الأربعاء، 16 فبراير 2011

خلوا بالكو من ملك ‏..


خلي بالك من ملك هي آخر الكلمات التي ودع بها كمال فارس محمد‏,‏ والده قبل أن يتوفي في مستشفي الدمرداش يوم‏6‏ فبراير الحالي‏.‏
كمال هو أحد الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الكرامة والحرية والعدالة لمصر‏।‏ ورغم دموع الأب المكلوم ووجع قلب الزوجة الشابة التي تيتمت طفلتها وعمرها لم يتجاوز العام والنصف‏,‏ إلا أنهم يؤكدون أن دم الشهيد لم يذهب هدرا‏.‏شاب ذو خمسة وعشرين عاما‏,‏ عاني كثيرا من الظلم وعدم العدالة‏,‏ وكان شاغله أن يجد فرصة عمل مستقرة ليستطيع أن يضمن قوت يومه لأسرته الصغيرة‏,‏ ظروف معيشية قاسية ومشاعر قهر دفعت به لمشاركة الباحثين عن العدالة والحرية في ميدان التحرير‏.‏ويوم‏29‏ يناير لم يذهب كمال إلي الميدان‏,‏ ولكنه وقف للمشاركة في مظاهرة في منطقته المؤسسة بشبرا الخيمة‏,‏ ليفاجأ الأب الذي يعمل كوافير رجالي في المنطقة‏,‏ بصراخ الشباب‏,‏ الذين يحملون فلذة كبده‏,‏ بعد أن أطلق عليه أحد رجال الشرطة الرصاص‏,‏ وهو علي سلم المشاة‏.‏تنقل الأب بابنه بين عدة مستشفيات بحثا عن رعاية أفضل للجريح حتي استقر الأمر في مستشفي الدمرداش‏,‏ لكن الموت كان هناك بعد إجراء نحو ثلاث عمليات‏,‏ وبعد أن ظل يتعذب عدة أيام‏.‏كان ابني يقرأ القرآن كلما اشتدت آلامه يقول الأب وسط دموعه‏:‏رحل كمال برصاص غادر اخترق جسده الضعيف‏,‏ الذي يعاني من السكر‏,‏ ليؤكد تقرير المستشفي إصابته بطلق ناري بالفخذ الأيمن‏,‏ مع كسر بعظم الفخذ‏,‏ مما أدي إلي نزيف حاد وسيولة الدم أدت إلي هبوط حاد بالدورة الدموية‏,‏ وتوقف لعضلة القلب‏.‏رحل الجسد لتبقي الروح تترقب نسائم الحرية‏,‏ والعدالة في مصر أشعر أن حق ابني مثله مثل الشهداء لن يضيع هكذا يؤكد الأب الفخور بالابن الذي بذله فداء للوطن‏,‏ لكنه يتمني أن يساعده المسئولون علي تنفيذ وصيته‏,‏ برعاية صغيرته التي فقدت الأب صمام الأمان‏,‏ ومورد الرزق الوحيد للأسرة‏.‏
الاهرام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق