم أن الهدف من عقد المؤتمر الانتقال من مرحلة تقديم مساعدات إغاثة الى مرحلة التنمية لتشجيع العودة الطوعية للنازحين الى قراهم وجعل عنصر التنمية عنصرا جاذبا لعودة هؤلاء النازحين الذين يزيد عددهم عن مليونين وتحقيق الامن والاستقرار فى اقليم دارفور الذى يشعر أنه مهمش لعدم وجود خدمات اساسية.
وأشار قاسم إلى جهود بلاده في دارفور حيث ارسلت القاهرة قوافل طبية عديدة, حكومية وغير حكومية, كما أقامت مستشفى ميدانيا فى الفاشر, عاصمة ولاية شمال دارفور , ويعمل بها 18 طبيبا مصريا ساهموا فى علاج أكثر من 80 ألف حالة وقدم الهلال الاحمر المصرى مساعدات متنوعة, وتم حفر 10 آبار فى دارفور فى إطار خطة لحفر 40 بئرا لحل جذور الصراع فى دارفور على المياه والرعى , مشيرا إلى مشاركة مصر بقوة كبيرة فى قوات حفظ السلام الهجين, التي تضم قوات من الامم المتحدة والاتحاد الافريقى.
نايل نيوز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق