الاثنين، 15 نوفمبر 2010

الكوليرا و الدرن .. أشباح بكتيرية تعاود الظهور


حمل الأسبوع الماضى أخبارا غير سارة للعالم رغم الجهود التى تبذل فى مجال الصحة فى كل مكان। سجلت الكوليرا أول ثلاث حالات وفاة فى عاصمة هاييتى «بورت أو برنس» بعد أن أتت العدوى على أحد عشر ألفا ومائة من المواطنين يعالجون الآن، توفى منهم سبعمائة فى أولى المناطق التى أعلن عن نفس الكوليرا فيها.تفشى الكوليرا فى هاييتى يضع العالم أمام حقائق قد تغيب لكنها للأسف باقية منها أن الكوليرا لا تزال مشكلة عالمية صحية تهدد أمن الإنسان. وفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية قد تصل إصابات الكوليرا إلى 5 ملايين حالة سنويا تبلغ وفياتها نحو مائة ألف.الكوليرا من أكثر الأمراض البكتيرية المعدية فتكا بالبشر إذ إنها تتسبب فى حالات إسهال حادة ينجم عنها الجفاف الذى يودى بحياة الإنسان فى ساعات.ليس من المؤكد حتى الآن أن سبب تفشى الكوليرا فى هاييتى هو ما واكب أحداث الزلزال الذى ضربها بعنف فى يناير الماضى إذ إن انتشارها دائما ما يواكب مشكلات فى مصادر المياه النقية أو مشكلات فى مشروعات الصرف الصحى والمجارى.الأمر الذى يزيد المشكلة تعقيدا محدودية تأثير لقاح الكوليرا الذى يعطى عن طريق الحقن فى الأماكن الموبوءة وكثرة آثاره الجانبية. ولا توصى هيئات الصحة العالمية بتناوله إنما فقط تنصح بتوخى معايير النظافة العامة والشخصية واتخاذ جميع الخطوات التى تضمن شرب مياه نقية وطعاما غير ملوث.ثانى الأخبار غير السارة يأتى من إنجلترا حيث سجلت إصابات الدرن الرئوى أعلى معدل لها فى العام الماضى خلال الثلاثين عاما الماضية.رصدت وزارة الصحة الإنجليزية تسعة آلاف وأربعين حالة جديدة خلال العام الماضى تضاعفت فيها أعداد الحالات المعروفة بمقاومتها للعقاقير المستخدمة فى علاج الدرن الرئوى.أكثر الحالات تم رصدها فى أماكن مكتظة بالسكان حيث تتفشى عادة الأمراض المعدية الأخرى أيضا فى تجمعات المهاجرين والمهمشين من المدمنين والمشردين لكن هذا بالطبع لا ينفى أن المرض يظهر فى كل المجتمعات.
الشروق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق