خلي بالك من ملك هي آخر الكلمات التي ودع بها كمال فارس محمد, والده قبل أن يتوفي في مستشفي الدمرداش يوم6 فبراير الحالي.
كمال هو أحد الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الكرامة والحرية والعدالة لمصر। ورغم دموع الأب المكلوم ووجع قلب الزوجة الشابة التي تيتمت طفلتها وعمرها لم يتجاوز العام والنصف, إلا أنهم يؤكدون أن دم الشهيد لم يذهب هدرا.شاب ذو خمسة وعشرين عاما, عاني كثيرا من الظلم وعدم العدالة, وكان شاغله أن يجد فرصة عمل مستقرة ليستطيع أن يضمن قوت يومه لأسرته الصغيرة, ظروف معيشية قاسية ومشاعر قهر دفعت به لمشاركة الباحثين عن العدالة والحرية في ميدان التحرير.ويوم29 يناير لم يذهب كمال إلي الميدان, ولكنه وقف للمشاركة في مظاهرة في منطقته المؤسسة بشبرا الخيمة, ليفاجأ الأب الذي يعمل كوافير رجالي في المنطقة, بصراخ الشباب, الذين يحملون فلذة كبده, بعد أن أطلق عليه أحد رجال الشرطة الرصاص, وهو علي سلم المشاة.تنقل الأب بابنه بين عدة مستشفيات بحثا عن رعاية أفضل للجريح حتي استقر الأمر في مستشفي الدمرداش, لكن الموت كان هناك بعد إجراء نحو ثلاث عمليات, وبعد أن ظل يتعذب عدة أيام.كان ابني يقرأ القرآن كلما اشتدت آلامه يقول الأب وسط دموعه:رحل كمال برصاص غادر اخترق جسده الضعيف, الذي يعاني من السكر, ليؤكد تقرير المستشفي إصابته بطلق ناري بالفخذ الأيمن, مع كسر بعظم الفخذ, مما أدي إلي نزيف حاد وسيولة الدم أدت إلي هبوط حاد بالدورة الدموية, وتوقف لعضلة القلب.رحل الجسد لتبقي الروح تترقب نسائم الحرية, والعدالة في مصر أشعر أن حق ابني مثله مثل الشهداء لن يضيع هكذا يؤكد الأب الفخور بالابن الذي بذله فداء للوطن, لكنه يتمني أن يساعده المسئولون علي تنفيذ وصيته, برعاية صغيرته التي فقدت الأب صمام الأمان, ومورد الرزق الوحيد للأسرة.
الاهرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق